هو وهى (2)
نظر سامى الى ساعته فى ضيق فقد تأخر على توتا وأصلح وضع قميصه الحريرى الملتصق بجسده وأمسك بعلبة الكريم الذى يستعمله على جسده الناعم كنعومة اجساد البنات وجعل يمسح منها على يديه وأخرج علكة من جيبه وأدخلها فمه ونظر الى بنطاله وتأكد أنه ينزل من خصره بالقدر المطلوب فقد كانت تلك هى الموضه المُتّبعة وتمايل فى مشيته وهو فى طريقه الى الخارج.
وجد شباب الحى فى سامى موضوع جديد وحيوى يطردون به ملل البطالة ومادة يتفكّهون بها عند جلوسهم بجانب عمود الكهرباء الذى يتجمعون عنده كل عصر ويقضون فيه ساعات طوال حتى يتمدد ظل المساء معلناً نصره على نهار يوم انقضى متراجعا يبحث عن مناطق جديدة يطرد منها ليلها المُتعَب من كثرة الرحيل فى الدروب.
- ازيك ياسامى
- اهلا
وقالها فى مياعة جعلت اصواتهم تعلو بالضحك فابتسم لهم سامى وهو يصدر صوت عالى كالطرقعة من فمه بعلكته الشهيرة. وواصل تمايله فى مشيته ماجعلهم يواصلون ضحكهم.
رنّ جرس هاتفه وعلا صوت تلك الاغنية الهابطة بصوت تلك المغنية الذى لافرق بينه وبين حمار عمّ بركات الذى يبيع الحليب فى الحى.
- سامى وينك؟
- توتا حبيبتى معليش اتاخرت عليك انا فى الطريق
واغلقت توتا هاتفها وهى تضحك مع صديقتها فقد كانت تجلس معها وهى تستمع لمكبّر الصوت فى هاتفها الجوال.
- عليك الله ياتوتا العاجبك فى سوسو دى شنو؟
- تقولى شنو بس اخير من قعاد ساى
- والله قعاد ساى احسن ليك من هناية دى
- والله لما يقوم لى مياعته دى لما بطنى بتطم منه بس قروشه كتيرة وبيصرف من غير حساب وحسام زى ماعارفه طوّل ما اتصل ولا رسل حتى رساله من يوم ماسافر الخليج
- يعنى المسكينه دى حتبيعيها لما يجى حسام؟
- زى الماحصل شى
وظلاّ يتضاحكان. ثم ذهبت صديقتها وتركتها وحيدة تنتظر
ركب سامى عربته التى أوقفها بجانب المنزل بعد أن رفع صوت الكاسيت بصوت تلك المغنية التى يضع أغنيتها نغمة لجواله
وظل سامى طوال الطريق يفكّر ما الذى جعله يتورط فى علاقة مع توتا وهو لا يميل اليها ثم تذكّر انه يريد ان يثبت لنفسه أولاً ثم للناس أنه لا يقل رجولة عن أى رجل يمشى على قدمين.
وصل سامى الى الكافتريا ووجد توتا تنتظره ورسمت هى ابتسامة اغتصبتها فى معاناة ورسم هو ذات الابتسامة.
|