25-07-2007, 08:21 PM
|
#[9]
|
:: كــاتب نشــط::
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني
[align=center]
فرحٌ من القلب[/align]
(4)
جاء يوم ميلادي كما تأتي المواليد كل يوم وكل ليلة : زحامٌ يركُل زحاماً آخر ، ورؤوسٌ تخرج من بيت الحنان المُستفيض إلى الصِراخ من أُكسيد الحياة . دُنيانا تُعلمنا الفروق بين ضوضاء الضجر وموسقة الماء في أحواضٍ تعزف أنغامها حين تضرِب الشُطآن في وقت السَحر .
قالت :
ـ اليوم عيدُ مَجيئكَ آخر مرّة إلى الدُنيا ، فقد تقلبتَ أنتَ من كون قديم : لِقاح مُتَحابّان من دُنيا سَحيقة ، تُفسِحُ في تاريخنا مكاناً أغربُ من خيال . ذاكرةٌ تستفيق من نومها وتُردِفُ ذاكرةً أخرى إلى أن جئتني اليومَ آدمياً بعنفوان الشوق يغلي باسمكَ في دمي .
قلت :
ـ اليوم في الأعياد لا يذكره أحدٌ سواكِ معي ، كيوم ارتجاج أمةٍ لها تاريخ لا يسُر . وحدها الطفولة تُضاحِك الأعياد وتتعَجّل الأفراح في غمضِ الزمان .
قالت :
ـ أ حزين أنتَ أن نحتفل وحدنا ؟
قلت فَرِحاً :
ـ بالأمس أُكملتُ دورةً وتدربتُ على الجلوس لأكتب اسمَكِ ملوناً بظلال الضوء وصورتَكِ البهية تسبحُ في ماء بلَّورٍ أمامي . أصنع لكِ عينين بألوان قُزح وأنظُر كيف يكتسي الثوب من نضارَكِ جسداً . الشَّعر لونته بألوان عاشق رَغِبَ و تمنى وحَزم أحلامه في وَسطه وفرَّ إلى الجنان .
ضَحِكتْ وقالت :
ـ ألا تخاف الجنون ؟
قلت :
ـ أي الرياض عطورها تتنفسُ . أي البساتين الخُضر تمُدّ يد السماح وتُفصِحُ. بخَطوَكِ عندنا تُميل حبات التُراب من النعاس إلى المنام في خَدرٍ لذيذ ومن ثِقلِ وُدَّكِ تبسُم الأطياف فرحاً ويأتي الربيع بلا مواسم .هُنا حُضورَكِ الندي باهرٌ نشتَمّ ريحانه عند التدنّي. ( فَيولين الحنين ) صوتَكِ حين تهمُسين والليل يُسرِع الخُطى والصبحُ يَخطُف طفلة الفَجرِ .
عبد الله الشقليني
17/07/ 2007 م
|
ما أجمل أعيادك ونقاء الحياة فيك
جعل الله عمرك كله آعياد
زحامٌ يركُل زحاماً آخر ، ورؤوسٌ تخرج من بيت الحنان المُستفيض إلى الصِراخ من أُكسيد الحياة . دُنيانا تُعلمنا الفروق بين ضوضاء الضجر وموسقة الماء في أحواضٍ تعزف أنغامها حين تضرِب الشُطآن في وقت السَحر .
ما أجملك
مودتى
|
|
|
|