العمامة والهوية السودانية

[عادل عسوم]

الأخ الفاضل شوقي
تحية ومودة
شطرا الموضوع يستحقان الأفراد بالطوال من النقاشات والأحاديث...
فالعمامة لوحدها (كوم) أما الهوية السودانية (من حيث الزي) فكوم أكبر وأعقد !...
والدنا عليه الرحمة كان (مساعد طبي) بدأ حياته في السلاح الطبي مع الجيش الأنجليزي في السودان وخدم في أريتريا وأثيوبيا وليبيا في معية الأنجليز...فكانت معايشته تلك مدعاة الى أستقاء الكثير من الضوابط والشكليات منهم!...
لم نلبس الجلابية أو العراقي الا بعد أن أفضينا الى عوالمنا بعد الخروج من مدى محط بصره...ولكن لا أنسى مرة وأنا في مرحلة البكالوريوس كنت في أجازة ورآني ألبس (جلابية وطاقية فقط) فنظر الى نظرة أزجاء وقال لي ياأبني أنا دوما أراهن على أناقتك وقدرتك على الأختيار (فأن كان لابد من لبسك للجلابية فأرجو أن تلبس الزي بكامله)!...صدقني من يومها وأنا لا أغادر باب شقتي (أن أضطررت الى لبس جلابية ) ألا ومعها الطاقية والعمة وشال رقيق من نفس خامة القامش (فقد رآني مرة على تلك الهيئة وأقرها بابتسامة)!...
أما أمر أزجائي ال(موروث) للجلابية وعدم حبي لها ...فقد عززته دراستي للهندسة الكيميائية ... فمختبر الكيمياء يعد من ألد أعداء الجلابية والعمة! ...أماعند أضافة وأعتمار الشال والعباية فالأمر يصبح تماما مثل السير في وحل المطر!
لكن...
تصويب النظرة الى مابين يدينا من زي (أقصد الجلابية والعمة دون غيرها ...والتوب السوداني) فأحسب أنه قد أضحى يعطينا تميزا بين غيرنا (من الآخرين) في زمان التلاقح والأنفتاح على العالم الآخر!
والتميز والشخصية الأعتبارية لنا كسودانيين تأتي أهميته من حيث أستصحاب أفتقارنا وعدم أرتكازنا على توحد من حيث العرق أو اللون أو الدين أو (حتى) اللغة... مثل شعوب أخرى تتوحد في الكثير!
عليه أرى بأننا نحتاج فعلا الى زي (نتراضى عليه)... وأحسب بأن الجلابية والعمة للرجل (دونما مقايسة على عمة ترباس والقلع وحسين خوجلي ) والتوب للمرأة هو أفضل مايمكن أن نتراضى عليه كزي (سوداني) دونما (ظلال) من بصمة عرق أو دين عليه! ...وليت أصحاب الأزياء الموازية في السودان ينظرون الى الأمر من زاويته تلك...
أشكر لك حسن أختيار الموضوع (الهم) وأسجل أعجابي بجميل الطرح والسرد و(الضل البارد) في النتاول
ملحوظة:
حرف (ال>ال) لدي لايعمل فتجدني أجتهد في تجنب كل كلمة يرد فيها بدأ من واجب الأستفتاح المفترض أن يكون والمستبدل بالأخوة
مودتي