نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2014, 10:21 PM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي عم عطية

ألا رحمك الله ياعم عطية...
لم أر -خلال ما انصرم من سني عمري -رجلا متصالحاً مع نفسه مثل عم عطية!
انه من شخوص البركل الذين لايمكنك تخطيهم عندما تشرع في احصاء من لهم فَوْت وقَدْر في البلدة ...
ما ان تبتدر بالعمدة ثم الشيخ الاّ وتجد نفسك ذاكرا اسم عم عطية ثالثاً على أقل تقدير...
فالرجل يفرض عليك نفسه برغم نايه بعيدا عن ان يكون من أصحاب الأموال أو الجاه!...
لان نسيت ...فلن أنس يوم وقف في فناء جامع (العبدلاب) مما يلي المزيرة رافعا صوته وهو يتحدث الى (شاب) من شباب المنطقة أحسبه قد غمطه بكلمة أزجاء فرد عليه قائلاً:
-شوف ياولدي...
ربنا دا باقيلك كان غالبو يخلقني محل أبوك ويخلق أبوك مَحَلِّي؟!...
قال ذلك ثم يمم خارجا من الجامع والابتسامة لاتكاد تبارح محياه!
...
..
.
لم يكن يملك من حطام هذه الدنيا سوى (كارو) و(حصان) يعينانه على عمله ك(عتالي) بسوق كريمة وفي معية العديد من رجال البركل ممن امتهن ذات المهنة يستعينون عليها ب(كارو وحصان) أيضا...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 10:32 PM   #[2]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لا أدري لِمَ ينبري -في خاطري-دوماً عم عطية كلما استمعت الى رائعة راحلنا حمّيد (عم عبدالرحيم)؟!...
تتقافذ الكلمات من فِيْهِ حمّيد ليرددها (أبو التي تي) فتحوِّم ما بين ذُرا جبال نوري وجبل البركل فلاتلبث الا ان تهبش في ذاتي مواطن موغلة في حنايا الذاكرة:
فتّاح يا عليم
رزّاق يا كريم
صلى على عجل
همهم همهمة
حصّن للعباد .. وهوزز سبحتو
دنقر للتراب .. هم فوق هم هما
صنقع لى السما
وكان فى الجو فى غيم
وكم نجمات بُعاد
وكان الدنيى صيف
لا قالتلوا كيف
.. كيف أصبحت .. كيف
لا لمسة وداد
لا لمسة حنان
لا رمشة طِريف
من قلباً وفى
زى أيام زمان .. أيام الدِفِى
كانت ماها فِى .. كانت فى المراح
شدَّتلو الحمار .. تحلب الغنم لى شاى الصباح
والطير ما نضم .. ما رسـّل نغم.
...
ذات ال(بوح) أجده يخاطب خيال وهامة عم عطية ياأحباب...
فلان كان المشدود لعم عبدالرحيم حماراً ...فانه لدى عم عطية حصان...
...
ويواصل (أبو التي تي) ترديد صوت راحلنا حميد وهو يهوم في السوح والفضاءات بأن:
عم عبدالرحيم
إتوكـّل نزل .. فى المُشرَع لِقَى
زُملان الشقا
الجا من الجريف .. الجا من الجبل
علْ الناس بخير
صبّح هاظرُمْ .. نقْنقْ ناقَرُمْ
غاظوهو .. ونعَل
وعم عبدالرحيم ما بخَبِر زعل
كل الناس هنا ما بتخبِر زعل
تزعل فى شِنو .. وتزعل من منو..
كل الناس هِنا .. كل الناس صِحَابْ .. كل الناس أهَل
والماهُم قُرَاب .. قرّبـُمْ العمل
الطاق اليَطُقْ .. عشتْ .. آ .. أبوالزَمَل
بى الحال العليك .. بى الفال .. بى الأمل
عم عبدالرحيم ..
كُتْ فلاح فى يوم
فى إيدك تنوم .. على كيفك تقوم
لا دفتر حضور .. لا حصة فطور
تزرع بالقمر .. تقرع بى النجوم
لكن الزمن .. دوّار .. آ .. بِدُوم
عم عبدالرحيم ..
ماشى على الشغل
فى البال القديم .. من عار التُكل
تنشايح جِراح
.. كيف الغُسُل
الدِنيِى أم صلاح تبدا من التُكُل
من حِجـّة صباح .. فى حق المُلاح
فى الغُبُن الجديد .. فى القسط القديم
وبيناتِن عشم .. فى الفرج القريب
....
ذات ال(شُغُل) الذي ييمم صوبه عم عبدالرحيم هو (شُغُل) عم عطية...
فان كان ذاك يذهب اليه عم عبدالرحيم بالحمار فان عم عطية (شُغْله) علي ظهر كارو يقودها حصان!... 
و(المشرع) هناك ...يوازيه موقف (الفوردكيهات) هنا -في السوق الفوق- علي راحة يد سوق كريمة...
وذات الناس (هناك) يحكي حالهم حال هؤلاء!..
وما فتئت تتمدد مقولة حمّيد الثاوية في أفق الزمان كما قوس قزح:
(وايه الدنيا غير لمة ناس في خير أو ساعة حزن)!
ثمّ...
تنبري (أمونة)...
...
..
.
أمونة الصباح ..
قالتْلُو النـِّعال والطِرقى .. إنَهَرَنْ
ما قالتْلُو جِيب
شيلِن يا الحبيب غشّهِن النُقُلْتـِى والترزى القريب
بس يا ام الحسن ..
طقّهِن .. آ .. بِفيد .. طقّهِن .. آ .. بزيد
إنطقّن زمن
وإن طقّ الزمن .. لازمِك توب جديد بى أيـّاً تمَن
غصباً لى الظروف .. والحال الحَرَنْ
شان يا أم الرحوم .. ما تنكسفى يوم
لو جاراتن جَنْ .. مارقات لى صُفاح
أو بيريك نجاح
ده الواجب .. إذن
وأيه الدِنيِى غير .. لمّة ناس فى خير
أو ساعة حُزُن
يااااااه
ذات أمونة عم عبدالرحيم لها رصيفة هنا ...حيث (مُقْطَعَ البَحَر)!
على محياها ذات الشموخ...
وفيها ذات الشلوخ...
وذات الحُبّ النبيل كالقمرِ البَذُوخ!
لكن...
عم عطية ترجح كفة ازجاء الزمان له بأثقال تنوء بكاهل الرجال ياأحباب...
ازجاءٌ لعله نتاجٌ ل(مباشرة) أهلنا في تلك الديار!
انه التنميط الذي ينأى عن ترجيح الله الخالق للناس أبيضهم وأسودهم بال(تقوى) وليس باللون...
لكن عم عطية احتمل الازجاء... 
احتمله لثقته في رجحان وجدان الناس بالخير والسماح...
وما ذاك الا لعشرة السنين وتداخل الأعوام...
لذلك لم تنكسر له هامة...
ولم يتلعثم له لسان وهو يقول للذي أزجاه يوما في جامع العبدلاب من تالا المزيرة:
-ياولدي انت ربنا دا كان غالبو يخلقني محل أبوك ويخلق أبوك محلي؟!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 10:35 PM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

كم من أقمار تستعلي فوق سُحُب الأحزان وتعشعشُ على قمم الأسى!...
تظل ماثلة في وجدان كل منّا ما أشرقت على الدُنا شمس وما تتالت سنواتٌ وشهور...
فيوضُ أنوارها تغمرنا كلما استشرفناها في حنايا الذاكرة ...
أذ هي دوما مفعمة بكل الجمال والصدق والألق...
لان كان القمر (الذي نعلم) يغيب نهارا... 
فهي تبقى مضيئة ماتعاقب ليل أو نهار...
ولان أضاءت لنا الشمس الدروب...
فهي تضئ منّا الدواخل والوجدان...
(عم عطية) ما فتئ قمر تتبدى منه الكثير من خيوط الضوء وغلالات التأسي والاعتبار...
اللهم رحماك وغفرانك وأعالي الجنان في رفقة الحبيب المصطفى صلاتك وسلامك الأتمان عليه...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 04:49 PM   #[4]
ياسر كبوش
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ياسر كبوش
 
افتراضي

سلامات ياعادل وعساك طيب
حقيقى فتحت سيرة رجل ملئ بالجمال والطيبة والحكمة رغم بساطته البادية للاعين الا انه يحمل بداخله ما يدهشك عاصرناه فى صبانا وعاصرنا قفشاته فى سوق كريمة وفى بالى مقولة والدى (السوق من غير عطية ماهو سوق ) رغم علاقتى والدى بالسوق (قفة ملاح وكباية جبنه عند ابوعرب ) لى حكاوى كتيرة مع عمنا عطية وابنائه مع بعده خصوصا فى دار الرياضة
الا رحم الله عم عطية وكل رجالات كريمة والبركل



ياسر كبوش غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 09:08 PM   #[5]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر كبوش مشاهدة المشاركة
سلامات ياعادل وعساك طيب
حقيقى فتحت سيرة رجل ملئ بالجمال والطيبة والحكمة رغم بساطته البادية للاعين الا انه يحمل بداخله ما يدهشك عاصرناه فى صبانا وعاصرنا قفشاته فى سوق كريمة وفى بالى مقولة والدى (السوق من غير عطية ماهو سوق ) رغم علاقتى والدى بالسوق (قفة ملاح وكباية جبنه عند ابوعرب ) لى حكاوى كتيرة مع عمنا عطية وابنائه مع بعده خصوصا فى دار الرياضة
الا رحم الله عم عطية وكل رجالات كريمة والبركل
حباب ود كبوش
بيني وبينك من صورتك المقلوبة دي انا وديتك لي كبوشابا تانين
طبعا صلاح صاحبي شديد من ايام (اندروبلو) الماخمج داك...
عم عطية رحمه الله-كما تقول-قد كان رجلا سمحا اذا جاء سمحا اذا راح وسمحا اذا قضي واقتضي...
لا اخفيك بانني قد نظمت فيه وعنه قصيدة لعلي اوردها هنا قريبا بعيد تلحينها واداءها من احد فنانينا الافاضل قريبا باذن الله...
انتظر بهاء عودات منك لتحبير ماتحتقبه عنه وعن والدكم الكريم الذي وصفه لي ابن الخالة العزيز محجوب صهيب الروم بانه صمد...
يديك العافية ياملك



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 09:57 PM   #[6]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

ولعلي اقول ياعزيزي ياسر قبل المواصلة:
ان الاستلهام لسير وحراك الشخوص ماهو الا جهد لايساع سوح الاعتبار وفضاءات الخلوص الى مآلات عساها ترقي بوجدان الناس او تضفي عليه ايجابا...
فال(مباشرة) في أهلنا مافتئت تكتنف حراكهم على مرّ الزمان...
وهناك...
مافتئت ذكريات عم عطية غضة كما اوراق جميزة سوق كريمة (من تالا قهوة ابوعرب التي تذكر) التي لم تستطع السنون من ان تنال منها...
فكن على ثقة بأن (نول الغزل) مُعَدّ للخلوص الى (سجادة صلاة) و(توب زراق)...
ودادي



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 10:47 PM   #[7]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

عم عبدالرحيم:





التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-10-2014, 03:54 AM   #[8]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

مافتئ صوت عم عطية يتردد في الافاق (فتاح ياعليم رزاق ياكريم) وهو يهيئ حصانه وقد فرغ لتوه من أداء صلاح الفجر في الخلوة...
حبات مسبحته الطويلة تتالي كما سنوات عمره الذي ناهز الستين لكنه لم يزل متماسكا او كما قال يوما لعم سيداحمد وهو يقهقه ضاحكا:
اتو ياعمدة اهلكم ورثوكم القرش لكن نحنا اهلنا ورثونا الخشب الكبار دا وبرضو كتر خيرم...
وينطلق بالكارو بذات همهمة رصيفه عم عبدالرحيم والدنا لم تفرغ بعد من الانعتاق عن اسار قيود الليل وانفاس الحياة تبتدر تمشيها في مفاصل البلدة بين يدي شقشقة العصافير المتزاحمة علي كثيف اشجار النيم التي تزدحم بها طرقات البركل وهديل الحمام الذي تكتظ به (ابراج) الببيوت مختلطا بثغاء بعض شياه ونهيق حمار...
وما ان يدلف الحصان الي شارع العربات منعطفامن (زقاق) جانبي الا ويرتفع صوت عم عطية بالبراك الذي يحفظه عن ظهر قلب ولاغرو فالرجل قد نشا ختميا محبا للمراغنة:
بحقِّكَ يا طه نُرَجى المقاصدا
لأنَّ بكَ الأخيار تعطى المناجدا
ومنكَ ينالُ الواصلون المعاهدا
وعنكَ يحوزُ العارفون المحامدا
فمن تُدنهِ أدنى ومن لا فلا
صبغ اغثني وكن لي حيث ما كنت جيرني
من الذنب والزلات جدي اقيلني
وفي النفس امرا قضينه معينني
من السوء والأهواء طه أعيدني
واصلح لي حالاً مالاً مبلغُ
واقبل لدحى والبسنة لبهجة
واجعله مقبولاً بدنيا وجنَّة
جزائي عليهِ الجوارُ بطيبَة
مماتاً وفي الجنّات أتبع بُنوَّتي
وصحبٍ عليك اللَه صلى مسَبَّغأ
لا المصطفى ذا المدحُ قال النايخلا
به تطرَبُ الأملاكُ ذا حيثُ ما يُتلى
بهِ تَطرَبُ الأخيار إذ ما يكُن يُجلابه
ائتنِس في كل جمعٍ إذا يُملى
لك الفوزُ في الدارين تاليه يبلُغ
بِنَومي كذا قد قال أيضاً لنا
يفى محافظهُ لو فردت بيتٍ ويسعفى
بمجلسنا يُنشَد فتَحضُرُهُ الصفى
وإلّا بمجلسكم سينشد
احضرفي قراءته يُحظى حظّاً لا يُفَرِّغ
واختِمُ قولي بالصلاة مُعَظِّما
أيا ربَّنا صلى وبارك وسلما
على المصطفى والأل والصحب دائما
صلاةً تفوقُ المسكَ عطراً مُفَخَّما
يطيبُ بها كل الوجود ويتلالا
(يتبع)



التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 26-10-2014 الساعة 04:10 AM.
التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-10-2014, 05:56 PM   #[9]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

المسافة مابين دار عم عطية وسوق كريمة لاتتعدي كيلومترات ثلاث اذ لايفصل مدينة كريمة عن (البركل فوق) سوي جبل البركل الرابض في مهابة وجلال منذ قرون لايعلم عديدها الا الله...




التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 27-10-2014 الساعة 11:10 AM. سبب آخر: اضافة صورة
التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2014, 11:13 AM   #[10]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

الصورة من القوقل



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2014, 12:21 PM   #[11]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

ما ان يصل (كارو) عم عطية الى بدايات سوق كريمة مما يلي موقف (الفوردكيهات) التي تصل كريمة بمروي الاّ ويُنبيهِ أحدهم بأن (ود القنديل) يرجوه بأن يكون أول من يأتيه قبيل انطلاقه الى بقية التجار...
فاذا به يرد عليه ويقول:
-قول للحاج ان بقا لي حكاية أمس ماني جاييك قسم بالله
فلا يلبث العديد من الناس وقد تحلقوا حول عم عطية -ال(رابض) على طرف الكارو وبيده سوط العنج -الاّ قائلين بصوت واحد:
-أيا عم عطية كمان في زول بيابا يسمع كلام حاج ود القنديل؟!
فيرد عليهم ملوحا بسوط العنج:
-انتو شن دخلكم زحوا كدي من قدام الحصان دا واللا أنزل سوطي فوق ضهوركم...
وينطلق عم عطية ليبتدر عمله لدى تاجر آخر!
حكي لي أحد الأعمام من الأهل في البركل بأنه كان قريبا من مسرح الواقعة فحدثته نفسه بأن يذهب الى التاجر ود القنديل ليستفسر منه الأمر ليقينه بجمال وجدان الرجلين وطيب معدنهما فاذا بالحاج ود القنديل يقول له بأنه قد فقد مبلغ مائة ألف جنيه* قبل أشهر واحتسبها دَينا هالكاً فاذا بالعم عطية يجدها ملقاة خلف جوالات البلح في المخزن الملحق بمتجره خلال نقله لها الى مخزن آخر وأتاه بها فأقسمت بالله أن يأخذ كامل المبلغ لكن عم عطية أقسم أن لا يأخذ (مليما أحمرا) منها!...
وأضاف الحاج ود القنديل:
-أنا القروش دي والله ياحاج استخلفت الله فيها وعقدت النية وأنا في الحج بي انها صدقة لله فبالله تاخدا وتديها للراجل الطيب دا لأني عارفو مستحق وانت جارو في البركل آاب يرفض لك طلب...
فأخذ محدثي المبلغ وجاء به الى عم عطية في داره بعد أن صليا المغرب سويا في الجامع قائلا له:
-الليلي ماشي اشرب معاك شاي المغرب يا عطيّي
-الشاي بس؟!
حَرَّم جيتك تستاهل الضبيحي ياحاج...
وما ان وصلا الى باب الدار بادر محدثي عم عطية بالقول:
-انت يا عطية ربنا دا بيدِّي الزول من ايدو لي أيدو؟
-لا لا ياحاج ...أنا البعرفو ربنا بيجعل لي كلو شي سبب...
-نان وكت عارف كدي مالك كسرت خاطر حاج ود القنديل الراجل الكل الناس عارفا صلاحو وطيبتو؟!
فاذا بالعم عطية يقول:
-لا يبق ياحاج قالك تجي تنضم معاي في الكلام دا؟!
-أيّي والله وياهن ديل القروش وأنا حلف بالله كباية الشاي دي ما أدخلا في سني ولا أدخل بيتك دا تاني ان بقيت كسفتني وكسفت حاج ود القنديل دا...
فاذا بالعم عطية يطرق برأسه فلا يلبث محدثي الاّ ويضع المبلغ في جيب عراقيه ويذهب...
(يتبع)
ــــ
*حدثت هذه الواقعة في بدايات الثمانينات



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2014, 09:21 AM   #[12]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

صُوَر ومشاهد من سوق كريمة:





المرحوم الحاج محجوب جعفر وابنه البروف (حالياً) عثمان



التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 28-10-2014 الساعة 09:24 AM.
التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2014, 09:31 AM   #[13]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

صور (حديثة) لمدينة كريمة:




التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2014, 10:22 AM   #[14]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

كم تمنيتُ بأن يعيش عم عطية ليرى المدينة الرياضية هذه...
فالرجل قد كان رقما كلما عمد الناس الى عدِّ شواهد الرياضة في كريمة من خلال (دار رياضتها) القديم...
مافتئت صيحاته في أروقة المشجعين تتردد في أذني وهو يهتف بعنفوان:
بركل يلعب
فتتبعه المدرجات بصوت واحد:
جوة الملعب
وحول ذلك تحتشد العديد والكثيف من المشاهد والسياقات التي تستحق التحبير خلال نسيج هذا الخيط الحميم...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2014, 10:32 AM   #[15]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

https://plus.google.com/117078380219448417559/about



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:47 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.