الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-06-2007, 04:43 PM   #[1]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي جسدٌ عارٍ بلا ملمس

جســـــــدٌ عـــــارٍ بلا ملمـــــــــس


...كعادتي انطلق منذ الصباح لأحفر في ذاكرتي ما اجتررته بالليل من احاجي المساء و الليل . انهض بلا وجه وبدهشة افرك عينيّ كي اصحو من غياب النوم لأجد نفسي ملقي على وسادتي فاتفحص غرفتي فاجدها ممتلئة بالدهشة و الاغتراب نفس الملاءة المبعثرة ونفس الطاولة التي تشاركني السهر ونفس المكتبة الصغيرة التي تحمل كتبي و مذكراتي يكسوها الصمت عليها عدد من "السبح"
تذكرني باوقات العبادة ... الخ.
... الاجساد كعادتها تحس بخشخشة الفراش ونعومة الاحلام وتتعرك في الملل و الدهشة لا تبارح الاجساد النحيلة من السهر او السمينة من الدعة فتطلق حلقات الوعي الذاتي حديث الغربة مع الروح الى ان يبعث الدهش بما يشبه الغباء ولكنه في الوقت نفسه فرط الذكاء .
وجع المكان , والفة الذات للمحيط من حولها, وجدل الروح في غوغائية لا تمت للعقل بصلة , وصلة الارواح بكائناتها التي تشبه صلاة الراهب او عبادة المتصوف كلها رهبنة الفكر و الروح والجسد .
ما دعاني لهذه الكلمات ذلك الجسد الذي لم يعد يعاني وفي جعبته زعم كبير اشبه بالخرافة وحلم لم يعد يقواه احاطت به الظنون ثم نفي الي جزر المستحيلات . جسد تهزه النسمات السمومية بعدما ان كانت تمده بالق الروح وسبحانها في الفضاء ,جسد يعشق النظر الى الاسفار وبلا ان يستنطق ذاته الكسيحة , جسد الهبته مرارات السنين ثم ركن بعيدا عن آذان الطبيعة الصاحية ثم يصبح كورقات الاشجار الشتوية توحي للبعض بالحزن واخرون يرونها ملاذهم الآمن عندما ينكمش الجسد ويسفر عن عرى الروح وهي تبدو الاقرب الى مركز الجسد كاسلاك الكهرباء في زمهرير الشتاء الموشح بالشحوب . جسد يسبح في بحر الغياب لا قبائل تأويه من تعذيب الروح المتوحدة . يذداد شوقا لزقزقة العصافير ولكن لا يلامسها الا عندما يتعرى كلية فتولد الكلمات وبعدها ينزال عنه الحس يفقد التوازن الى حد المرارة , فيعود من جديد في قفصه يردد اناشيد الحبور مرتجلا قصائد الكلمات محاكيا هذا الجسد الغائب في دغدغة الحرير .
فتنعكس اشعة الشمس حارقة , وطواحين الواقع المرير على روح كسولة ديدنها رهافة الحس فتحن الى العري فتستعيد قوقعتها من جديد و لكي تدير آلة التبويض و التفقيس في موسم جديد تحن للوصول اليه . لا تزدهر جنات الخلد و لا اناشيد الملائكة في وسط هذا الواقع الذي لا تنقصة صفة الغباء , فترفرف العيون وترتعش الاصابع وتتقطع الاوصال لميلاد عشق جديد . و لكن من يستر هذا الجسد العاري الذي لا ملمس له والذي يفضح الروح في زمن لم تكن العيون فيه خائفة بل خائنة و لا تستحي من ان تنظر لسوآته . فاصبحت معاناة الجسد سمة من سمات العصر تتلبد فيه الهموم ويهرب منه الايحاء حتى عندما يشتد عودة .
... ولكن الجسد الموشح بالملمس المجنون وفوضى الشعور وملمات الشعر و الكلمات هو الناصح دائما كبياض انكشاف الصباح الجميل الذي لا تمله الروح عندما تصحو في حضرة تيجان الحضور الذاتي الجميل و الوله العذري .
قلما يستنطق الجسد الروح وهي هائمة في ابتهاجات البهارج الزائفة في طريقها للانبعاث . في العصر الحديث ضرب الحصار على معينات الجسد و اخيلة العقل حتى غدا يدور في غير محوره وهو يحس بالحياة حوله مرتبة هذه الرتابة تولد الملل عند العقل الخيالي في الوقت الذي يبحث فيه عن فوضى تعينه على فهم الاشياء و استيعابها بروح طفل بريء وعقلية اديب ماهر يجيد رسم الاحاسيس ويرصها في دواليب المنظومة المبعثرة ذات الفهارس الطويلة . الم واوجاع تصيب الجسد بالدوار و انعدام الوزن يتشتت عاريا ولكن بلا ملمس . يغيب في كل الاصعدة فيصيبه الملل ويحس بان خنجرا مسموما ينحشر فيه من الخلف فينكفيء على روءاه ليستشهد في حضرتها وفي تلك يرقص بلا ساقين ويتنفس بلا أنفاس ويشخص بلا عينين عندها تكتسي السماء بالرماد وفيعتبط الجسد س فتزهق روحه الى حيث الحياة الدنيا بامراضها و شللها هنا يصحو الجسد من غيابه فيصبح عاري من حقيقته مفضوح بين اترابه مغشوش في معدنه ولكنه بلا ملمس فيعشقه الانسيون و الانسيات من بني آدم و بنات حواء فيقيمون له الولائم و الحفلات ثم يغرق في مستنقع الرذيلة الجسدية وخيبة الروح .
هذا هو واقع الفنانين و الشعراء و المبدعين و البشر وادعياء الحضارة و التي هي رجل وانثى في كل حالاتها شيء و آخر في كل مسمياتها ونحن لا نفتا نقتل شقها الاخر ونجعلها كآدم قبل ان تخرج حواء من ضلعه .

احمد يوسف حمد النيل – الرياض ,,, أبو سارة



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 11:48 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.