إبان أيام الدراسه بعاصمة الثقافة و الجمال ود مدني.. و في المواصلات العامة المتوجهه نحو الجامعة كنت رفيق سفر صغير لبروف من ظرفاء إحدي كليات الجامعة.. كان يبدو عليه الحنين للماضي عندما قال لي أنه لم يحظي بمشاركة خلق الله في المواصلات العامة لمدة سبع سنوات و سبب وجوده في هذه ( الحافله ) إن سيارته موديل السوناتا في مركز غسيل للسيارات .. فهذه فترة كفيلة ليندهش من وجود طلبة و طالبات جامعيون يتصرفون بطفولية و شوراعيه هكذا في قلب المواصلات ، و عندما قلت له : أنهم حتي اللحظة لم يخدشوا الحياء العام بشئ
. صاح فيهم بدلآ أن يرد علي قائلآ: العولمة ما كده يا شباب .. لسه بنتفائل فيكم الخير .
و راح يحدثني عن أيام دراسته و أيام شبابه و الفرق الكبير بين أيامهم و أيامنا و مرحلة الشباب و الجامعة .. و أخر ما تحدث عنه فترة عمله مدرسآ بإحدي مدن السودان النامية أنه خلال تلك الفترة كان يوجد مسرح بسيط جدآ و لكنه بالغ الأثر و يترك رواسب لدي المتلقيين و بجانب المسرحيات الصغيرة التي كانت تختص بمعالجة ظواهر سلبيه آنذاك في تلك المنطقة كانت توجد فواصل غنائية و نكات .. و قال كنا سعداء جدآ بذلك و الكل يستفيد و هذا المسرح علي وجه الخصوص كان يروح عنا الكثير من الهموم اليومية و الرهق نحن المدرسين و العمال و أفراد الطبقة الكادحه و النساء و الشباب و الأطفال .
إذن صديقي البروف يعتبر المسرح معلم .
......
شق الديار برنامج تلفزيوني خفيف الظل يعرض في قناة النيل الأزرق يوميآ الساعه 12 منتصف الليل ، البرنامج عبارة عن رحلة مستمرة من الخرطوم عبر طريق مدني و مرورآ بالمدن الواقعة علي الطريق ألي جزيرة سنقنيب بالقرب من بورتسودان .
إسم البرنامج شق الديار لكن ظل عالقآ في ذهني بأنه مسرح متجول !
كيف لا و به الأستاذ فيصل أحمد سعد
الشفيف عوض أحمودي
أستاذ الفاتح جبرا
الأستاذة نانسي عجاج
و البقية ...
فكرة البرنامج مختلفه و راقية جدآ و بعيده كل البعد عن السر قدور و المادة الخاملة التي يعرضها لنا و بعيده أيضآ عن باقي ( الحشو ) الآخر .
فنحن نفتقد و نفتقر لمثل هذه الأشياء و غيرها في الفضائيات السودانيه الشاغرة إلا من قليل و الساحات الإعلامية بصورة أعم .
مشاهدة طيبه و أتمني أن ينال إعجابكم .
