مفهوم الحوار لغة واصطلاحا
الحوار لغة:
* ـ أصل كلمة ( الحوار ) هو : ( الحاء ـ الواو ـ الراء ) ... وقد بين ابن فارس في ( معجم المقاييس في اللغة ) أن : ( الحاء والواو والراء ) ثلاثة أصول : أحدها لون ، والآخر الرجوع ، والثالث أن يدور الشيء دوراً (1) .
* ـ وتعود أصل كلمة الحوار إلى ( الحَوْر ) وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء ، يقال : ( حار بعدما كار ) ، والحوْر النقصان بعد الزيادة لأنه رجوع من حال إلى حال ، وفي الحديث الشؤيف : ( نعوذ بالله من الحور بعد الكور ) (2) ... معناه من ( النقصان بعد الزيادة ) ، التحاور : التجاوب ، تقول : كلمته فما حار إلي جواباً ، أي : ما رد جواباً (3) ، قال الله تعالى : ( إنه ظن أن لن يحور ) ( الانشقاق : 14 ) ، أي : لن يرجع (4) ، وهم يتحاورون أي : يتراجعون الكلام ، والمحاورة : مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة (5) .
* ـ وفي أساس البلاغة : ( حاورته : راجعته الكلام ، وهو حسن الحوار ، وكلمته فما رد علي محورة ) (6) .
* ـ وفي القاموس المحيط ( تحاوروا : تراجعوا الكلام بينهم ) (7) .. وقد ورد ذلك أيضاَ في المعجم الوسيط (8) .
* ـ أما في تاج العروس : فيقصد بالمحاورة ( المجاوبة ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة ) (9) .
* قال إبن منظور في لسان العرب: "كلمته فما رجع إلي حواراً وحِواراً ومحاورة وحويراً ومحورة بضم الحاء أي: جواباً. والمحاورة: المجاوبة. والتحاور: التجاوب. واستحاره أي: استنطقه.
* وفي حديث علي رضي الله عنه: يرجع إليكما بحور ما بعثتما به، أي: بجواب ذلك، وفي حديث سطيح: فلم يَحِرْ جواباً، أي: لم يرجع ولم يردّ. وهم يتحاورون، أي: يتراجعون الكلام. والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة. وقد حاوره. وما جاءتني عنه محورة، أي: ما ردع إلي عنه خبر. وإنه لضعيف الحور، أي: المحاورة ..."
*وقال المقري في المصباح المنير: "حاورته، أي: راجعته الكلام، وتحاورا. وأحار الرجل الجواب: رد. وما أحاره: ما رده"
* ـ وقد ذهب آخرون إلى أن الحوار لغة : المجاوبة والمجادلة والمراجعة (10) .
--------------------------------------------------------
المراجع والمصادر:
(1) : أبو الحسين أحمد ابن فارس ، معجم المقاييس في اللغة ، ( بيروت : دار الفكر ، 1418هـ ) ص 287
(2) : صحيح الإمام مسلم ، الحج ، باب 75 ، الحديث 3340
(3) : ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري ، لسان العرب ( بيروت : دار صادر ، 1412هـ ) ، الجزء الخامس ، ص 297
(4) : محمد بن علي الشوكاني ، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، راجعه وعلق عليه الشيخ : هشام البخاري، والشيخ : خضر عكاري ، الطبعة الأولى ( بيروت : المكتبة العصرية ، 1418هـ ) الجزء الخامس ، ص 515
(5) : ابن منظور ، مرجع سابق ، ص 218
(6) : جار الله محمود بن عمرالزمخشري ، أساس البلاغة ، ( بيروت : دار المعرفة ) ص 98
(7) : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ، ص 487
(8) : إبراهيم أنيس وآخرون ، المعجم الوسيط ، الطبعة الثانية ، ص 205
(9) : محمد مرتضى الزبيدي ، تاج العروس ، ( بيروت : دار الفكر ، 1414هـ ) الجزء السادس ، ص 317
(10) : يحي بن محمد زمزمي ، الحوار ؛ آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة ، ط : 2 ( عمان : دار المعالي ، 1422هـ ) ص 32 .