عزيزي الشقليني
عزيزي الشقليني
ها أنت قد سحت بنا , وبحت لنا , بأسرار السادة و القوم , تعرج بنا الى زنابق الألق الصوفي , و نجوانا لا تفتر من مناشدة من تحت ثرى البقيع. روح العاشقين لا تفتر من سكر الأمكنة و الأزمنة , و رنات الحروف العبقرية تحاكي بردة لبستها أَنفُس ٌ
فياضة , ذوات عبق و رحيق , يستشري في ارجاء ذرات بلازما الشرايين المضيقة , يفتح بها آلاف الأبواب لأمكنة الطهر و أزمنة النقاء.
عجبا ً لعشق شاعرنا العظيم / عالم عباس , و هو يتدفق من ثنايا الألق و التألق , هو من عَالم الرجال الذين داروا في أفلاك السكر و المد , يبني بأنامله , نجوما تتلألأ بحبر القصيد , له رائحة طقوس العاشقين , حينما ينظرون للضريح لا يلمسون فيه مادة الملمس , و لكن يغيبون في سر البهاء و الضياء, تترنح الأجساد و هي واقفة , تتهدج الأصوات و هي ساكنة , تذوب الأجساد و هي حاضرة , تسيل الدموع و هي حبيسة.
لا مفر من معاقرة الصفاء , و من لبس الزنابق البِيض و السنادس الخُضر , لا مفر من مجالسة الندى , و شحن الجلود , و عتق الجنود , و فك القيود . حين التضرع يبقى الحس مندفقا ً , كالسالكين على أوتارهم رحلوا , كالجالسين فوق تراب الأرض يبتدروا صلواتهم بذكر الخاتم الممدوح بالبُرَدِ , ترتاض فوق الأرض أنفسهم
ويعشقون ذوات الطين و الطل , يسكبون صفاء النفس من صمت و ينشدون حراك السحر من غيم ٍ.
يا أيها المفتونون بعشق نبي لم يزل فينا ودوافع الروح تبني ألف مئذنة على حواف الروح و حواشي الشعر تبني ألف بردة , و عيون الناظرين تجوس بالسحر.
أخي الشقليني تنزلت عليك غيوم السماء رهجا ً مستديما ً , و رقد بين ساعديك نسيم البشارات الطلق مستبشرا ً بدخولك تلك الخلوات.
شاعرنا عالم , الا ايها الوطن العظيم بشعره و نثره و فخره و مدحه , تنزلت عليك جداول الحروف و مساكن الهدوء و فرقان نشوة المتعبدين , لتلبسك بردة سلام و فخر.
أما نحن فقد نزلت علينا و حلت بأرض غفارنا و مفازات ذاكرتنا نسائم الحجاز و الشام و اليمن , و من خلف البحار حطت بنا رواحلنا , نغشى ضيوف العشق من وطن هو السودان ذاك المارد الذي أنجب من أمثالك ايها العالم , سيد رحالة الروح , وربان سفينة العشق و الوجد . ألا ما أسعدنا بك أيها الصوفي الشفيف , يا منتقي ذاكرة اللوح , و يا شاحذ همم الحروف السمر تشجينا , و يا شاعر حسان النغم , و حسناوات المد .
و هنا قصيدة قد جادت بها روحي من لمس الشاعر الشفيف و هي مهداة لشاعرنا عالم
عباس
رويدك إنا قد تمهلنا في المسير هنا
الى تلك البقاع و أضحى الوجد ديدننا
انا سلكنا كل الطرق توصلـــــــــــــــنا
الى بقاع المصطفى سحــــــــــــــــــنا
كفانا الله في هذا الزمان بشاعرنا
شبيه الورد و الأحزان تعصرنــــــا
إنا مشيناك في جل البقاع هنـــــــــا
شعرا ً و مدحا و من وردات رُمّانا
ألا أيها المنشد تقبل تحايانـــــــــــــا
من الفردوس ياقوتا ً و مرجانــــــــا
و أعطف علينا بمثل المدح يحدونا
الى سموات و أجراس تصحينـــــــا
و أعصف علينا بالأسحار نادينــــــا
و أمكث بنا في أعماق شادينــــــــــا
مهلا ً رويدك إنا قد تخلفـــــــــــــنــا
أشدد قلوب الواقفــــــــــين بنـــــــــا
و اطلق علينا عطورا ً كي توقينــــا
انا رقدنا على ساحات صافننـــــــــا
فارسل الينا مديحا كي يصافينـــــــا
و انزل على أعتاب قريتنا تسلينـــا
فما عادت لنا روح لتشبعنا و تكفينا
ولك التحية و الوقفة أيها الشقليني صاحب الريشة التي لا تفتر
و لا يحرمنا الله من مداد أشجاركم الوارفة
أخوك أحمد يوسف
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد يوسف حمد النيل ; 07-07-2007 الساعة 09:47 AM.
|