خديعة العقل والتفكير
عزيزي القاريء من منكم يعرف رجل غني أعتقد في نفسه أنه أفضل الناس لأنه عندو قروش كتيييرة؟!
مع العلم أن هذا الرجل هو أحقر الناس ليس لسبب سوى عقيدته الخاطئة اعلاه. فلو تأمل الرجل الثري اعلاه لادرك أن المال الذي بحوذته هو نغمة اقرب من أن تكون نعمة لو لم يعرف كيف يتعامل معها.
ونفس الشيء حصل مع البشر، اذ أعتقدوا انهم افضل خلق الله لأنهم تميزوا عن بقية الخلق بعقلهم وملكة التفكير !!! وحينها نجد البشر قد استحقوا درجة الشرف في الحقارة لاعتقادهم اعلاه، فلو تأملوا قليلا لادركوا أن (ملكة التفكير) نغمة أكثر من أنها نعمة وسنأتي لتبيان ذلك لاحقا وهو من المتون المهمة في هذا البحث لكي نثبت به ان رفعة مكانة التفكير هو سبب المشاكل الحاصلة للبشرية، فالتفكير ليس سيئا في العموم ولكن عندما نرفع من شانه وشأن العقل الخارجي على اهمية العقل الباطنية حينها يصبح العقل والتفكير نغمة ويجب دحضها.
فمن المضحك في هذه الحياة هي عندما ندراك ان الحقيقة لا هي نسبية ولا مطلقة بل هي خليط بين هذا وذاك. قد تكون الحقيقة مطلقة ولكن عندما يقترب منها الانسان ويحاول لمسها حينها فقط تصبح نسبية على حسب مصالحه ورغباته وشهواته، لذلك عزيزي القاريء فلو حدثتك نفسك بانك قد ادركت الحقيقة فنرجو انك تقوم بتشغيل أغنية سيف الجامعة البديعة في جوهرها:
يا مغرور دي الحقيقة
رغم إنك ما بتطيقها
إنك إنت بتهوى نفسك
وتبقى ذاتك ليك عشيقة
المهم نجد أن مأسات البشرية قد بدأت تظهر في العلن عند انشقاق سقراط عن السفسطائيين ومحاربته لهم في فلسفتهم القائمة على (إن الحقيقة نسبية غير مطلقة وأن مقياس الحقيقة هو الأنسان بمصالحه ورغباته وشهواته) وتبلغ الماسأة ذروتها عندما يدق ارسطو مسمار النعش على هذه السفسطة بفلسفته والذي اصبحت تعرف بمنطق ارسطو، والذي بأي حال لم أجد له تعريفا صحيحا وواقعيا لهذه المنطق الا النكتة التي سرت على لسان اخوتنا الجنوبيين: حيث يحكى أن بيتر سافر الخرطوم لزيارة ابن عمه جون الذي كان يدرس في جامعة الخرطوم، وحين التقى بيتر بي جون دار الحوار التالي:
بيتر: أنت يا جون بتقرأ شنو؟
جون: أنا بقرأ منطق
بيتر: منطق يعني سنو؟
جون: انا اوريك منطق يعني سنو، يا بيتر أنتو عندكم كلب صااااح؟
بيتر: ايوة عندنا كلب.
جون: عندكم كلب يعني عندكم بيت، وعندكم بيت يعني عندك أم وأبو، عندك أم وأبو اذا أنت ود حلال.
المهم عاد جون الى دياره وهناك التقى بي صديقهم دانيال ودار بينهم الحوار التالي:
دانيال: اوووووو بيتر أها قابلت جون؟
بيتر: أي وهو كووويس وبسلم عليكم
دانيال: انت يا بيتر جون دا بقرأ سنو؟
بيتر: جون بقرأ منطق
دانيال: منطق يعني سنو؟
بيتر: أيوووووااا انت سألتني منطق يعني سنو؟ طيب أنت يا دانيال عندكم كلب؟!
دانيال: لا ما عندنا كلب
بيتر: أنت ما عندكم كلب يعني ما عندك بيت يعني ما عندك ام وأبو اذا أنت ود حرام.
هذه النكتة الطريفة على بساطتها ولكنه تنتقد منطق ارسطو نقدا يبين مكامن خلله.
المهم نجح منطق ارسطو وللاسف كان هذا المنطق هو سور برلين الذي قام بعذل طبقة المثقفين عن عوام الناس ومنذ ذلك العهد والى يومنا هذا نجد اننا يمكن ان نحور المثل الشعبي الى (الناس في شنو والمثقفاتيه في شنو) فالمثقف تلقاهو برعى في ارض صحراء يبحث عن الحقيقة المجردة وعوام الناس منشغلة في مواكبة التغيرات التي تحدث يوميا.
المهم تمضي السنين ويطلع علينا مثقف اخرى يدعى ديكارت ليطلق مقولته الرنانة (أنا أفكر أذا أنا موجود) حينها يحق لي أن أفتح قوسين وأكبر الخط للاخر واعمله سميك واكتب Fuck you فلتجرب ما تتنفس واقعد فكر لو كان فعلا اهمية التفكير هو دلالة على الوجود. وهنا ايضا اود الاشارة على البساطة والطرافة التي تبدو عندما اقول ان التنفس هو الشيء الوحيد الذي يدل على الوجود ولكن فلتصبر علي قليلا لأن التنفس يعتبر من أهم اوليات متون هذا البوست وسيأتي للحديث عنه لاحقا والى حين ذلك العهد اتمنى ان تحتفظ بهذه المقولة (أنا اتنفس أذا انا موجود).