الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-2015, 01:21 PM   #[1]
زهير ابو سوار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية زهير ابو سوار
 
افتراضي الوجود والعدم ..

الموت ..
ما زلت اتذكر (بكاء) جدي لابي ومراسم جنازته وكرنفالات الحزن والمناحات التي اعقبت فراقه للحياة الدنيا .. ومراسيم الجنازة السودانية تتخللها تراجيديا وبكائية تمتد لأيام .. كنت صغير لم ارتاد المدرسة بعد ولكني اختزن هذا المسرح في تذكاري لانه مرتبط (بالهجمة والفزعة ) .. كنت نائما في الثلث الاخير من الليل عندما سمعت زغاريد البكاء .. وزغرودة البكاء ابشع ما يشنف الآذان علي الاطلاق خاصة عند النسوان (العجائز) .. ويييي بووووي وييييي بويي وي وي وي .. وارتفعت اصواتهن عند حمل االجثمان الي المقابر .. وبعضهن ظل يلاحق عنقريب الجنازة لمسافة بعيدة جدا .. كان القمر وضيئا في ليلة من ليالي حزيران في الربع الاول من السبعينات .. فالموت امره غريب .. وما وجود الانسان في الدنيا الا ومضة فلاش ولو بلغ من العمر عتيا .. ومن ينسه الموت حينا تنقلب دورة الحياة لتبدو جلية علي جسم الانسان الكهل .. وتغدوا سلوكياته كالوليد الصغير وينخر الزهايمر اللعين تلافيف دماغه .. تلك هي سيرورة البشر .. والشيخوخة اشبه بمنازل القمر .. هلالا ثم درجا درجا نحو كماله ثم إنحطاط .. والقران يضرب امثلة كثيرة برحلة الانسان والقمر .. كثيرا ما احدث نفسي ما هو الموت .. وماذا هنالك .. ؟ ويعتريني شعور (بالكتمة ) .. وتارة تغشاني موجة تفاؤلية غريبة .. واقول في نفسي .. انا لا اخشي الموت .. ولكنه إحساس مضاد لحقيقة اللاشعور .
مفهوم الموت لدي الشعوب كلها موحد مهما اختلفت معتقداتها وتلونت .فهو نهاية كل حي في هذا الوجود يكون مظهره خمود الشعور وتلاشى الإدراك )).ولكن السؤال المقلق .. ماذا بعد الموت ؟ هو السؤال الذي تنوعت النظرة إليه بين الشعوب قديماً وحاضرا لأن باطن الموت أرتبط بمعتقدات فكرية لا تستند علي دليل ملموس يبين حقيقة الموت وحال الجسد بعد مفارقة الروح والانفصال عن الدنيا , فتبني كل شعب فكرتة الخاصة التي من خلالها يتم التعامل مع جسد الميت بطقوس تعبر عن هذه الفكرة , وبما أن الموت من عالم الغيبيات جاء في القران الكريم (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي ) . فالموت لدي الفلسفات والاديان الوضعية تشوبه اساطير كثيرة وتأليه للبشر اكثر من الاديان السماوية . وتصحبه طقوسية واحتفائية اشبه بزفة العرس لدي الفراعنة والزرادشتية والهندوسية .. والزرادشتية في طقوسهم لا يدفنون الميت ، وانما يضعونه في مكان عالي تأكله النسور الجوارح وعندما يصبح هيكلا يرمي في بئر مخصصة .. والإهرامات هي جبانة الفراعنة ومستودع مقتنيات الموتي ، وفي حضارة الانكا يحتفظون بجماجم اسلافهم ويبجلونها
الاغريق يعتقدون ان هناك شخصاً يسمى (شارون) وهو الموكل بأرواح الموتى، يحملها ويعبر بها نهر الموت ويقابه عزرائيل لدي المسلمين وفي اليهودية ، ولن يعبر شارون بالميت ما لم يتناول أجراً معيناً. فيضعون في فم الميت قطعة من النقود. وإذا ساروا به يحملون أمام نعشه تمثاله وتماثيل أسلافه، وعند نهاية الاحتفال بالجنازة وتشييعها إلى مرقدها الأخير، يرش الكهنة جميع الحاضرين بالماء ويصرفونهم,وكانوا كثيراً ما يحرقون موتاهم ، ولم تنقطع هذه العادة إلا بعد شيوع النصرانية فعدلوا عن الحرق إلى الدفن , أما طريقة حرق الأموات فإنهم يطرحونهم فوق حطب الصندل، مرتب على صورة مذبح، ثم يلتفون حوله بخشوع ووقار، ويسمعون النغمات الموسيقية المحزنة، ثم يتقدم أحد الأقارب يحمل شعلة فيضرم بها ذلك الحطب، ثم يلقى الحاضرون ما يحملونه للميت من الأطايب في ذلك اللهب. وبعد احتراق الجثة يطفئون النار، ثم يجمعون الرماد، ويجعلونه في آنية نفيسة يلقونها في مدفن العائلة.كذالك لدي الحضارات الشرق الادني في الهندوسية والبوذية يحرق الميت بخشب الصندل للوجهاء منهم طبقة البراهما .. اما الذين من طبقة الشودرا الوضيعة والمحتقرة بحسب معتقدهم فيحرقون بأي بحطب من الغابة . والطبقية في الهند لدي الهندوس مستمدة قوتها من الديانة نفسها بحسب قانون الكارما ورحلة الشخص بعد مماته . فإن كان خيرا صالح يولد في طبقة علياء وان كان فاسدا سئ الخلق يولد في طبقة دنيا وضيعة طبقة الشودرا ، ويوجد ما هو ادني من الشودرا ، و هم ( المنبوذون ) .. و هم سكان الهند الأصليون ، الذين لا يجري في عروقهم الدم الطوراني أو الدم الآري و يسمون ( زنوج الهند ) ، لقد حرمهم المجتمع الهندوسي حقوق الإنسان و نزل بهم لمرتبة الحيوان . هؤلاء يموتون في شوارع دلهي ومومباي بلا وجيع .ولا عزاء للمشردين . ويظل اهل الميت من قبيلة (توراجدا) المسيحية في اندونيسيا يدفعون فاتورة دفن ميتهم لسنوات عددا . وفي المكسيك يحتفل الشعب في شهر نوفمبر من كل عام بعيد الموتي .. وفي السودان في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الكريم نقيم (عشاء الميتين ) او (الرحمتات) وهي طقوسية ربما مستمدة من اساطير الحضارة الفرعونية او حضارات السودان القديمة كنبتة ومروي وكوش ، كما يحدث في زيارة العريس للبحر او النفساء والتيمم خيرا ببركة جريد النخيل . والعريس في ليلة عرسه يتخير نخلة رويانة ندية ويقطع منها جريدة وينزل بها علي النيل مع صحابه . كلها احتفائية بقدوم فأل حسن بعكس بشاعة الموت وسوداويته في الميثولوجيا السودانية وكافة شعوب الارض .
وحرق الجثة محرم في الديانات السماوية كافة ولكن بعض الطوائف في ذات الاديان تحرق جثثها .. وفي القاعدة العلمانية ان لا ضير من حرق الجثة ، اذ هو اسلم واجدي من الناحية البيئية .. والملحدون لهم فلسفة خاصة تجاه الموت ولا يعتقدون بوجود حيوات اخري .. ويتساءلون عن ماهية الموت بطرائق مختلفة عن المؤمنين . ويقولون حتي نفهم الموت علينا ان نفهم ماهي الحياة .. فالحياة هي المقدرة علي التكاثر والتمثيل الغذائي والتفاعل مع الطبيعة .وبمجرد زوال هذه الاسباب يحصل الموت ، تماما كما تموت شجرة المنجة او البرتكان .. فرضية وجود الله لدي الملاحدة واللادينيون متدنية جدا ولكنهم لا ينكرون وجوده .. وبرغم ذالك يقولون علينا ان نعتقد بوجوده حتي لا نتفاجأ به بعد الموت .. تلك هي رحلة الشك واليقين .. والموت هو الحقيقة الوحيدة المطلقة في هذا الوجود .. ولكن الاسطورة تقول ان طائر السمندل لا يموت .. فهو يجدد شبابه بالنار كلما شاخ يرمي بنفسه في اللهيب ليتجدد شبابه .ولقد ورد في الامتاع والمؤانسة لابو حيان التوحيدي .. وينسب لشيخ الاسلام قوله بان النار لا تأكل السمندل والياقوت . فجدلية الفناء ساقية تدور في العقل البشري



التعديل الأخير تم بواسطة زهير ابو سوار ; 26-02-2015 الساعة 04:52 PM.
التوقيع: زهير أب سوار
زهير ابو سوار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-03-2015, 09:12 AM   #[2]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

سلامات و شكرا يا زهير لهذه
التداعيات و التنوير، و انتظر
الرشيد بجيك للجدل


ابقى طيب..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2015, 06:23 AM   #[3]
زهير ابو سوار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية زهير ابو سوار
 
افتراضي

شكرا يا فيصل ..



التوقيع: زهير أب سوار
زهير ابو سوار غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:05 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.