الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عالم عباس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-11-2006, 08:53 AM   #[1]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي حبيبتي تسوِّر جزيرة عينيها بسياجٍ من الرمش الشائك

[frame="4 70"]
حبيبتي تسور جزيرة عينيها بسياج من الرمش الشائك...


(إلى سيدة الخواطر في أحلامها الملونة)




البحر يكتب اسمه على الصخور، و كانت الأمواج تصهل،
النوارس الشبقية تتعرى للشمس ولا شيء يفضح عريها ، بينما النسيم يفتض بكارة الشراع الواهية .
انظروا، هذا موسم عرس الأسماك وكلنا مدعوون للمشاركة.
إن لك اسما، تجهلينه، و في عينيك مدن وجبال وأعاصير تستحم بالعواصف. كيف يكون مرساك والجبل يقترن بك وعلاقتك بالأحلام مشبوهة والظلال لا تكلمنا ، والأوهام تتجسس علينا وأقدامك براكين .
عودي للبحر يا شواطئ، واغرقي أيتها الأمواج.
شعرك الجموح كان يركض من قمة قدميك حتى أسفل رأسك والمهرجانات تتوالى وأنت هناك كل شيء.
تمتلئ الساحة بك والبحر يلفظ اسمه ويتربع على عمق عمره ألف ميل وارتفاعه مليون سنة.
فتعالي نغرق ونمتطي صدفة تمنعت على الرمل، والرمل يطاردها.
ليست تلك جريمة اغتصاب فلا تصرخي، ومري الرياح أن تسكن،
واحضري لي شمسية بلون عينيك، وابتسامة المطر، ونقاء الظل، ودهشة القمر.
إن لكل شيء اسما، وأنت في الميدان شمعة، ومن الداخل غيبوبة بنفسجية،
بل وردية. بين جدران عينيك تنسدل سحابة من لهيب.
ربما أكونك عبر لحظة من هنا، فلا طعم السنابل يعرفني
ولا المد الذي لفظه البحر قد تعلم كيف يخاطبني.
دعاء العاصفة لامجيب له فعلام الجزع والنفور؟
أم أنك هنالك يغتلي بك حرماني يا آية لم تكتب بعد في السور ؟

كانت الأميرة سيدة الحور تبكي ، فتمتلئ السماء بالرعود
وكانت دموعها كما الأمطار، وتنهيدتها أعاصير،
وعندما تضحك كانت الورود الأزهار والرياحين، تتدفق من فمها وكان كل شيء يضحك،
ذلك أن ابتسامتها - قالوا - الربيع، وبكاءها كان الخريف أو كما قالوا.
توكأت على قلبي،
ثم أمسكت القلم بفمي، وكتبت شعرا صامتاً،
ورسمت أربعة خطوط على الماء، بفرشاة من زغب عصفورة غريد.
ذلك الزغب الذي اهدتنيه أمها قبل ان تكتمل العصفورة كائنا سويا.
يا إلهي! لماذا تنبضين هكذا في جوفي؟ والأميرة أين اسمها،
رسمها، ظلها؟
وماذا كان يكتب عنها الأحاسيس في كراسة المشاعر التي اختزنت كل بروق الأرض في برهةٍ،
في رعشةٍ، في ومضةٍ من ليلٍ لم يأتِ، وأمطارٍ لم تحْبَلْ بها الغيومُ، وسماواتٍ ما ر‏أت أبداً سقف الأرض؟!
مدَّتْ الأميرةُ ذراعاً من لون مغناطيسيٍ رنَّانْ.
فتَسَلَّقْتُ أصابعها المرتعشة حتى وصلْتُ إلى كفِّها، فوجدْتُ أني ما زلتُ في كفِّها
وعَلَيَّ أنْ أعاودَ الصعود.
مدَدْتُ حبال شراييني جسراً، حتى قمَّةِ مِعْصَمِها، فإذا قدمِي زّلَّتْ.
وانكفَأَتْ كُلُّ الأشياءِ. أخيراً، أخيراً جِدّاً، صَعَدْتُ إلى حيث كانت الذراعُ وقد امتدَّتْ
وإلى حيث هي، وهي نائيةٌ كما عيناي،
وترتَعِشُ من بردٍ غامضٍ، كَشفاهٍ تحاولُ عَبَثَاً أن تكتشِفَ ما طَعْمُ القُبَلْ!
وإذن فهي هناك!
البحرُ يركُضُ عَبْرَ نافذتِي وتخْتَلِطُ الفصولْ، تجري بلا زمنٍ،
وتركُلُنِي مداراتُ الصعودْ. وحبيبتي، كالْيَمِّ نائمةً على الأصدافْ،
على مَهْدِ من الأصدافِ كَنْزُ البحرِ بَعْثَرَهَا، وكنْتُ أنا أعيدُ مقاطِعَ اللَّحْنِ القديمْ.
تحاولُ الطيرانَ لؤلؤتيِ، وشمْسُ البحر يصْهَرُ شمعَ أجنحَتِي لها،
والدمعُ خِلْجَانٌ بها تنمُو القواربُ في العشِيِّ.
حبالُ غَرْقَى ما دَرَوْا بالريحِ وهي تموءُ، تنعيهمْ،
وتحمِلُ لوعَةَ الأهلينَ، سُقْياهم مدامِعُهُمْ،
وَهُمْ، للَّيْلِ نجواهُم، وللحيتانِ تَمْتَدُّ استغاثَتُهُمْ.
حبيبةُ: إنَّ لي جِسْراً بعينيكِ المفازةِ، أيُّ سردابٍ يُسَرْبِلُنِي
بسحرِ مدائنٍ، سكَّانُهَا حُورٌ، طرائِقُها من البلَّوْرِ، والوديانُ موسيقىَ.. ..
وفي عينيكِ غاباتٌ تناديني،
وتغْرينِي،
وتنْأَىْ بي. أُهَوِّمُ ،
يا حبيبةُ أنَّ لي ...
للريحِ نَوْحُكِ، والمداراتُ
أمزِّقُ زركشاتي، والحروفُ أُهيِنُهَا
وأُذَوِّبُ الكلماتِ، أمْسَحُ راحَتَيَّ بها،
غريبٌ موعدُ اللقْيَا،
بعيدٌ مَنْبَعُ السُّقْيَا
عميقٌ لونُ أغنيتِي، فهلْ يأتيكِ يومٌ
تدركين مداهُ أوْ معْنَاهْ؟
حبيبةُ يا..
وتحتَرِقُ الرُّؤَى وجْدَاً
وتختنق البروق الألف من شبقٍ
وما تقفُ الجداراتُ.
حبيبةُ يا ..
... وترتعدُ السماواتُ.


بورتسودان ابريل 1975
[/frame]



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:09 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.