نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عبدالله الشقليني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2007, 04:46 PM   #[1]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي الشاعر عالم عباس في السوداني الثقافية ( للجندرية والأحباء )


[align=center]
الشاعر عالم عباس في السوداني الثقافية (1/2)
( للجندرية والأحباء )
[/align]


على أجنحة ترِفُ بالأحلام :

هناك موعدٌ للريح وللكلمات حين تتفجر ،
وللأخيلة حين تتلصص بين الأغصان لمردة الشعر يتحابون
ويقتسمون ما بين البرق والرؤية ،
ما بين الندى وسطح وُريقة خضراء في مُقتبَل الإشراق ذات صباح .
تكلم الشاعر من قلبه واستودع صحيفة السودان الدولية بعض أسراره ،
وهو المُتعفِف من حبائل الغلظة .
هو من الذين يَخفون الخير في بطون النفوس ،
وهو من الكاظمين الغيظ ،
ومن العافين عنِ الناس .

بحديثه تطيب الخواطر .

نعُمت سيدي بطيب المقام أنَّا حللتْ .

عبد الله الشقليني
04/07/2007 م
ـــــــــــــ

حاوره الصحافي : أحمد عوض في السوداني الثقافي (1/2)
وهُنا من يريد الوصال :

http://alsudani.info/index.php?type=3&id=2147508395



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-07-2007, 10:27 PM   #[2]
عصمت العالم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عصمت العالم
 
افتراضي

بيكاسو الفنان...

اليك .وانت تنقلنا عير زمانه المتفرد..وهو يرضعنا من اثداء ينابيع ابداعه ما يكفينا من زاد من روائع الاخيله ومزارف الاشواق..وخرير جداول ذلك الجمال الذى ينسكب من فيوض عطائه الوارف..وهو يشكل بالوان لوحاته تلك الرؤى التىينبجس منها كل بهاء ذلك السحر المذاب...الذى يغمرنا بدثاره المخملى .الحرير
انه سيدى القوس الشاعر العملاق...
ذلك السلسبيل المتدفق الذى يسقى عطش كل االركاب وهو يشجيهم بعبقرية عزفه الساحر...ويطوف بهم اركان الكون على ركاب منح كل ذلك الارتقاء .ولهجه الانيق ونهجه الراقى .وملامحه الجمال..وتلك المعارف والمعانى والتمكن.والايفاء
لا شك انه نافورة الشعر الجذل التىتناثرت حبيبات قطراتها وهىترش افق المدى ..بى بلل يعطن كل اطرافها بذلك الاغراق المسترسل..ويشجى زمنها برنين جرس تلك الالحان,وخطو ذلك الايقاع الشجى...وشهى الكلام الانيق..

بيكاسو..

سيدى القطب..
عبر بنا من خلال استضافته فى صحيفة السودانى مفازات من الفكر وعميق المعرفه.استجوبتنا ان نعيد القراءه اكثر من مره..بذات نشوة ذلك الامتاع...
لا نملك إلآ ان ندعو له كريم مقتدر بان يكلأه ويرعاه.ويحميه.ويبقيه..منارة اشعاع ..تجود بوهج اشراقها...

لك الاعزاز ....بيكاسو الفنان..
وله ..الاحترام والتبجيل..وكثيف الامتنان



عصمت العالم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2007, 04:39 AM   #[3]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة

[align=center]
الشاعر عالم عباس في السوداني الثقافية (1/2)
( للجندرية والأحباء )
[/align]


على أجنحة ترِفُ بالأحلام :


وللأخيلة حين تتلصص بين الأغصان لمردة الشعر يتحابون
ويقتسمون ما بين البرق والرؤية ،

ما بين الندى وسطح وُريقة خضراء في مُقتبَل الإشراق ذات صباح .
تكلم الشاعر من قلبه واستودع صحيفة السودان الدولية بعض أسراره ،
وهو المُتعفِف من حبائل الغلظة . هو من الذين يَخفون الخير في بطون النفوس ، وهو من الكاظمين الغيظ ،
ومن العافين عنِ الناس .
بحديثه تطيب الخواطر .
نعُمت سيدي بطيب المقام أنَّا حللتْ .
عبد الله الشقليني
04/07/2007 م
ـــــــــــــ

حاوره الصحافي : أحمد عوض في السوداني الثقافي (1/2)
وهُنا من يريد الوصال :

http://alsudani.info/index.php?type=3&id=2147508395
صباحات الله بويوض (من كلام الغبش)
الأطفال لمن تقول ليهم بكرا الصباح كدا ولا كدا؛ مابينومو من شدة الإثارة وكترت الترقب وحميم الرغبة.
آها دي حالتي كل يوم في إنتظار الجديد في سودانيات.
وما دي بس؟
آها كمان ذي الأطفال كيف تكون الصدمة ليهم، لمن يلقو الحاجة الكانو متشوقيين ليها حقت ناس كبار وما بتخصهم أو ما بيقدرو عليها....... والأسواء أنو ما بيفهموها.
ودي ذي حكاية النكتة: (أرجو أن لا تفسر بغير مفهوم نكتة بريئة)
قالو سيدي الصادق كان بيخطب في أهلنا الأنصار الغبش وسمحين، وكانت هناك سيدة عجوزة، كل ما السيد يقول شئ والناس تكبر؛ آها هي تبكي وتتنخج.
سألوها يا الأنصارية مالك بتبكي والسيد بيتكلم كلاماً سمح.
ردت الأنصارية وبصدق الأنصار: ما اليهو دا المبكيني، كلام السيد السمح دا وأني ما فاهمهو.

دحين دي مشكلتي! ، ذي أمي الأنصارية دي

(حقت ناس كبار وما بتخصهم أو ما بيقدرو عليها والاسواء أنو ما بيفهموها)

مع الحب للباشمهندس عبد الله وبخص الحبيب الأنصاري بكلامو الببكيني (ذي الحبيبة الأنصارية) أبو الوليد

ولي شاعرنا المرهف عالم
ليهو كل سلام الدنيا ومحبة الكون وشوق الريح وعذوبة المياه ومحنة الشقيق وعطف الأبوة وطاعة الجنا وإحترام المعلم



التعديل الأخير تم بواسطة بابكر مخير ; 05-07-2007 الساعة 04:43 AM.
التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2007, 05:54 PM   #[4]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصمت العالم مشاهدة المشاركة
بيكاسو الفنان...

اليك .وانت تنقلنا عير زمانه المتفرد..وهو يرضعنا من اثداء ينابيع ابداعه ما يكفينا من زاد من روائع الاخيله ومزارف الاشواق..وخرير جداول ذلك الجمال الذى ينسكب من فيوض عطائه الوارف..وهو يشكل بالوان لوحاته تلك الرؤى التىينبجس منها كل بهاء ذلك السحر المذاب...الذى يغمرنا بدثاره المخملى .الحرير
انه سيدى القوس الشاعر العملاق...
ذلك السلسبيل المتدفق الذى يسقى عطش كل االركاب وهو يشجيهم بعبقرية عزفه الساحر...ويطوف بهم اركان الكون على ركاب منح كل ذلك الارتقاء .ولهجه الانيق ونهجه الراقى .وملامحه الجمال..وتلك المعارف والمعانى والتمكن.والايفاء
لا شك انه نافورة الشعر الجذل التىتناثرت حبيبات قطراتها وهىترش افق المدى ..بى بلل يعطن كل اطرافها بذلك الاغراق المسترسل..ويشجى زمنها برنين جرس تلك الالحان,وخطو ذلك الايقاع الشجى...وشهى الكلام الانيق..

بيكاسو..

سيدى القطب..
عبر بنا من خلال استضافته فى صحيفة السودانى مفازات من الفكر وعميق المعرفه.استجوبتنا ان نعيد القراءه اكثر من مره..بذات نشوة ذلك الامتاع...
لا نملك إلآ ان ندعو له كريم مقتدر بان يكلأه ويرعاه.ويحميه.ويبقيه..منارة اشعاع ..تجود بوهج اشراقها...

لك الاعزاز ....بيكاسو الفنان..
وله ..الاحترام والتبجيل..وكثيف الامتنان
الحبيب عصمت العالم
وجدنا رقته الشعرية في نثره ،
ورفق المُحبين حتى بالحديث المنـزوع من تضاريس اللغة ،
سأعودك مرة أخرى لأفي كتابك حقه وأنت سيد من سادات
اللغة الحميمة عندنا .
شكراً لك وإلى عودة



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2007, 06:15 PM   #[5]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Babiker Mukhayer مشاهدة المشاركة
صباحات الله بويوض (من كلام الغبش)
الأطفال لمن تقول ليهم بكرا الصباح كدا ولا كدا؛ مابينومو من شدة الإثارة وكترت الترقب وحميم الرغبة.
آها دي حالتي كل يوم في إنتظار الجديد في سودانيات.
وما دي بس؟
آها كمان ذي الأطفال كيف تكون الصدمة ليهم، لمن يلقو الحاجة الكانو متشوقيين ليها حقت ناس كبار وما بتخصهم أو ما بيقدرو عليها....... والأسواء أنو ما بيفهموها.
ودي ذي حكاية النكتة: (أرجو أن لا تفسر بغير مفهوم نكتة بريئة)
قالو سيدي الصادق كان بيخطب في أهلنا الأنصار الغبش وسمحين، وكانت هناك سيدة عجوزة، كل ما السيد يقول شئ والناس تكبر؛ آها هي تبكي وتتنخج.
سألوها يا الأنصارية مالك بتبكي والسيد بيتكلم كلاماً سمح.
ردت الأنصارية وبصدق الأنصار: ما اليهو دا المبكيني، كلام السيد السمح دا وأني ما فاهمهو.

دحين دي مشكلتي! ، ذي أمي الأنصارية دي

(حقت ناس كبار وما بتخصهم أو ما بيقدرو عليها والاسواء أنو ما بيفهموها)

مع الحب للباشمهندس عبد الله وبخص الحبيب الأنصاري بكلامو الببكيني (ذي الحبيبة الأنصارية) أبو الوليد

ولي شاعرنا المرهف عالم
ليهو كل سلام الدنيا ومحبة الكون وشوق الريح وعذوبة المياه ومحنة الشقيق وعطف الأبوة وطاعة الجنا وإحترام المعلم


الحبيب الدكتور بابكر ،
سلام من القلب :

كتبنا :
الشاعر عالم عباس في السوداني الثقافية (1/2)
( للجندرية والأحباء )


على أجنحة ترِفُ بالأحلام :


وللأخيلة حين تتلصص بين الأغصان لمردة الشعر يتحابون
ويقتسمون ما بين البرق والرؤية ،
ما بين الندى وسطح وُريقة خضراء في مُقتبَل الإشراق ذات صباح .
تكلم الشاعر من قلبه واستودع صحيفة السودان الدولية بعض أسراره ،
وهو المُتعفِف من حبائل الغلظة . هو من الذين يَخفون الخير في بطون النفوس ، وهو من الكاظمين الغيظ ،
ومن العافين عنِ الناس .


الحبيب شقيق الحبيب :
الدكتور / بابكر إبراهيم قاسم مُخير .
تحية ود واحترام ،

عندما تحدث الشاعر عالم عباس ، وهو يرد برفق على المحاور الذي نفث قلمه لغة الشعر ، فاستبطن الشاعر بسلاسة الردود بلغة الشعر ، فكأن خيال الشعراء يقف دون وعي منه كمن يُشاهد حوار الشعراء من وراء خفاء ، فكأن الشاعر عالم والمُحاور نفسه يقتسمون لغة الشعر فلا يستبين القارئ إلا لُحمة لا تكاد تُفصل الأشياء كما أنت لا تستطيع أن تُفصل بين البرق وبين لحظة الرؤية ، أو بين قطرة الندى وهي تُلامِس سطح وريقة خضراء في عِز شبابها عندما تُشرق الشمس فكتبنا :

وللأخيلة حين تتلصص بين الأغصان لمردة الشعر يتحابون
ويقتسمون ما بين البرق والرؤية ،ما بين الندى وسطح وُريقة خضراء في مُقتبَل الإشراق ذات صباح .


وعندما ذكر الشاعر من تحدثوا بغلظة عن ورقته التي تقدم بها ، ولم يرُد على تلك الغلظة ، وكان رده في اللقاء رداً بلُطف لا يُناسب من أغلظوا في حقه ذات زمان .فكتبنا :

وهو المُتعفِف من حبائل الغلظة

ونعتنا الشاعر بأنه من الذين يُخفوا يد الخير وهو يتوسط بين العزيز خالد والعزيزة حنينة ، وما عَرفنا ذلك إلا من بعد أن كتبت لنا الإدارة ، فكتبنا :

هو من الذين يَخفون الخير في بطون النفوس ،

فحق لنا سيدي الدكتور أن نفرح بتواضُعك الجَمْ ومحبتك حديثنا ، و ودَكَ أن نلتمِس لغة العامة ، ولا نُداريها بالكثافة .. سلمتَ سيدي ، فنحن نتمنى دوماً أن نختار :
( السهل المُمتنِع ) ولكن لمشاعرنا قول يأتي من فوق كل ما نتمنى .

لك المحبة أيها العزيز بابكر .

بيكاسو



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 05-07-2007 الساعة 06:18 PM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2007, 06:20 PM   #[6]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

العزيز الشقليني
تحياتي
شكرآ لنقل المقابلة مع أستاذنا عالم عباس
أضعها كوبي أند بيست للمصلحة العامة


اقتباس:
الأستاذ الأديب عالم عباس محمد نور رجل يمشي على غيمة أحلامنا ويثقف ثوابت الواقع بأناقة الصوفي المتواضع، ليترك فينا عذاباته البنفسجية التي نحتفي بها.. وحين يقرأ الشعر لا تكاد تسمعه لكنك تراه يحرك أساك وأشجانك في نسق حميمئ وترى نفسك ضمن كائناته الشعرية فتبكي مثلها وتفرح وتتألم كما يتألمون،، له العديد من الإصدارات الشعرية والفكرية العميقة الجريئة له ستة اصدارات شعرية (ايقاعات الزمن الجامح، منك المعاني ومنا النشيد، ماريا وامبوي، اشجار الأسئلة الكبرى، اراق شوق للخرطوم، من شمس المعشوق الى قمر العاشق) كما له ثلاثة اصدارات تحت الطبع (الرقص على ايقاع المردوم، في انتظار الكتابة، البرمكي الحريف في الكلكة)، هذه مقابلة أجراها معه الزميل أحمد عوض وأراد لها أن تنشر هنا.



حاوره: أحمد عوض



قال أفلاطون في فلسفة السماع ان لدينا لسانا واحدا وأذنين لنسمع أكثر فهل أضافت أذن عالم عباس المليئة بالأحاجي والمعتقد والتراث في إثراء تجربته الشعرية؟



الآذان هي نافذة المرء وإطلالته على الحياة، فإن كنت لا تسمع، ابتداءً فلن تتكلم! ربما لهذا نرى أن الأصم هو في الغالب أبكم، لا يبين. وبعيداً عن الفلسفة وأفلاطون، فما ننتجه ينبع من المعين الذي منه ننهل. الأحاجي والقصص والأساطير، وما ابتدعه إنسان بيئتنا في تفسيره للحياة والتعامل معها، يندرج تحت هذا، الدين والخرافات والأحاجي والقصص، ثم ما تعلمناه في الخلاوى والمدارس وفي أحضان الجدات في ليالي الطفولة وسحرها الغامض. أنا ابن بيئة تعتمد على السماع والمشافهة والتلقين، ورغم أن البيئة التي نشأت فيها بيئة تعليمية على نحو ما (بيئة خلوة) إلا ان المشافهة والسماع والتلقين هي وسيلة التعلم، ذلك أن الكتابة خصصت لهدف أسمى، أسمى بكثير من مجرد التسجيل للحكايات والأقاصيص، الكتابة خصصت لحفظ الدين والسيرة، وأحيطت الكلمة المكتوبة بهالة من التقديس والإجلال، فلا يدون إلا ما يخدم تلك الأهداف النبيلة!



هل الحداثة في شعر عالم بالضرورة القطيعة التامة مع تقليدية الفكرة والبناء؟



جوبهت مؤخراً بأسئلة شبيهة بهذه، ولعل الكثيرين غيري، ممن يكتبون الشعر واجهوها، ذات مرة كتبت للأديب العزيز عبد الله الشقليني حول هذا الأمر فقلت: (صحيح أن الشعر فن، أو صناعة كما قالت العرب، وهم محقون، والصناعة عمل ودربة، ومهارة، وكل مهارة وفن لا بد له من قواعد وأسس ومعايير يحتكم إليها. الخروج عن هذه المعايير، ضرب من الجهل، والغلو، خاصة لمن لا يدركها ويعرفها ويسبر غورها. لو كان ثمة من خروج، فلا بد أن يكون عن علم وإحاطة، وإلا فهو مضلة ومهلكة، وأكثره عبث، على أحسن الأحوال!



وهكذا أجد نفسي بين أمرين، بين تيار محافظ أفضل حالاته أن يبقى الأمر على ما هو عليه، وله تراث ماضيه يغنيه عن أي تحول في الحاضر يبدل أو يغير مما ألفه. وبين تيار متمرد جامح، كافر بكل ماضيه، يحمله أوزار فشله، وأزمته المعاصرة، همه أن ينطلق حراً، يحطم كل صنم، دون أن يعطي لنفسه فرصة غربلة تراثه، ليتعرف عليه أولاً ثم لينتقي أفضل ما فيه يعينه على المضي قدماً عن بصيرة، وفهم ومنهج!



ما أبحث عنه ليس طريقاً ثالثاً، أو نظرية جديدة. كلا التيارين على صواب وعلى خطأ!، همي اصطحاب أجمل ما في التراث، والنظر بعمق إلى مصادر قوته وجذوته المتقدة، دون أن ينصرف نظري نحو الرماد والركام الهائل، ودون أن يعيقني ما جعله يفقد جذوته واتقاده، ويقعد به عن الانطلاق، فالحضارات أيضاً كالبشر، تشيخ، وتذوى، ولكن حتى الشيوخ الفانين لديهم من الحكمة والتجربة، ما لو أدركها الأحفاد لعاشوا حياة أفضل، وارتكبوا أخطاءهم الجديدة دون الحاجة لتكرار تجربة الشيوخ ذاتها واستنساخها، فقط لأنهم لم يمهلوا أنفسهم ويصبروا بما يكفي للاستفادة من تلكم التجربة الثرة!



لا شيء عندي ثابت في عالم الشعر، بل متحرك دائب موار، اكتشف كل يوم جديدا، وأقرأ في القديم كثيراً، ويتبين لي جهلي صباح كل شمس، حتى أنني أراني أزداد كل يومٍ علماً بفداحة جهلي!



رغم (اركونية) عالم في احتفائه باللغة العربية في منهجه الشعري إلا أنني أرى حدية في نقده لمفاهيم العقل العروبي المتبنى داخل السودان أهي ازدواجية المبدع؟ وهل من المستطاع الاستمرار في هذا المنهج لإعادة كتابة تاريخ السودان؟



احتفائي باللغة العربية هو احتفاء بلغة أم، واللغة التي نشأت وتربيت عليها فهي لغة ديني ومعتقدي، ومناط عزي وفخري. وهي ليست لغة عرق، ولكن لغة عقيدة ولغة رسالة كونية، فأنا لست عربياً إلا بهذا المقدار، وما أجله من مقدار! غير أن بعض (المستعربين) في السودان جعلوا الأمر أمر أعراق وسلالة ونسب، وأرادوا أن يسموا السودان كله بهذا الميسم، فقسموا السودان وأثاروا دعوة الجاهلية المنتنة، مع أن أكثرهم بل جلهم هجين، بل حتى اللغة لا يحسنونها، ومع هذا يتحكمون ويقصون ويتسيدون دون واعز من علم أو ضمير أو أخلاق، لخلق امتياز وصفوية طاردة حاقدة ناقمة! أنا ضد طبقية العرق أو اللغة، وأنا أعتز بسودانيتي بكل ما يمور في عرقي من دماء أعراق عديدة، من بينها الدماء العربية، أياً كانت نسبتها، ولكن لا تعطيني امتيازاً على أحد، وخاصة في السودان الذي، أكثر أهلها أصالة، تقل نسبة أعراقهم العربية كثيراً، فمن يجرؤ على نفيهم؟



وأما عن تاريخ السودان فإنه لم يكتب بعد حتى تعاد كتابته، بعض المؤرخين كتبوا بما يتوافق مع أهوائهم، ومع ما يعرفون، وكتبوا بشكل انتقائي، لتكريس حالات وحوادث بعينها وظفوها لأغراضهم، وأهملوا ما لا يخدم مطامعهم، أو ما ظنوا بأنه لا يعنيهم. أكثر تاريخ السودان (مما نعرف) كتبه المستعمرون ومن ربوهم لخدمة مآربهم. بعض من هؤلاء عمل عملاً جليلاً، قدر ما وسعه، وبعضهم عرف الكثير وكتمه لأن نشره يصطدم بمصالح نافذين بإمكانهم أن يقمعوه وينكلون به، ومنهم أهلوه وذووه! وشعار بعض هؤلاء التقية و(ليس كل ما يعرف يكتب)! وهكذا حين ننظر ما كُتِبَ نجد أمراً عجباً، بل نجد كذباً صريحاً وتدليساً، ونرى تحاملاً! يبدو أننا نحتاج إلى جهد علمي حقيقي وحملة مدبرة بتجرد وعلم وموضوعية لنكتب تاريخ السودان، ومن قبل مؤسسات علمية تمتاز بالشفافية والقدرة. ما نقرؤه لا يمثل إلا القليل جداً من تاريخ السودان، ولقد أبانت لنا محنة دارفور السائدة الآن، كم نحن نجهل تاريخنا، وعن الجنوب والشرق فحدث ولا حرج، عن جهل مطبق!



عندما حوكم نزار قباني أخلاقيا انتصر بقوله أنا عندما ذهبت إلى قارئة الفنجان كنت ابحث عن حبيبتي القدس.. عالم عباس في مواجهة لأقلام كان بعضها فاجر الخصومة والآخر فاقع الولاء عن ماذا كان يبحث عالم داخل هذه المعاركة اللامتناهية؟



نحن أبناء الأقاليم والمناطق المهمشة، ثمة صورة نمطية لنا في أذهان إخوتنا من بعض أهل المركز (وأركز على بعض هذه)، وهي في الغالب صورة سالبة، فإذا أتيحت لك فرصة تصحيحها يتكالب عليك نفرٌ يسلقونك بألسنة حداد، إذ إن ذلك تمرداً يلحق الضرر بامتيازات هي خالصة لهم من دونك! أنا أدرك ذلك منذ وقت طويل، وكثيراً ما دخلت في مساجلات متنوعة مع إخوة كرام تعلمت منهم الكثير واثروا تجربتي، ولعلهم بالمثل ازدادوا تفهماً. حين نشر لي صديقنا الأستاذ كمال الجزولي في صحيفة الصحافة (أوائل عام 2000)، ورقة كنت أعددتها لسمنار علمي حول ثقافة المركز وثقافة الهامش - يوليو 1998 كانت الفكرة هي التنبيه إلى أخطاء توارثناها ونتعامل معها كمسلمات دون إدراك أو فهم عميق، وقراءة لتحولات ومتغيرات كثيرة تستدعى وقفة وتصحيحا، مع وعي متزايد وظلم ماحق، وأنه قد آن الأوان للكلام بصراحة حول المسكوت عنه، والتفكير بصوت عال، وبشكل جماعي حول موروثاتنا الثقافية وفي الجانب الحساس منها. الورقة إذن مطروحة في منبر علمي يؤخذ كلامها ويرد في المكان المناسب، ويجب أن تناقش ببرود علمي هادئ ومستنير! ما حدث أنني لم أشترك في السمنار المعني، لسبب ما،! وبعد عامين رأى أهميتها صديقنا كمال الجزولي فاستأذن في نشرها تعميماً للفائدة. الورقة أثارت لغطاً كثيراً وحراكاً ثقافياً مهماً، في نظري. أسعدني وآلمني أيضاً الهجوم الضاري الذي أصابني، وسعدت بالذين تولوا الدفاع عن أطروحتي، وأبانوا لي معلومات مهمة كنت أجهلها، وتعلمت منها الكثير. لم أردّ على أحد، ولم اعلق على ما قد قيل، قدحاً أو مدحاً، سعادتي كانت في أن رسالتي وصلت كأوضح ما تكون، وأن السكون والركود قد بدأ يتحرك، وان الناس صاروا يدركون ويفكرون بصوت عال. كان الهجوم وإلقاء التهم، والتجريح الشخصي دليل نجاح في لمس المواضع الحساسة والعصب الحي، وفتح الجراح التي رُمت على فساد، وأن الخطر الذي كان كامناً بدأ الناس يرونه رأي العين! ولم تمض غير خمس سنوات أو نحوها منذ كتابتها حتى بدت تتجسد، تباعاً كل ما حذرت منه، كان يمكن تفادي معظم الأضرار التي حدثت لو عقل أهل الحل والعقد ما حذرت منه وصرخت به أنا (النذير العريان)!



ے هل اكتفى عالم باعترافات الواقع الراهن السوداني بنبوءاته بعجز المركز في تسويق الوجه الخطاء للثقافة السودانية؟



لقد كفاني الدكتور منصور خالد منذ وقت مبكر القول حين أبان في كتابه القيم (النخبة السودانية وإدمان الفشل).. الجزء الأول ص 68 [ إن اقتراب حكام السودان من هذا الأمر، منذ الاستقلال كان مشوباً بكثير من الاستهانة وغير قليل من العنجهية، ليس فقط إزاء أهل الجنوب بل إزاء رجال من ذوي الأصول الجنوبية. أو الأصول غير العربية الأخرى إلا أنهم أهل شمال بكل المقاييس، وما جاءت إدانة هؤلاء الرجال من أهل الشمال إلا لأن طرحهم لقضايا أهلهم وذويهم - كان ذلك على الصعيد الوطني والإقليمي - كان طرحاً لم يألفه المهيمنون على حكم السودان من أهل الشمال النيلي الذين لم يجدوا في قاموس النعوت شيئاً يصفون به أولئك الرواد غير العنصرية.. جاءت هذه المحاولات ممن حسبوا أن الحديث عن القوميات المتعددة في السودان أو الحديث عن احترام الخصائص الثقافية لهذه القوميات خيانة لوطن].



فلعلني أكتفي بكلام العالم منصور خالد، فما زال حال المركز كما هو، لم يتعلم شيئاً، ودارفور ما تزال شاهدة تصرخ كأبلغ دليل على ما نقول ونزعم! هي قراءة لمقدمات تعقبها نتائج، هي ليست تنبؤات ولا تخرصات، ولكن القوم أصموا آذانهم وأعموا أبصارهم، وهم يمرون عليها مصبحين!



بالنسبة لعالم المثقف الموضوعي أيهما أكثر مدعاة للترميم السلام الاجتماعي أم السلام الثقافي؟



كلاهما مهم، ويتلازمان، ربما تعني أيهما يسبق الآخر، ولذا فلعل الإدراك يأتي أولاً، والإدراك حالة ثقافية معرفية، على أن الإدراك دونما عمل عجز، والسلام الاجتماعي لا يأتي دون إدراك، وإلا فذلكم خبط عشواء، فالسلام الاجتماعي خطة ومنهج.

ونواصل
إستوقفني كثيرآ رأيه في كتابة تاريخ السودان
التحية لعالم عباس

و لك شقليني
لي عودة لو سمح وقتي



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2007, 07:44 PM   #[7]
رأفت ميلاد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية رأفت ميلاد
 
افتراضي

التحية لشاعرنا الكبير عالم عباس

والشكرلحبيبنا الشقلينى

أثلج قلبى الخبر الأخير على نفس الصفحة القيمة

تجربة الشاعر عالم عباس محمد نور بمنتدى اتحاد الكتاب السودانيين الشعري

.



التوقيع: رأفت ميلاد

سـنمضى فى هذا الدرب مهما كان الثمن

الشـهيد سـليمان ميلاد
رأفت ميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007, 05:01 AM   #[8]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت ميلاد مشاهدة المشاركة
التحية لشاعرنا الكبير عالم عباس

والشكرلحبيبنا الشقلينى

أثلج قلبى الخبر الأخير على نفس الصفحة القيمة

تجربة الشاعر عالم عباس محمد نور بمنتدى اتحاد الكتاب السودانيين الشعري

.
الحبيب شقيق الحبيب الذي
ننتظر وصاله .. فيليب

تحية لك أيها الإنسان الرائع ، وقد خرجت لنا
بكنزٍ آخر من الكنوز ، وإنه لبادرة حَسنة
أن يتجه السودانيون ذلك الإتجاه من دراسة شُعراءهم
دراسة المُختص .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007, 08:35 AM   #[9]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة

الحبيب الدكتور بابكر ،
سلام من القلب :
فحق لنا أن نفرح .... ومحبتك حديثنا ، و ودَكَ أن نلتمِس لغة العامة ، ولا نُداريها بالكثافة .. .......... فنحن نتمنى دوماً أن نختار :
( السهل المُمتنِع ) ولكن لمشاعرنا قول يأتي من فوق كل ما نتمنى .
[frame="1 50"]لك المحبة أيها العزيز بابكر .
بيكاسو
[/frame]
الحبيب بيكاسو
ريحتني في إتنين
الأولي قولت بابكر وبالعامية الجميلة دون تكلفة او تغليف (في السودان الولد إن برفسير أهلو الكبار بنادوهو بي إسمو حاف وبعض مرات بي قولة يا جنا ........
غير الفي مصر!! الأبو بيقول لي ولدهو إن ناداهو يابروفسير، يا دكتور، يا باشمهندز ... آها بابكر دي مياها العامية الجميلة)

التانية لمن أمهرت توقيعك بي بيكاسو
(وعارف أنو دي بتخص بيها -الفرد- ذي ناس كوريا؛ يعني ..... شببتني وصغرتني
ودي محبة صادقة، أعتزبيها وبفرح بيها وبخليها مدسوسة في مكانن يهو مكانك، جو القلب .............. ومنحجب .......................... من عين الحسود)

لكني برضو ذي أمي الأنصارية
أخاف أقول فسرتى ليا الماءَ بعد جهدٍ شديد بالماءِ
يا أخي والله بريدك وبريد عالم والله عالم
وبريد سودانيات وعصمت العالم
وليكم كل المحبة
وربنا يعلم



التعديل الأخير تم بواسطة بابكر مخير ; 06-07-2007 الساعة 08:36 AM.
التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 04:15 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.