الأخطاء الإستراتيجية الفادحة للفريق كير فى واشنطن

[imported_عصام اليقين]

الأخطاء الإستراتيجية الفادحة للفريق كير فى واشنطن

تحليل سياسي
مع أن من المستحيل التعامل مع الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني فى زيارته الحالية للولايات المتحدة بعيداً عن منصبه السيادي كنائب أول للرئيس السوداني على اعتبار ان هذا المنصب هو الأرفع - من كافة النواحي- من بين بقية المناصب التى يتولاها الرجل منذ أكثر من خمس سنوات كرئيس لحكومة الجنوب و زعيم للحركة الشعبية ، إلا ان الفريق كير- ربما لأسباب تخصه - اختار خلع هذه القبعة الهامة و اكتفي بقبعة الجنوب السوداني فى نطاقه الضيق ،و جرت على لسانه العبارات الجارحة و غير المحسوبة التى أوردتها وكالات الأنباء .
فقد قطع كير بأن قيام دولة الجنوب مسألة وقت!و الرجل كان يخاطب الكونغرس فى بلد يدعي تقديس الديمقراطية ، فلا الفريق كير تذكر حينها ان تأكيده هذا سابق لأوانه لأن الاستفتاء لم يجر حتى الآن ولا يصح الجزم بشئ لا يزال فى رحم الغيب ،و لا أعضاء الكونغرس الذين أصغوا اليه سألوه عن سبب قناعته الجازمة و القاطعة هذه و هذا أول خطأ استراتيجي حتى ولو كان مبعثه العاطفة الجياشة ، او الحسابات الخفية لأن النتيجة اذا جاءت بالوحدة - كفرضية قائمة و محتملة فى ظل تقلبات السياسة و مفاجآتها – فان أحداً لن يولي الرجل احتراماً لكونه غرس كل غرسه السياسي أمام العالم فى أرض الانفصال و سوف يصبح تبعاً لذلك غير جدير بالتصديق او الاعتماد عليه فى اى شأن من الشئون .
الخطأ الثاني للفريق كير و الذى لا يقل سوءاً و فداحة عن الخطأ الأول أنه دعا صراحة الى تدخل أجنبي حال نشوب اى نزاع او خلاف حول الاستفتاء و فى هذا الخطأ إشارة الى ان الحركة الشعبية اضعف بكثير من ان تقوي على مواجهة المشاكل الناجمة عن عملية الاستفتاء مع أنها مشاكل عادية محتملة و الطرف الآخر فيها هو شريكها و ليس عدواً خارجياً يصعب التعامل معه ، فالإستقواء بالخارج مظهر من مظاهر الضعف ،و عدم القدرة ،و بهذا فان الفريق كير- وربما من حيث لم يحتسب – اظهر ضعف و هشاشة حركته فى مواجهة شريكها الوطني مما خيَّب ظن مستمعيه من غلاة أعضاء الكونغرس الذين أدركوا ضمنياً ان دولة الجنوب المرتقبة لن تكون فى مستوي ما هو مطلوب رغم الدعم الذى منح لها ،وذاك المؤمل ان يصلها لاحقاً !
الخطأ الثالث ان الفريق كير أغلق الباب أمام بقية قادة الحركة و أعضاء مجلس التحرير – الذين لديهم اجتماع قادم يتحرقون شوقاً إليه – للجهر بآرائهم حيال موجة الانفصال التى يعتبرونها مصطنعة ، فقادة قطاع الشمال بالحركة شكلوا تهديداً لاجتماع مجلس التحرير الذى جري تأجيله قبل ايام حين تبيَّن ان ضرره أكثر من نفعه ! ومن المؤكد ان الرجل بهذه التصريحات لم يدع لهم سبيلاً للوقوف ضد توجهات الحركة الانفصالية ، مما ينذر بانفجار قادم لا محالة داخل قيادة الحركة عالي الدويّ ، شديد الأثر .
و أخيراً فان الأمر المؤسف ان زعيم الحركة وضع كل البيض فى السلة الأمريكية و هو لا يدري ان هذه السلة ليست دائماً آمنة !


http://www.sudansafari.net/main-analysis/5-analyisis/7077-2010-09-22-09-22-04.html
الأخطاء الإستراتيجية الفادحة للفريق كير فى واشنطن