ولن يكون صلاح السنهوري هو السوداني الأخير الذي يدفع مهر الحرية من دمه ، فالشهيد صلاح لم تقتله رصاصة طائشة ، بل تم قنصه ، والفاعل هو جاره في الحي وربما زميله في الدراسة ، هكذا حطمت الإنقاذ الوشائج الإجتماعية ، فصرنا نخاف من جيراننا أكثر من قادة المليشيات الذين يمارسون القتل في شوارع الخرطوم الآن ، صرنا نخاف حتى من حضور الصلاة في المساجد أو نذهب للتبرع بالدم ، فعدوك هو جارك أو زميلك في الجامعة ، فقد قام نظام الإنقاذ على فضيلة الخوف ، وقد فرضت علينا نظاماً شبيهاً بنظام محمد بك الدفتردار ، فهي الآن تنفذ حملاته الإنتقامية ولا تستشني في ذلك أحداً.
|