نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > كلمـــــــات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2011, 01:30 PM   #[1]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي ** قصائد منوعة **

الطين
إيليا أبو ماضي



نسي الطين ساعة أنه طين
حقير فصال تيها و عربد

و كسى الخزّ جسمه فتباهى ،
و حوى المال كيسه فتمرّد

يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ،
ما أنا فحمة و لا أنت فرقد

أنت لم تصنع الحرير
الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد

أنت لا تأكل النضار إذا
جعت و لا تشرب الجمان المنضّد

أنت في البردة الموشّاة مثلي
في كسائي الرديم تشقى و تسعد

لك في عالم النهار أماني ،
وروءى و الظلام فوقك ممتد

و لقلبي كما لقلبك أحلام
حسان فإنّه غير جلمد

أأماني كلّها من تراب
وأمانيك كلّها من عسجد ؟

و أمانيّ كلّها للتلاشي
وأمانيك للخلود المؤكّد !؟

لا . فهذي و تلك تأتي
وتمضي كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟

أيّها المزدهي . إذا مسّك
ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟

و إذا راعك الحبيب بهجر
ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟

أنت مثلي يبش وجهك للنعمى
و في حالة المصيبة يكمد

أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟
و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟

وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟
و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟

فلك واحد يظلّ كلينا
حار طرفي به و طرفك أرمد

قمر واحد يطلّ علينا
و على الكوخ و البناء الموطّد

إن يكن مشرقا لعينيك إنّي
لا أراه من كوّة الكوخ أسود

ألنجوم الني تراها أراها
حين تخفي و عندما تتوقّد

لست أدنى على غناك إليها
و أنا مع خصاصتي لست أبعد

أنت مثلي من الثرى و إليه
فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد

كنت طفلا إذ كنت طفلا و تغدو حين
أغدو شيخا كبيرا أدرد

لست أدري من أين جئت ، و لا ما
كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد

أفتدري ؟ إذن فخبّر و إلاّ
فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟

ألك القصر دونه الحرس الشا
كي و من حوله الجدار المشيّد

فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا
فوقه ، و الضباب أن يتلبّد

وانظر النور كيف يدخل لا
يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟

مرقد واحد نصيبك منه
أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟

ذدتني عنه ، و العواصف تعدو
في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد

بينما الكلب واجد فيه مأوى
و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد

فسمعت الحياة تضحك منّي
أترجى ، و منك تأبى و تجحد

ألك الروضة الجميلة فيها
الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟

فازجر الريح أن تهزّ و تلوي
شجر الروض – إنّه يتأوّد

و الجم الماء في الغدير و مره
لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد

إنّ طير الأراك ليس يبالي
أنت أصغيت أم أنا إن غرّد

و الأزاهير ليس تسخر من فقري ،
و لا فيك للغنى تتودّد

ألك النهر ؟ إنّه للنسيم
الرطب درب و للعصافير مورد

و هو للشهب تستحمّ به
في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد

تدعيه فهل بأمرك يجري
في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟

كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي
و هو باق في الأرض للجزر و المد

ألك الحقل ؟ هذه النحل تجي
الشهد من زهرة و لا تتردّد

و أرى للنمال ملكا كبيرا
قد بنته بالكدح فيه و بالكد

أنت في شرعها دخيل على الحقل
و لصّ جنى عليها فأفسد

لو ملكت الحقول في الأرض طرّا
لم تكن من فراشة الحقل أسعد

أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور
دة ذات الشذى و لا أنت أجود

أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك قوت
و في يديك المهند

أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا
دودة القز بالحباء المبجد

أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك
و الليل عن جفونك يرتد

وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك
و مر تلبث النضارة في الخد

أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليلا ؟
في أيّ دنيا يولد ؟

ما الحياة التي تبين و تخفى ؟
ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟

أيّها الطين لست أنقى و أسمى
من تراب تدوس أو تتوسّد

سدت أو لم تسد فما أنت إلاّ
حيوان مسيّر مستعبد

إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ،
و ثوبا حبكته سوف ينقد

لايكن للخصام قلبك مأوى
إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد

أنا أولى بالحب منك و أحرى
من كساء يبلى و مال ينفد



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:31 PM   #[2]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

دع الأيام تفعل مـا تشـاء
للإمام الشافعي


دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفاء

وإذا كثرت عيوبك في البرايا
وسرك إن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء

ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء

ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء

وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:33 PM   #[3]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

بانت سعاد
لكعب بن زهير


بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ
مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ

وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً
لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ

تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ
مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ

أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْ
مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ

لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها
فَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ

فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ

ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ
إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ

فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ

كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا
وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ

أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُها
وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ

أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لا يُبَلِّغُها
إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ

ولَنْ يُبَلِّغَها إلاَّ غُذافِرَةٌ
لها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ

مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ
عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ
إذا تَوَقَّدَتِ الحَزَّازُ والمِيلُ

ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ

غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكومٌ مُذَكَّرْةٌ
في دَفْها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ

وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُ
طَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ

حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شْمِليلُ

يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُمَّ يُزْلِقُهُ
مِنْها لِبانٌ وأقْرابٌ زَهالِيلُ

عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
مِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ

كأنَّما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها
مِنْ خَطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ

تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
في غارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأحاليلُ

قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِها
عَتَقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
ذَوابِلٌ مَسُّهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ

سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ

كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إذا عَرِقَتْ
وقد تَلَفَّعَ بالكورِ العَساقيلُ

يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً
كأنَّ ضاحِيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلولُ

وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ
وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا

شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِفٍ
قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ

نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ

تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْها ومَدْرَعُها
مُشَقَّقٌ عَنْ تَراقيها رَعابيلُ

تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ
إنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ

وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ
لا أُلْهِيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ

فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ

أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني
والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً
والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ

مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ
الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ

لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاةِ ولَمْ
أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ

لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِه
أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ

لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ مِنَ
الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ

حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ

لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ
وقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ

مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ

يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما
لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ

إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ
أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ

مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّ ضامِزَةً
ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ

ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍ
مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ

إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ

في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ
بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا

زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ
عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ

شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ
مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ

بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ
كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ

يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ

لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ
قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا

لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ
وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:34 PM   #[4]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

وأمطرت لؤلؤا
ليزيد بن معاوية


نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشا على معصم أوهت به جلدي

كأنه طرق نمل في انامله
او روضة رصعتها السحب بالبرد

وقوس حاجبها من كل ناحيه
ونبل مقلتها ترمي به كبدي

مدت مواشطها في كفها شركا
تصيد قلبي به من داخل الجسد

أنيسة لو رأتها الشمس ما طلعت
من بعد رؤيتها يوما على أحدِ

سالتها الوصل قالت:لاتغر بنا
من رام منا وصالا مات بالكمدِ

فكم قتيل لنا بالحب مات جوى
من الغرام ولم يبدىء ولم يُعِدِ

فقلت :استغفر الرحمن من زل
لٍإنّ المحب قليل الصبر والجَلَدِ

قد خلفتني طريحا وهي قائلة
تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ

قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى
بالله صفه ولاتنقص ولاتزدِ

فقال:خلفته لو مات من ظمأٍ
وقلتِ:قف عن ورود الماء،لم يردِ

قالت :صدقتَ،الوفا في الحب شيمته
يابرد ذاك الذي قالت على كبدي

واسترجعت سألت عني ،فقيل لها
مافيهِ من رمق ،فدقت يدأَ بيدِ

وأمطرت لؤلؤا من نرجسِ وسقت
ورداً وعضت على العناب بالبَرَدِ

وأنشدت بلسان الحال قائلة
ًمن غير كُرهٍ ولا مَطلٍ ولا مددِ

والله ماحزنت اختٍ لفقد اخٍ
حزني عليه،ولا أمُّ على ولدِ

إن يحسدوني على موتي ،فوا أسفي
حتى من الموت لا أخلو من الحسدِ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:38 PM   #[5]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

صلوات في هيكل الحب
لأبو القاسم الشابي


عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
كالورد كابتسام الوليد

يالها من وداعة وجمال
وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينيس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول
للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض
ليحيي روح السلام العهيد

أنت .. ما أنت رسم جميل
عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت ..
أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود

أنت روح الربيع تختال في الدنيا
فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر
ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد

وتبثين رقة الأشواق والأحلام
والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي
فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك

إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
وشدو الهوى وعطر الوجود
وتهادت في أفق روحك
أوزان الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن
عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد
وصوت كرجع ناي بعيد
وقوام يكاد ينطق بالألحان
في كل وقفة وقعود
أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي
وفي سحرها الشجي الفريد
أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر
في رونق الربيع الوليد
أنت .. أنت الحياة كل أوان
في رواء من الشباب جديد
أنت .. أنت الحياة فيك وفي عينيك
آيات سحرها الممدود

أنت دنيا من الأناشيد والأحلام
والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن
وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي
وربيعي ونشوتي وخلودي
يا ابنة النور إنني أنا وحدي
من رأى فيك روعك المعبود
فدعيني أعيش في ظلك العذب
وفي قرب حسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام
والطهر والسنى والسجود

عيشة الناسك البتول يناجي الرب
في نشوة الذهول الشديد
وامنحيني السلام والفرح الروحي
يا ضوء فجري المنشود
وارحميني فقد تهدمت في كون
من اليأس والظلام مشيد
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت
لا أستطيع حمل وجودي
في شعب الزمان والموت أمشي
تحب عبء الحياة جم القيود
وأماشي الورى وفسي كالقبر
وقلبي كالعالم المهدود
ظلمة مالها ختام وهول
شائع في سكونها الممدود

وإذا ما استخفى عبث الناس
تبسمت في أسى وجمود
بسمة مرة كأني أستل
من الشوك دابلات الورود
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا
وشدي من عزمي المجهود
وابعثي في دمي الحرارة علي
أتغنى مع المنى من جديد

وأبت الوجود أنغام قلب
بلبلي مكبل بالحديد
فالصباح الجميل ينعش بالدفء
حياة المحطم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي
أنقذيني فقد مللت ركودي

آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين
ما جد في فؤادي الموحود
في فؤادي الغريب تخلق أكوان
من السحر ذات حسن فريد
وشموس وضاءة ونجوم
تنثر النور في فضاء مديد
وربيع كأنه حلم الشاعر
في سكرة الشباب السعيد
ورياض لا تعرف الحلك الداجي
ولا ثورة الخريف العتيد
وطيور سحرية تتناغى
بأناشيد حلوة التغريد
وقصور كأنها الشفق المخضوب
أو طلعة الصباح الوليد

وغيوم رقيقة تتهادى
كأباديد من نثار الورود
وحياة شعرية هي عندي
صورة من حياة أهل الخلود
كل هذا يشيده سحر عينيك
وإلهام حسنك المعبود
وحرام عليك أن تهدمي ما
شاده الحسن في الفؤاد العميد
وحرام عليك أن تسحقي آمال
نفس تصبو لعيش رغيد
منك ترجو سعادة لم تجدها
في حياة الورى وسحر الوجود
فالإله العظيم لا يرجم العبد
إذا كان في جلال السجود



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:40 PM   #[6]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

صوت صفير البلبل
للأصمعي


صوت صفير البلبلي
هيج قلبي الدم لي

الماء والزهر معا
مع زهر لحظ المقلي

وانت يا سيد لي
وسيدي وموللي

فكم وكم تيمني
جزيل عقيقلي

قطفته من وجنة
من لثم ورد الخجلي

فقال :لا لا لا لا لا
فقد غدا مهرولي

والخود مالت طربا
من فعل هذا الرجل

فولوَلت وولولت
ولي ولي يا ويللي

فقلت : لا تولولي
وبيِّني اللؤلؤ لي

قالت : له حين كذا
انهض وجد بالنقلي

وفتية سقونني
من قهوة كالعسلي

شممتها بأنفي
أزكى من القرنفلي

في وسط بستان حلي
بزهرٍ والسرور لي

والعود دندن دنلي
والطبل طبطب طبلي

والسقف سقسق سقلي
والرقص قد طاب الي

ولو تراني راكبا
على حمار أهزلي

يمشي على ثلاثة
كمشية العرنجلي

والناس ترجم جملي
في السوق بالقبقللي

والكل كع كع كعكع
خلفي ومن حويللي

لكن مشيتها هاربا
من خشية العقنقلي

إلى لقاء ملك
معضم مبجلي

يأمر لي بخلعة
حمرا كَدَمِّ دُمّلي

أجر فيها ماشيا
مبغددا لذيلي

انا الأديب الألمعي
من حي أرض الموصلي

نظمت قطعا زخرفت
يعجز عنها الأدبلي

أقول في مطلعها
صوت صفير البلبل



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:46 PM   #[7]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

تنويمة الجياع
لمحمد مهدي الجواهري



نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ

نامي فـإنْ لم تشبَعِـي مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ

نامي على زُبَدِ الوعـود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ

نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ فـي جُـنْحِ الظـلامِ

تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ

وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ



نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ

نامي على حُمَةِ القَـنَـا نامي على حَـدِّ الحُسَـام

نامي إلى يَــوْمِ النشورِ ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ

نامـي على المستنقعـاتِ تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي

زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ

نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ

نامي على هذي الطبيعةِِ لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "

نامي فقد أضفى "العَرَاءُ" عليكِ أثوابَ الغـرامِ

نامي على حُلُمِ الحواصدِ عـاريـاتٍ للحِـزَامِ

متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ تَجِـدُّ عَزْفَـاً رْتِزَا مِ

وتغازلـي والنَّاعِمَـات الزاحفاتِ من الهـوامِ

نامي على مَهْدِ الأذى وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ

و ستفرِشِي صُمَّ الحَصَى وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ

نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ

نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ



نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي الفَجْـرُ آذَنَ نْصِرام ِ

والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ

والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً قد جُبِلْنَ على الظلامِ

نامي كعهدِكِ بالكَرَى وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"

نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ

أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ إلى العليـا ظَـوَامِي

نامي وسيري في منامِكِ ما استطعتِ إلى الأمامِ

نامي على تلك العِظَاتِ الغُرِّ من ذاك الإمامِ

يُوصِيكِ أن لا تطعمي من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ

يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ

وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ بالسجـودِ وبالقيـامِ

نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ من الغطارفةِ العِظَامِ

نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ فوقَـكِ انتظـامِ

نامي على تلكَ المباهجِ لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي

لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ

بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ جُرْدَ الصحارى والموامي

نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ عليـكِ منها بالمُدَامِ

نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ من سوادِكِ والجُـذَامِ

نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ

نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ

نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ" على نَكَـدٍ مُقَـامِ



نامي ولا تتجادلـي القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"

نامي على المجدِ القديـمِ وفوقَ كومٍ من عِظَامِ‏

تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ! منكِ على "عِصَـامِ"

الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ

والواحمينَ ومن دمائِكِ يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ

نامي فنومُكِ خَيْرُ ما حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ



نامي جياعَ الشعبِ نامي بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ

نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ تطلُـبُ أنْ تنـامي

نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي النومُ مِـن نِعَمِ السلام

تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ

تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني الصُّفوفُ عَنِ انقسـامِ

إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي بالنُهوضِ عصا الوئـامِ

والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ

النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ

نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ فاسـدٍ في أن تنـامي

والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام

نامي وإلا فالصُّفوفُ تَؤُول منكِ إلى انقِسـامِ

نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ إيقاظُها شـرُّ الأثامِ

هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ


نامي جياعَ الشعبِ نامي لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ

لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ، والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي

نامي تُرِيحِي الحاكمينَ من اشتباكٍ والتحَـامِ

نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ

يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ

خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ

وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ اجْتِـرَ امِ


نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ

نامي وخَلِّي الناهضينَ لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي

نامي وخَلِّي اللائمينَ فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!

نامي فجدرانُ السُّجُونِ تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ

ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ

نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام

نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ

إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي



نامي على جَـوْرٍ كما حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ

وَقَعي على البلوى كما وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ

نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ

أعطي القيادةَ للقضاءِ وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ

واستسلمي للحادثاتِ المشفقـاتِ على النِّيَـامِ

إنَّ التيقظَ - لو علمتِ- طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ

والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى يومَ التَّقَـارُعِ انْثِلام ِ


نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ

يا نبتةَ البلـوى ويا ورداً ترعرعَ في اهتضامِ

يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما معنى اضطغانٍ وانتقامِ!

يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!

سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ

إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ

إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ

بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"

كم تصمُدِينَ على العِتَابِ وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!

سُبحانَ ربِّكِ صورةً هي والخطوبُ على انسجامِ


نامي جياعَ الشعبِ نامي النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ

والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ

نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ

نامي جياعَ الشَّعْبِ لا تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي

نامي فما كانَ القَصِيدُ سوى خُرَيْزٍ في نظامِ

نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ عَنِ المساوىء والتَّعَامِي

نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ

نامي: إليـكِ تحيّتِي وعليكِ، نائمةً سـلامي

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:50 PM   #[8]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

أنشودة المطر
لبدر شاكر السياب



عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...


وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر...

تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

لا بدَّ أنْ تَعُودْ

وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .

أصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـه النشيجْ :

" يَا خَلِيجْ

يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

لم تترك الرياحُ من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :

\" مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وفي العِرَاقِ جُوعْ

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

وتطحن الشّوان والحَجَر

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

تَغِيمُ في الشِّتَاء

وَيَهْطُل المَطَر ،

وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !

مَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر ...

سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "



أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّـهُ النشيجْ :

\" يا خليجْ

يا واهبَ المحارِ والردى . "

وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لُجَّـة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

وأسمعُ الصَّدَى

يرنُّ في الخليج

" مطر .

مطر ..

مطر ...

في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "

وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:51 PM   #[9]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

مرثية حسان للرسول (ص)



بطيبةَ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
منيرٌ ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ

ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمةٍ
بِها منبرُ الهادي الذي كانَ يصعدُ

وواضحُ آياتٍ، وباقي معالمٍ
وربعٌ لهُ فيهِ مصلىً ومسجدُ

بِها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
منَ اللهِ نورٌ يستضاءُ، ويوقدُ

معالمُ لَم تطمسْ على العهدِ آيها
أتاها البلى، فالآيُ منها تجددُ

عرفتُ بِها رسمَ الرسولِ وعهدهُ
وقبراً بهِ ورارهُ فِي التربِ ملحدُ

ظللتُ بِها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ
عيونٌ، ومثلاها منَ الجفنِ تسعدُ

تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى
لَها محصياً نفسي ، فنفسي تبلدُ

مفجعةٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ
فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ

وما بلغتْ منْ كلّ أمرٍ عشيرهُ
ولكنّ نفسي بعضَ ما فيه تحمدُ

أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها
على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ

فبوركتَ، يا قبرَ الرسولِ، وبوركتْ
بلادٌ ثوى فيها الرشيدُ المسددُ

وبوركَ لَحدٌ منكَ ضمنَ طيباً
عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ

تُهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ
عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ

لقد غيبوا حلماً وعلماً ورحمةً
عشيةَ علوهُ الثرى، لا يوسدُ

ورتحوا بِحزنٍ ليسَ فيهمْ نبيهمْ
وقدْ وهنتْ منهمْ ظهورٌ، وأعضدُ

يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ

وهلْ عدلتْ يوماً رزيةُ هالكٍ
رزيةَ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ

تقطعَ فيهِ منزلُ الوحيِ عنهمُ
وقد كانَ ذا نورٍ، يغورُ وينجدُ

يدلُّ على الرحمنِ منْ يقتدي بهِ
وينقذُ منْ هولِ الخزايا ويرشدُ

إمامٌ لَهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا

عفوٌّ عن الزلاتِ، يقبلُ عذرهمْ
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ

وإنْ نابَ أمرٌ لَم يقوموا بِحمدهِ
فمنْ عندهِ تيسيرُ ما يتشددُ

فبينا همُ فِي نعمةِ اللهِ بينهمْ
دليلٌ بِهِ نَهجُ الطريقةِ يقصدُ

عزيزٌ عليهِ أنْ يحيدوا عن الهدى
حريصٌ على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ
إلى كنفٍ يَحنو عليهم ويمهدُ

فبينا همُ فِي ذلك النورِ، إذْ غدا
إلى نورهمْ سهمٌ من الموتِ مقصدُ

فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً
يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ

وأمستْ بلادُ الحرم وحشاً بقاعها
لغيبةِ ما كانتْ من الوحيِ تعهدُ

قفاراً سوى معمورةِ اللحدِ ضافها
فقيدٌ، يبكيهِ بلاطٌ وغرقدُ

ومسجدهُ، فالموحشاتُ لفقدهِ
خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ

وبالجمرةِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ
ديارٌ، وعرصاتٌ، وربعٌ، ومولدُ

فبكي رسولَ اللهِ يا عينُ عبرةً
ولا أعرفنكِ الدَّهرَ دمعكِ يجمدُ

ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمةِ التي
على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ

فجودي عليهِ بالدموعِ وأعولي
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدَّهرِ يوجدُ

وما فقدَ الماضونَ مثلَ محمدٍ
ولا مثلهُ، حتّى القيامةِ، يفقدُ

أعفَّ وأوفَى ذمةً بعدَ ذمةٍ
وأقربَ منهُ نائلاً، لا ينكدُ

وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ
إذا ضنّ معطاءٌ ، بِما كانَ يتلدُ

وأكرمَ حياً فِي البيوتِ، إذا انتمى
وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ

وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ فِي العلى
دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ

وأثبتَ فرعاً فِي الفروعِ ومنبتاً
وعوداً غداةَ المزنِ، فالعودُ أغيدُ

رباهُ وليداً، فاستتمّ تمامهُ
على أكرمِ الخيراتِ، ربٌّ مُمَجّدُ

تناهتْ وصاةُ المسلمينَ بكفهِ
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ

أقولُ، ولا يلفى لقوليَ عائبٌ
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ

وليسَ هوائي نازعاً عنْ ثنائهِ
لعلي بهِ فِي جنةِ الخلدِ أخلدُ

معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ
وفِي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:53 PM   #[10]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيبـاً تَفَرّعَنـي
للفرزدق


تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيباً تَفَرّعَني
كأنّها أبصَرَتْ بَعَضَ الأعاجيبِ

مِنْ نِسْوَةٍ لبَني لَيْثٍ وَجيرَتِهمْ
بَرّحنَ بالعينِ من حُسنٍ وَمن طيبِ

فَقُلْتُ إنّ الحَوَارِيّاتِ مَعْطَبَةٌ
إذا تَفَتّلْنَ مِنْ تَحْتِ الجلابيبِ

يَدْنُونَ بالقَوْلِ ، والأْحشَاءُ نَائِيَةٌ
كدأبِ ذي الصَّعنِ من نأيٍ وَتقرِيبِ

وَبالأمانيّ، حَتَّى يَخْتَلِبْنَ بِهَا
مَن كانَ يُحسَبُ منّا غيرَ مَخلوبِ

يأبَى ، إذا قلتُ أنسَى ذِكرَ غانِيَةٍ
قلَبٌ يَحِنّ إلى البِيضِ الرّعابيبِ

أنْتِ الهَوَى ، لَوْ تُوَاتِينا زِيَارَتُكُمْ
أوْ كانَ وَلْيُكِ عَنّا غَيرَ محْجُوبِ

يا أيّها الرّاكِبُ المُزْجي مَطِيّتَهُ
يُرِيدُ مَجْمَعَ حاجاتِ الأرَاكِيبِ

إذا أتَيْتَ أميرَ المُؤمِنينَ فَقُلْ
بالنّصْحِ وَالعِلْمِ، قَوْلاً غيرَ مكذوبِ

أمّا العِرَاقُ فَقَدْ أعطَتكَ طاعَتَها
وَعَادَ يَعْمُرُ مِنْهَا كُلُّ تَخْرِيبِ

أرْضٌ رَمَيْتَ إلَيها ، وَهْيَ فاسِدَةٌ
بِصَارِمٍ مِنْ سُيُوفِ الله مَشْبُوبِ

لا يَغْمِدُ السّيفْ إلاّ مَا يُجَرِّدُهُ
على قَفَا مُحْرِمٍ بِالسّوقِ مَصْلوبِ

مُجَاهِدٍ لِعُداةِ الله، مُحْتَسِبٍ
جِهادَهُمْ بِضِرَابٍ ، غَيرَ تَذْبيبِ

إذا الحْرُوبُ بَدَتْ أنيابُهَا خَرَجَتْ
ساقَا شِهابٍ ، على الأعداء ، مَصْبوبِ

فالأرْضُ لله وَلاّهَا خِلِيفَتَهُ
وَصَاحِبُ الله فِيهَا غَيرُ مَغْلُوبِ

بَعْدَ الفَسَادِ الّذي قَد كانَ قامَ بهِ
كَذّابُ مكّةَ من مَكْرٍ وَتَخرِيبِ

رَامُوا الخِلافَةَ فِي غَدْرٍ ، فأخطأهُم
مِنْهَا صُدُورٌ ، وَفَازُوا بالعَرَاقِيبِ

كانوا كسالِئَةٍ حَمقاءَ إذْ حَقَنَتْ
سِلاءَهَا فِي أديمٍ غَيرِ مَرْبُوبِ

والنّاسُ فِي فِتنَةٍ عَمياءَ قد تَركَتْ
أشرَافَهُمْ بَينَ مَقْتُولٍ ومحرُوبِ

دَعَوْا لِيَسْتخْلفَ الرّحمنُ خيرَهُم
والله يَسْمَعُ دَعَوى كُلّ مكْرُوبِ

فَانقَضّ مِثْلَ عَتِيقِ الطّيرِ تَتْبَعُهُ
مَساعِرُ الحَرْبِ مِنْ مُرْدٍ وَمن شيبِ

لا يَعْلِفُ الخَيْلَ مَشدوداً رَحائِلُها
فِي مَنْزلٍ بِنَهَارٍ غَيرَ تَأوِيبِ

تَغْدُو الجِيادُ وَيَغدو وَهوَ فِي قَتَمٍ
مِنْ وَقْعِ مُنَعَلَةٍ تُزْجى وَمجْنوبِ

قِيدَتْ لَهُ من قُصُورِ الشّامِ ضُمّرُهايَطلُب
ْنَ شَرْقيَّ أرْضٍ بَعْدَ تَغرِيبِ

حتَّى أناخَ مَكانَ الضّيْف مُغْتَصِباً
فِي مُكْفَهرَّينِ مِثْلَيْ حرّةِ اللُّوبِ

وَقد رَأى مُصْعَبٌ فِي ساطِعٍ سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غارَاتٍ أطانِيبِ

يَوْمَ تَرَكْنَ لإبْرَاهِيمَ عَافِيَةً
مِنَ النّسُورِ وُقُوعاً وَاليَعَاقِيبِ

كَأنّ طَيراً مِنَ الرّايَاتِ فَوْقَهُمُفِي
قَاتِمٍ ، لَيْطُها حُمرُ الأنابيبِ

أشْطانَ مَوْتٍ تَرَاها كُلّما وَرَدَتْ
حُمراً إذا رُفِعَتْ من بَعدِ تَصْوِيبِ

يَتْبَعْنَ مَنصُورَةً تَرْوى إذا لَقِيَتْ
بقانىءٍ من دَمِ الأجوَافِ مَغصُوبِ

فَأصْبَحَ الله وَلّى الأمْرَ خَيرَهُمُ
بَعدَ اختِلافٍ وَصَدعٍ غَيرِ مَشعوبِ

تُرَاثَ عُثمانَ كانوا الأوْلِيَاءَ لَهُ
سِرْبالَ مُلْكٍ عَلَيْهِمْ غيرَ مسلوبِ

يَحْمي، إذا لَبِسوا، الماذِيُّ مُلكَهُمُ
مِثْلَ القُرُومِ تَسَامَى للمَصَاعيبِ

قَوْمٌ أبُوهُمْ أبُو العاصي أجادَ بهمْ
قَرْمٌ نَجِيبٌ لِحُرّابٍ مَناجِيبِ

قَوْمٌ أُثِيبُوا على الإحسانِ إذْ مَلكوا
وَمِنْ يَدِ الله يُرْجى كُلُّ تَثْوِيبِ

فَلَوْ رَأيْتَ إلى قَوْمي إذا انْفَرَجَتْ
عن سابِقٍ وَهوَ يجرِي غيرِ مَسبوبِ

أغَرَّ يُعْرَفُ دُونَ الخَيْلِ مُشتَرِفاً
كالغَيْثِ يَحفِشُ أطْرَافَ الشآبيبِ

كادَ الفُؤادُ تَطِيرُ الطّائِرَاتُ بهِ
مِنَ المَخافَةِ ، إذْ قال ابنُ أيّوبِ

في الدّار: إنّكَ إن تُحدثْ فقد وَجَبتْ
فيكَ العُقُوبَةُ مِنْ قَطْعٍ وَتَعذيبِ

فِي مَحْبَسٍ يَتَرَدّى فيه ذو رِيَبٍ
يُخشَى عَليّ ، شديدِ الهَوْلِ مَرْهوبِ

فقُلتُ: هل يَنفَعَنّي إن حضرْتُكُمْ
بِطاعَةٍ وَفُؤادٍ مِنك مَرْعُوبِ

ما تَنْهَ عَنه ، فإنّي لَسْتُ قارِبَهُ
وَما نَهَى منْ حَلِيمٍ مِثْلُ تَجْرِيبِ

وَما يَفُوتُكَ شَيْءٌ أنْتَ طالِبُهُ
وَما مَنَعْتَ فَشَيءٌ غَيرُ مَقْرُوبِ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2011, 01:55 PM   #[11]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

ليس الغريب
لزين العابدين



لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ
إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ
على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ

سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني
وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني

وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ

مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَدَمٍ
ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ

أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني

يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ
يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها
وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً
عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني
وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ
نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني

وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً
حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً فَطِنِ

فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني
مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً
وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ

وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها
وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً
عَلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني

وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ
مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثمّ وَدَّعَني

صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها
ولا سُجودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني

وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ
وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني

فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً
وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا
أَبٌ شَفيقٌ و.. لا أَخٌ يُؤَنِّسُني

فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يا أَسَفاً
عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم
قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني

وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِمُ
مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَنْ يُخَلِّصُنِي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي
فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهَنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي
وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَها
وَصَارَ مَالي لهم حِلاً بِلا ثَمَنِ

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

ثمَّ الصلاةُ على الْمُختارِ سَيِّدِنا
مَا وَضّأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ

والحمدُ لله مُمْسِينَا وَمُصْبِحِنَا
بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:39 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.