نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > كلمـــــــات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-2008, 02:38 PM   #[1]
عبد الجليل سليمان
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد الجليل سليمان
 
افتراضي أصابع طويلة مثل بال المرايا ... شعر: فراس سليمان

[frame="3 80"]أصابع طويلة
مثل بال المرايا
تصلح للبيانو
وشدّ آذان الأطفال
لأنهم سيكبرون
أصابع مكسورة
لأنها حاولت مسّ
لحية السيّد التاريخ

-16-
نهداي
حشرتان
تتنزهان في صدري
بإمكانك
أن تسحقهما
بكفّ أحزانك القاسية

-17-
حبيبي العدمي
لا يستطيع أن يحطّم
سوى جسده
وقلبي
لهذا
سأعلقه على قصائدي
نتفاً .. نتفاً

-18-
بغبطة وغرابة
كنا نتحدث عن الحرية
أمي كانت ترتق جورب
أخي الصغير
فجأة
ابتدأت الحرب
كل شيء صار أنقاضاً
ما عدا جورب أخي الصغير
بقي على حبل الغسيل
يرفرف مثل راية

-19-
من بين ضفائري
تطير العصافير
لا أحد يراها سواه
ذاك..
الذي وضعني
داخل هذا ( )

-20-
في حقيبتي علبة سجائر
وأشياء خاصة
حين فتحها الشرطي عنوة
تحطمت على رأسي
سماء صغيرة
ومن الركام الغامض
أطلّ ملاك أسود
وقلبَ شفتيه

-21-
صباحاً
وأنا
أرشّ فتات الخبز
للعصافير
تمنيت لو أموت
أيها الأصدقاء
أنا مغفلة
مثل حارس المقبرة

-22-
شيء ينفتح قبالتي
جسد يتوارى
خلف علامة مبهمة
أرض تنبض داخل فقاعة
كم أنا خائفة
يدي الصغيرة
تلمع في الماضي
يدي القصوى تنزف
يا له من رعب
يا لها من هشاشة
أنا الهادرة ... الهادئة
في زاوية غرفة نومي
ينكبّ عليّ الليل
مثل لطخة حبر
فأضطر أن أفكّر
في وقت واحد
بالله....
وبجسدي
وبضوء اللمبة
يا له من رعب
يا لها من هشاشة

-23-
بأيدينا نرتجل الطاولة, أوه.. هذا الهسيس
شيء مهترئ يتحطم
صوت ارتجاج الخلاء الساقط
دفعةً واحدة في جسد ما
الوحيدة المقوّسة تبعثر آباءها
وتقترف رجلاً من عسل
تتمخط رؤى.. وخيوطاً تشربك الهواء
بأيدينا نرتجل الطاولة موشاةً بالضحك.
الغبار يسعل على قفا المساء
من يسمع وقع الرئات على الأرض من..؟
قل أي شيء المعنى دائما موجود.
الرجل حجّة بطيئة وأنتم أجنحة دجاج يقرقر فقط
نرتجل الطاولةَ وبقليل من التصنّع نتحلق حولها
وبأصواتنا الثخينة نرمي أشياء يمكن تسميتها حطباً
في المعجزة التي نخشى أن تنطفئ في الرأس
أين ... معجزة في الرأس
مستعينةً بحروف متفخة أكتب :
المقوسة المجنونة تحلم أن تستحم بدم الجوقة
لائذة بما لا يلوذ به أحد
أثقب جبلاً من ماء خائن وأقتل أبي
مرتبكة بالدم أمضي إلى نفسي.
هذه المبعوثة من نطفة فسيحة يضيق وجهها
ومجاهيلُ صغيرة تقضم أصابعها
تنحرف عن نسغها وتطير.
بأيدينا نرتجل الدائرة ثم نتكوّر على حافة خط مستقيم
أنتم هللوا لي أنا القمر الأجرب الذي يتدحرج
على سجادة سوداء ..
مصطحبة صقيعي وبالونات مجاهدتي..
كسيحة كالزمن أزحف لمواطنكم المهجورة
بأيدينا.. بأيديكم بقليل من أعضاء النهاية
نقصد الأغطية
وطاولات تورّطت بالشكل
نستدير مثل الملائكة؟؟
نبتسم لكم نكوّر السذاجة.. نهّرج للمكان
المقوّسة
الوحيدة
ترقب ظهرها في مرآة السماء

-24-
يفقأ الجرس
يخبط الباب بيديه ..
بقدميه
برأسه
لا أفتح له
أقول : ريح وعبرتْ
بعد قليل يقول الجيران :
انظروا هذه المجنونة
تعدو حافية وراء لا أحد

-25-
الليل حصاني
لكن عندما أمتطيه
لا يصهل صهيلاً مشرّفاً
كما يجب
وإنما يرميني
من على ظهره
وبأنفة قلّ مثيلها
يلتهم حشيش الضوء

-26-
مايصمّ أذنيّ
قرقعة أحلامك
تجمّدْ على صدري
العالم
كلب
مات

-27-
رجل
موجز رجل
قوس قزح
يقعي وسط الغرفة
كطاووس

-28-
أنا البنت التي هربت
من لوحة عتيقة
ملأى بالصيادين والكلاب
إلى أين سأكبر؟
دامعة سألت القصيدة

-29-
الحزن باب
الفرح نافذة
وثمة شاعرة صغيرة
بيديها الواهنتين
تجرّ عتبة برتقالية
إلى القصيدة

-30-
ماأطول الشتاء
هكذا قالت شجرة التفاح
ما
أطول الزمن
هكذا قالت شجرة الزيتون
الأرض لا تقول شيئاً
من رآها قشاً يحترق

-31-
لا شيء يعني شيئاً
الحياة شخير النسيان
واللغة ليست أكثر
من حظ سيء
يبلعط في رأس خاوية
وأنا.. أول كلمة
تخطر في بالك
يا قارئ

-32-
أمي ليس عندها كلب
ولم تفكر بذلك أبداً
كلب تجرّه صباحاً
وتزيّن عنقه بطوق جميل
وتفرح بذكائه وانصياعه
أنا متأكدة
أمي لا تحب الكلاب
لكن ها أنا أذكر
كيف كانت تجرني وراءها
وكيف كانت تعوي داخلي
رغبة بالفرار
الآن وبعد كل هذه الأيام
وأنا أجرّ ذاكرة بطيئة ورائي
أستطيع أن أفلت الحبل
أنا مثل أمي لا أحب الكلاب

-33-
مازلت تلك المراهقة
التي تذهب بعيداً
ثم تعود لترى الدنيا كما هي
البيت خطأ واضح
الطريق إلى البرية
مقفر عبر القصيدة
مع هذا الكلمة شجرة
الفاصلة حجر
المعنى نهر
والنقطة الأخيرة
حيوان ميت

-34-
هذه الزاوية للكتب
التي لن تقرأ أبداً
وهذه المساميرعلى الحائط
لأيقونات النعاس
هذه الأريكة لضيوف البياض
هذه الطاولة
لبقعة الفزع المنسربة من الشبّاك
هذه الأوراق لموت المخيلة
أما ما هو زائد فعلا ً
تلك المرأة
التي تدلّ على مستقبلها
من فوق الأشياء
بوساطة جسد مهترئ

-35-
أترك الحنفيّة مفتوحة
في الليل
كي
أموّه ضجّة الفرح
المتسلل إلى غرفتي
و.. كي يقتنع أبي
أنه ليس ثمة غريب
في البيت

-36-
كل صباح
أتأكد من موتي
ليس في الحرب
في المجاعة
في السجون
وساحات الاغتيال
ليس بسبب من الزلازل
والطوفانات وسقوط الطائرات
إلخ.... إلخ
فقط
لأني عندما أمدّ يدي
على الطرف الآخر من السرير
لا أجدكَ

-37-
لو فتحتُ الباب
أنا متأكدة
سأرى حصاناً
وكلباً
ورجلاً ينظّف بندقيته
وعلى أول الدرج
جثتي

-38-
الجراد الذي طفرَ
من رأسك
يلتهم خسّ أحلامي
هذه استعارة سخيفة
دعني أقول بوضوح
أنت مريض
وأنا متعبة
وحدي أفهم
هذه أيضا استعارة!

-39-
ما كان عليّ أن أندفع
كالمجنونة.. إلى الشبّاك
أشرط الستارة
وأكسر الأصيص
لأنني ظننت
اني سمعت وقع خطاك
في الشارع
لكن .. فعلاً كنت محظوظة
لأنه لم يكن ثمة سوى الطقس
قد عبر ..مخلّفا وراءه
رغوة زرقاء

-40-
في آخر الرواق
وعلى سرير العتمة
رجل
يلحسُ جلد المعنى
بينما ..
في الغرفة المجاورة
امرأة
تمشّط شعر ابنتها

-41-
أعرجَ ..
تعبرُ
إلى
صوتكَ
بطني البئر

-42-
أمي تملك ثلاث جنسيات
وقلما تغادر البيت
تنزعج من أبي
عندما يغلبها الباسرة
تكره طناجر البخار
وصمتي أمام الضيوف
تسهر أمام نافذة المطبخ
وتتأمل القمر
صباحا تفتّ الخبز للعصافير
وتبكي
تحبني جداً دون أخوتي
لأنني الصغيرة ولم تكبر
المريضة ولم تصحّ
المسافرة ولم ترجع

-43-
العجوز صاحب البيت
جعل الحديقة
غرفتين إضافيتين
من قبوي أستطيع الآن
أن أطلّ على ما يسمى الحياة
وعلى ثلاث شجرات
يتقصّفن في قلبي

-44-
لو تدعوني إلى طاولتك
أيها الغريب
لو صاحب المحل
يخفّف من النظر
إلى أفكاري

-45-
تباً للمتعة
التي تجعلني مجنونة
ألملم مفاتيح سقطت
من قطعة الموسيقا
تباً للطبيب الذي أكدّ كآبتي
تباً لي
وأنا أكره غنج هذه الخسارة
في غرفة الجلوس
لأقل باقتضاب شديد
عيناي فادحتان
ويداي ترتجفان في المجلى

-46-
الحذاء المنمنم الذي أهديتني
رميته من النافذة
الكتاب ذو الغلاف الأزرق
مزقته
الخاتم المزوّرالذي اشتريناه معاً
دحرجته على السلم
كي أسمع رنين غيابكَ
حنانك ... خلعته عني
كما تُخلع الصورة عن الحائط
بضربة نزقة ... ضربة واحدة
لم يبق منك سواك
عميقاً كحجر ثقيل في بئر قلبي

-47-
أمام ترسانة الغياب هذه
بماذا سأحتمي
هل ينفعني
أن أجعل يدي
على شكل مسدّس صغير
وأطلق ما تبقّى من قلبي
في أعلى ومنتصف
صورتك الوحيدة

-48-
الغجري
ذاك الذي
ركّب لي سنّاً ذهبيةً
وهو يغني
نسيت من شدّة فرحي
أن أسأله
أين حصانه الأبيض

-49-
أبريق النعناع بارد
على حافة الشرفة
هواء يثرثر
مع صفحات الكتاب المفتوح
على الكرسي المقابل .
وأنا .... مسترخية
ألقي بقدميّ على فخذيّ الغروب
مستسلمةً لهذه الوحشة النديّة
مصدّقة .. وبغرابة شديدة
إن كل شيء إلى زوال
ماعدا هذا المعدن
البضّ
الجسد

-50-
أريد أن أكون كما أنا
امرأة صغيرة
لا تستحي من الرقص في أعياد الميلاد
ولا من التهام البوظة في الشارع
ولا من قراءة الجريدة في المقعد الأول من الباص
ولا حتى إذا لزم الأمر من إطلاق الرصاص
على رجالات الدولة الأشرار
أريد أن أكون شاعرة على سبيل التسلية
وبقليل من الكلام
أكتب صادقة كالمجانين واضحة كالتعب
أهذي بدقة وأسمّي الأشياء
ليس كأني اخترعتها
بل كأني أستطيع أن أدفعها
لتعطّل جريان الذاكرة السوداء
أريد أن أكون كما أنا
امرأة تحزن لأنها تترهّل
وتتكسّر بحنو إذا ما سمعت موسيقا
تحب لأن الحياة باتجاه واحد
وتنام على الشاطئ لأنها موعودة بقرصان
ستأخذه معها إلى الحديقة
لتعرّفه على أصدقائها
الذين يفتّون قلوبهم لحمام لا يحطّ
أريد أن أقول دون أن يساء فهمي
أيها الرجل الطيب
لعابك في أذني جرّار التماعاتي
إلى الغيب

-51-
في الغرفة المغلقة جيداً
ستبوس المرأة جسدها
ستمرّ عليه مرور الذئب
على يوسف
ستقطّع مخيلتها
منصات رطبة
بينما مرآتها
ليست سوى صياد أعزل

-52-
لو استطعت أرسلْ لي فيئ المغسلة الفوق السطح
خفقَ جناح الحمامة الرمادية قرب شبّاك نومي
الغبارَ وفردة حذاء ابن الجيران عن لوح التوتياء
لو استطعت قل لرجل عابر
القلوب المرسومة على الحيطان المغروسة بالأسهم
أجمل من معارض نيويورك
وإذا ما هزّ رأسه احك له عن فتاة كلما ماتت
توقظها رائحة الطيّون
لو استطعت ارسل قطفة من أسرار الأولاد
الذين يتشيطنون وراء البيت
وبدلا من تقرأ كتاباً عن ما بعد الحداثة
اذهب إلى تلك القرى
واسرق لي ليمونة حامضة أو بصلة
فأنا دائخة من شدة الوحدة والخوف
[/frame]



عبد الجليل سليمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2008, 07:11 AM   #[2]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

يسعد أيامك..
قرأت هذا النص أكثر من مره ولا زلت مشدوهاً..
أطمع في (1)- (14) ومزيداً من الأعمال إن أمكن.
تحياتي الأكيده.



الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:51 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.