الى عبدالعزيز خطاب العفو والعافية
ظللتُ طوال السنين التي قضيتها في هذا المكان وفي غيره من الأسافير لا أحمل حقداً على أحد، ولم تتوتر علاقتي مع كل من صادفته فيها رغم التباين الكبير في المواقف سياسية كانت أم غيرها.
وفي هذا المنبر وإن كنت ترى وجودي فيه قليلا وطارئا سمحت به السماء، إلا أنني فيه ظللتُ باستمرار أدعم الجانب الذي يدعو الجميع الى التواجد فيه بالمحبة والاحترام، هذا الأمر أقر أنني فشلتُ فيه معك، فحين التعاطي معك كنتُ قاسياً ومباشراً وحاداً وربما انتصرتُ لنفسي من حيث أعتقدتُ أنني على الحق.
كان يمكنني الإستمرار في ذات الطريق، والرد على مداخلتك الأخيرة بأقذع منها وهكذا نمسك بأطراف هذا المنبر لنجره الى الأسفل كلٌ منا بجانبه، غير أني ولما لم يكن ذاك من طبعي ولا من أهداف تواجدي في هذا المكان، أعلن إعتذاري الواضح إليك غض النظر عن رؤيتك له، وسأتوقف هنا ومع نفسي، عسى أن يغفر الله لنا، ويسامحنا الذين رأووا هذا التلاسن فامتعضت نفوسهم، وأمسكوا عليهم أحرفهم ترفعاً عن الخوض فيما خضنا فيه.
إن الإهتمام بهذا المنبر، يدعونا أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نتوجه للآخرين.
لك إعتذاري والعفو والعافية
|