🌟🌟💫 إدعاء النسب الشريف بين توظيف الاغراض ورؤية ابن عربي . (12)
🌟🌟💫
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
نادر عبدالله الخليفة
إدعاء النسب الي البيت النبوي في التاريخ الاسلامي قائم علي البحث عن السلطة والامارة وتمثل في الدولة الفاطمية 909م /1171
التي نشأت في شمال افريقيا ، وتحكمت في الشام ومصر حيث وقع الخلاف في نسب قادتها الي البيت النبوي .
بين عبد الله بن جعفر الصادق وميمون القداح . من يؤكد النسب يشهد ان عبد الله بن جعفر كان يتخذ اسما مستعارا وهو عبد الله الميمون
فخلط علي الناس بينه وبين ميمون القداح ،والذي ينسبونه الي اليهود مرة ، والي فارس مرة اخري حيث كان مقرب من اسماعيل بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، حيث حمل لواء التشكيك في انتساب الفاطميين الي
العباسيين ، حيث كان مرده الصراع السياسي والسلطة التي انتزعها الفاطميون في اقطار شمال افريقيا ، كما ان المذهب الشيعي الذي
كانت تعتنقه الدولة الفاطمية كان احد دوافع كثير من العلماء السنيين ، في نقض هذا النسب وربما كانت دوافعهم مذهبية ، الا ان التشكيك
في انتماء الفاطميين الي بيت النبوة ظل حقيقة قائمة في التاريخ الاسلامي , لم يعارضها الا ابن خلدون والمقريزي ، ثم انتقل الادعاء الي
البيت النبوي عبر التاريخ من البحث عن السلطة والدولة الي البحث عن القبول والسلطة الاجتماعية والدينية ، حيث مثل هذا الانتماء
الكثير من بيوت الطوائف السودانية وبعض العشائر السودانية . حيث كانت الدوافع لهذا النسب في غالبها حالة من العشق والانجذاب
بالنور المحمدي خاصة عند المتصوفة . حيث اوجد ذلك محي الدين بن عربي في منهجية غالب المتصوفة . بفضل هذا الانتساب الي البيت انبوي
استطال مقام زعماء الطائفية في قلوب اتباعهما . كما أن الطائفتان جمعتا ثروه عبر التاريخ السوداني الحديث بدعم دولة المستعمر
الانجليزي حيث كان دعما سياسيا وماديا ، هذه الثروة جعلتهما يمارسان مسايسة، يحتكران بها الداخل السوداني وان تقاطعا مذهبيا.
حيث تشكلت مصفوفة السلطة والثروة ، حيث يغيب عن هذه المصفوفة عوام الاتباع المؤمنين المخلصين والذين يشكلون الرصيد الكمي
وهذه احد عوارض
الفؤاد العرفاني الذي يعتقد في مقامات وقداسات الخلق البشري وان خالفت مسلمات العدالة والدين ، فدوما هناك مراد غير منظور،
وحكمة غير مدركة ، وقرينة غير مشاهدة .يتكئ عليها المريد ليرضي ايمانه ويسعد يقينه .
هذا الايمان الذي خالف ايمان ابراهيم الخليل عليه السلام وهو يسال الله رؤية (الإحياء) ليطمئن قلبه مع ايمانه ،، وذلك في حوار اراد الله به أن يؤسس للخلق حرية الاعتقاد ومشروعية السؤال وفق عقل حر وليس تسليم مضني .
تقاطع المصالح بين الطوائف
في ظاهره يمثل نظرية (انطونيو غرامشي) التي خالف فيها نظرية هيغل وماركس القائمة علي اعتبار المجتمع والفعل المدني ماهو
الا حقل للتنافس الاقتصادي والطبقي ،حيث ذهب قرامشي ان تجمع المجتمعات المدنية في حقيقته هو تنافس ايدلوجي وهو جزء من البنية
الفوقية
التي تنقسم الي مجتمع مدني ومجتمع سياسي الاول يسيطر عن طريق الثقافة والايدلوجيا وهذا يقابله الطائفية بتكويناتها المتقاطعة
والثاني الهيمنة عن طريق السيطرة والاكراه اذ بيده السلطة والقوة ، وهذا ما مثله الاستعمار البريطاني ، فكانما دولة المستعمر صنعت
حزبين يمثلان التنوع السياسي والتاريخي لشعب السودان وفق مسار وبرنامج سياسي يحقق لها السيطرة علي ادارة البلاد والاستفادة من
خيراتها اقتصاديا .. فقام هذين الحزبين بالسيطرة ، والتوجيه لمكوناتهما بما يخدم مصالح المستعمر ، عبر المهدية الجديدة ورائدها عبدالرحمن المهدي ومستشارية الميرغني الكبير . الامر الذي وفر لهما السلطة الاجتماعية والتي ظلت قابضة علي حظوظ مجمل الكيانات السياسية المستحدثة، والعتيقة
وفق سيوقراطية دينية يدعمها صفة الانتماء للبيت النبوي .
|