اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر
سموها فاطمة .. وقبل سبوعها كنوها السمحة ِلمّا تبين عند مهدها فيها من ملامح (السماحة والقيافة) .. وبين أن تحبو وتسندها رجليها انزوى اسم فاطمة مفسحا للشفاه حلاوة نطق ( السمحة) ... اسماً تناغمت حروفه واختلفت حلاوة نطقه .. بين الجدة والأخ الشاعر والأم الحنون .. وأطفال الحلة اليحبونها ..
وسندتها رجليها قبل (أندادها)... وسمت بها قامتها وشقاوتها .. وخرجت إلى محطة القطارات.. وليس إلى الشارع كما كل الأطفال ...حيث والدها ناظر المحطة فى تلك القرية الكبيرة التى تأولت إلى مدينة ..
وكبرت السمحة إلى طفلة صغيرة .. وفاقت نديداتها سماحة و طولا وشقاوة وأصدقاء ..فحين كن يلهون ( ببنات أم لعاب والحجلة ) ..كانت السمحة تلهو عند قطارات الشحن والركاب وتنافس الأولاد فى البلِّى نهارا و شليل) مساءا .. عرفها سائقوا القطارات والكماسرة ومعتادى السفر .. عرفت مواعيد قطار الباخرة والسريع والبوستة وقطر (نالا) .. كانت تحادث المسافرين عندما كانت نديداتها يحادثن الدمى..
كلما ( صفّر) القطار هرولت السمحة إلى المحطة أنّى كان الزمان .. حتى أن القطارات كانت تتزود الماء من ( فناطيز المحطة) والبسمات من السمحة ..ومعتادى السفر رموا طاب فألهم عليها حتى سموها (السمحة سِبر السفر) يأخذون منها الفال زادا للسفر وبسمات وأحاديث بريئة ... وذكرى أيادٍ تلوح لمسافرين عرفتهم وعرفوها لدقائق ألفوها وألفت ما يرون فيها من شبه لأخت حلموا بلقائها أو ابنة تركوها وراءهم وربما.. بت الجيران ( شايلة صحن لحمة عشان انتو ما جيتو العزومة )..
رغم أنها كانت تصغرنا سنا فقد كانت ( نديدة) ألعابنا ، فقد زادها الله لهفة فى القوام و شهقة فى السماحة . ومع السمحة تشاركنا ألعابنا الطفولية .. فهى تركت اللعب بالدمى ( بنات أم لعاب) والحِجلة ، فتركنا كرة القدم و( شدّت) ..
أوجدنا لأجلها ألعابا مشتركة مثل ( غمد .. لبد..) والتى أسمتها ( غمدت لبدت ) و الجرى والأحاجى .. وألعاب ذهنية كثيرة .. فصرنا ( شلة فاطمة ) .. وجرينا سويا .. وهرول الزمن حتى حين غرة كانت فى سن المدرسة ..فاحتجت كثيرا لأن مدرستها ليست مدرستنا ..
لم تكره السمحة (مدرسة البنات) - هكذا تسميها فقد حرمتها من أصحابها الأولاد و بعض قطارات أصدقائها المسافرين- ..فلم تعد تستقبل قطارات الصباح .. حين كان القطار هو ميقات المدن والقرى .. بل احبت فيها المعلمات وصديقات جدد وكراساتها وحقيبة الدمور .. واسم فاطمة الذى رجع لها مقترنا بالسمحة ..
عادت يوما من المدرسة لتقابل قطار تواعده كل خميس .. فهى تحب الخميس جدا .. ففيه حصة الفنون والأعمال وقطار الخميس .. أطلت بسماحتها على شبابيك القطار فشعت بسماتها الوديعة حتى تزاحمت الرؤوس على نوافذ القطار ..ركاب السطح حلت فوقهم غمامة .. وتحرك كل الركاب الى نوافذ القطار حيث السمحة .. وحيث فاطمة السمحة .. يكون الجمال والضحكات والناس والسماحة .. كمسارى القطار أشار لها ( بالراية الخضراء) محييا فظن السائق أن قد حان وقت وداع السمحة وتحرك بالقطار وكانت فاطمة السمحة لحظتها بين عربتى قطار تتجه للجهة الأخرى وفى خاطرها نوافذ الجهة الأخرى للقطار وتوزيع ابتساماتها بالعدل ... وتحرك القطار وهى بين القضبان ..
|
هلا يا هندسه.. شرفت نوافذ
سردك جميل ، وبنية نص متماسكة
بس - في تقديري- إنو الخاتمة إفتقدت لعنصر التشويق ،
بإعتبار إنو تسلسل القصة بيفضي لإنها " تختفي وسط القضبان "
يعني ما أديت فرصة إنك تتحدي القارئ في تكهنو بالنهايات ، وتحبطو بخاتمة تخليهو يعيد قراية النص.
أنا شايف إنو الخاتمة دي
اقتباس:
كمسارى القطار أشار لها ( بالراية الخضراء) محييا فظن السائق أن قد حان وقت وداع السمحة وتحرك بالقطار وكانت فاطمة السمحة لحظتها بين عربتى قطار تتجه للجهة الأخرى وفى خاطرها نوافذ الجهة الأخرى للقطار وتوزيع ابتساماتها بالعدل ... وتحرك القطار وهى بين القضبان
|
ممكن تكون كده
أشار لها الكمساري " برايته الخضراء" محيياً ، فإلتقط سائق القطار إشارته إيذاناً بالمرور..
تحرك القطار ، في الوقت الذي كانت فيه السمحة تجتاز عربتي قطار موزعة إبتسامتها بين نافذتين يبحلقان فيها ببراءة.