إنعكاس الرؤى .. نظرة نقدية لعالمية الفكر الغربى

[خالد التجاني]

لم تسلم الديانات السماوية -بما فيها الاسلام -من عالمية الانحطاط الغربى الذى تعيشه الانسانية , اذ ان الانبهار العلمى والرفاهية المادية التى تعيشها الحضارة الغربية الليبرالية المادية , ادى الى غياب المرجعية المعرفية للمؤمنين بالغيب من اتباع الديانات فتنازعوا حينا بين الرجوع الى مرجعيتهم المتوارثة وبين الواقعية المادية للفكر الغربى !!, فقد بدأ لهم ان التوفيق بين الايمان والواقعية الغربية محال ..

فانخرط المسلمين بعلم او دونه فى عالمية الغرب ورزحوا تحت ذات المأزق وذات الانحطاط ..ودونكم الاعداد المهولة من العلمانيين وهؤلاء هم من اختار مادية الغرب وفضلها عن علم على المرجعيات الدينية , او المنتمين بالاسم للديانات السماوية وعقولهم تابعة للمنطق الغربى المضاد لحقيقة اعتقادهم .

وهذه اشارات على تاثير عالمية الغرب فى الوعى الاسلامى -مثلا - وابعاده بالتالى عن جادة الاطلاق الاخلاقى والحضارى الالهى التى جاءت رسالاتهم السماوية مبشرة به..


عالمية التخلف الغربى اشاع فى العالم الفساد حتى تاثر به المسلمين والمؤمنين فاصبحوا مسخا لا الى العلوا سموا ولا الى البهيمية الحيوانية الغربية ركنوا.

[خالد التجاني]

أعتقد أن لا خلاف فى ان أزمة الفكر الغربى التى ساقت البشرية المعاصرة الى هذا الانحطاط كانت فى انحيازها المفضوح للطبيعة على حساب الغيب .. وهذا هو الداء الذى لم يجد له الفكر الغربى الدواء ..
وهنا يطل براسه السؤال .. وكيف المخرج بالانسانية من مأزق عالمية الغرب ؟؟؟

فالنقد والتفكيك العبثى دون اقتراح الحلول مسلك غير مجدى وغير حميد ..
ولذلك فان مبدأ الحل فى هزيمة انحطاط الحضارة والفكر الغربي يكمن فى فهم طبيعة خلق الانسان وماهية تركيب الوجود .. ومن ثم اقتراح عالمية فكرية جديدة قادرة على دحر عالمية الغرب , وانتشال الانسانية الى حضارة معرفية شاملة ومجاوبة على جميع قضايا واحلام البشرية .

[خالد التجاني]

الانسان روح ومادة وكذلك الكون:

اعتقد ان ايسر السبل لفهم طبيعة الوجود وتركيبه هو بالنظر الى طبيعة وتركيب الانسان , وبالتالى فان حلول الاشكالات الوجودية يكمن فى مضاهاتها بالانسان .. فمثلا ان الذى ينكر الغيب الذى تحدثت به الديانات فكانما ينكر غيب الانسان .. والذى ينكر وجود الله المسير لهذا الكون كانما ينكر وجود الروح المسير للانسان .. والذى يطلب الاثبات المادى لوجود الله مثله كالذى يطلب اثباتا ماديا لوجود الروح فى الانسان !!!
وهكذا ..
وكما ذكرت ان الفكر الغربى المادى أقصى وجود الروح واكتفى بعلاقة الانسان بالطبيعة .. وليس هناك شك فى ان روح الانسان أقيم من جسده والمادة التى تكونه .. ومن هنا يتضح ان الفكر الغربى علا عن طريق الادنى وترك الاقيم والاعلى ..

ولذلك فان الفكر الجديد الذى سيتمكن من دحر عالمية الفكر الغربى ينبغى ان يعلو عن طريق الغيب وان يتطور فى ابحاث الروح ولا يهمل الطبيعة ..


* خلاص الانسانية من انحطاط الفكر الغربى المادى لن يكون الا عن طريق فكر شمولى يجيب على اشكالات الغيب ويعتنى بالروح ولا يتجاهل المادة .

[خالد التجاني]

محددات عامة للفكر البديل :

* الاجابة بشكل منطقى ومعقول وواضح لا لبس فيه عن اشكالات الغيب .
*تحديد علاقة الانسان بالوجود الغيبى والوجود المادى.
*تقييد سلوك الانسان وعلاقته بالطبيعة بالبعد الغيبى .
*التخلى عن التصديق الذى دعت له الديانات السماوية وتوقيف العقل عند الحديث عن الغيبيات ومن ثم ايجاد بدائل علمية تجيب على تساؤلات الملحدين ومنكرى الغيب .
*التطور فى اتجاه ابحاث الروح على خطى تطور الغرب فى ابحاث المادة .

[خالد التجاني]

الاجابة بشكل منطقى ومعقول وواضح لا لبس فيه عن اشكالات الغيب :

أعتقد ان الكتب السماوية الصحيحة أقدر على انزال فكر سليم وشامل وآخذ فى الحسبان الفكر المادى الغربى ومتجاوزه الى افاق ارحب وقادر على ايجاد حلول عقلية للاشكالات والمعضلات التى واجهت فلاسفة الغرب . مشكلة الكتب السماوية الان انها لم تفهم كما ينبغى او ان المؤمنين بها لم يمتلكوا القدرة على انزالها على واقعهم المعاصر واكتفوا بتوارث ما فهمه الاقدمين منها , وهذا افرغها من مواكبتها لتطور العقل .

فمثلا كانت الديانات السماوية بما فيها الاسلام قد بنيت على الايمان الغيبى يالاله الواحد وبالملائكة والبعث واليوم الاخر والحياة الاخرى والنعيم والعذاب . ايمانا مبنيا فقط على تصديق الانبياء وبتوقيف عقل الانسان عن التفكر فى ذلك الغيب .. وهذا مار فضته عقلية القرن لحالى وما سيليه من قرون حتى نهاية الزمان .. اذ ان الفكر الانسانى المعاصر ارتبط ارتباطا وثيقا بالعقل وبالتالى فان كل ما لايتوافق او لايستجيب له العقل فهو متروك ..


ولذلك فعصر عالمية الفكر البديل للفكر الغربى ينبغى ان يجاوب اجابات وآضحة لا لبس فيها عن ماهية الغيب ..حتى يمكن تقديم الفكر الدينى بوجه مغاير لما كانت عليه الاجيال السابقة المصدقة والمؤمنة والممتنعة عن طرح الاسئلة التى تطرحها الانسانية فى هذا العصر .

[مبر محمود]

الا رحم الله الكاتب المصري الساخر جلال عامر الذي جاء على لسانه: " في هذا الزمان أصبح اللاعب يفتى، والشيخ يحلل الأحداث، والسفير يعلق على المباراة، والملحن يعمل مداخلة، وأحياناً يعمل عملية قلب مفتوح"!

سلام يا خالد.

[رأفت ميلاد]

الدغمائية الدينية لعناية ماجد تاج

[خالد التجاني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبر محمود

الا رحم الله الكاتب المصري الساخر جلال عامر الذي جاء على لسانه: " في هذا الزمان أصبح اللاعب يفتى، والشيخ يحلل الأحداث، والسفير يعلق على المباراة، والملحن يعمل مداخلة، وأحياناً يعمل عملية قلب مفتوح"!

سلام يا خالد.

اهلا يا مبر والف حمدا لله على السلامة , والفرج الكبير من شرور هؤلاء آت لامحالة , ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون .. فالله أمهلهم الى اجل هو قريب ان شاء الله تعالى ...

وانعكاس الرؤى ليس ببعيد عن سلوك ومسالك هؤلاء .. فهذا عصره المظلم والذى الى أفضى الى هذه الظلم وظنى انه الى افول ..
فالفجر العظيم قريب ان شاء الله تعالى ..

محبتى

[السر جميل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد التجاني

محددات عامة للفكر البديل :

* الاجابة بشكل منطقى ومعقول وواضح لا لبس فيه عن اشكالات الغيب .
*تحديد علاقة الانسان بالوجود الغيبى والوجود المادى.
*تقييد سلوك الانسان وعلاقته بالطبيعة بالبعد الغيبى .
*التخلى عن التصديق الذى دعت له الديانات السماوية وتوقيف العقل عند الحديث عن الغيبيات ومن ثم ايجاد بدائل علمية تجيب على تساؤلات الملحدين ومنكرى الغيب .
*التطور فى اتجاه ابحاث الروح على خطى تطور الغرب فى ابحاث المادة .

الأستاذ خالد التجاني

أعجبني هذا الطرح ...
توقفت كثيراً عند هذه النقطة المشار إليها بالخط العريض ياريت مزيد من التوضيخ او التفصيل

تقديري ،،،

[خالد التجاني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السر جميل

الأستاذ خالد التجاني

أعجبني هذا الطرح ...
توقفت كثيراً عند هذه النقطة المشار إليها بالخط العريض ياريت مزيد من التوضيخ او التفصيل

تقديري ،،،

اهلا الاخ السر ..

ما أرمى اليه فى النقطة التى اشرت اليها .. ان عصر الديانات الاولى شيد فقط على التصديق والايمان بالغيب .. وامرت الديانات تابعيها بعدم التفكر وتوقيف العقل عن الخوض فى هذه المسائل الغيبية كالتفكير فى الربوبية والالوهية والنبوة والجن والملائكة والجنة والنار والحياة الاخرى وغيرها من المسائل الغيبية , واعتقد ان هذا ليس بملائم لعقلية العصر الحالى .ولا بد للفكر البديل ان يجيب بوضوح ومن غير لبس عن هذه المسائل الغيبية والا سيواجه بالرفض .


مودتى

[السر جميل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد التجاني

اهلا الاخ السر ..

ما أرمى اليه فى النقطة التى اشرت اليها .. ان عصر الديانات الاولى شيد فقط على التصديق والايمان بالغيب .. وامرت الديانات تابعيها بعدم التفكر وتوقيف العقل عن الخوض فى هذه المسائل الغيبية كالتفكير فى الربوبية والالوهية والنبوة والجن والملائكة والجنة والنار والحياة الاخرى وغيرها من المسائل الغيبية , واعتقد ان هذا ليس بملائم لعقلية العصر الحالى .ولا بد للفكر البديل ان يجيب بوضوح ومن غير لبس عن هذه المسائل الغيبية والا سيواجه بالرفض .


مودتى

مشكور أخي خالد

على هذا التوضيح الذي يفرض سؤال مهم للغاية من وجهة نظري وهو : من هو الفكر البديل ؟ علماء الدين الشرعي ؟ أم علماء الفيزياء وغيرهم من المجالات العلمية
؟ وحقيقة العلاقــة بين علماء الدين وعلماء العلوم الأخــري ليست كما ينبغي أن تكون في حالة من التنافر والتباعد والمشادة.

وإن كان الطبيعي يجتمع أو يتفق علماء الدين مع التخصصات العلمية الأخــري في هذه المسائل مثلاً إصدار فتوى طبية لابد للأطباء شرحها شرحاً دقيقاً لكل حقائقها وعناصرها، ويناقشهم العلماء فيها لإصدار فتوي مشتركة.. كذلك الحال في مسألة من مسائل الاقتصاد يأتي بعالم اقتصادي وفي مجال الطب والاقتصاد تجد تلك العلاقة مقبولة.

ولكن في أمور الفلك والأحياء تجد البون شاسع ، ما أن تجد فلكي يتحدث عن إعجاز علمي حتي يقابل بالنقد من علماء الدين والأمثلة كثيرة ، وأري في الفيزياء تحديداً إجابات لدرجة الأقناع لـ كثير من الأسئلة المسكوت عنها إن جاز التعبير وهنا أقتبس رد أينشتاين عندما سألوه ما رأيك في الله ؟

فأجاب "لو وفقت أن أخترع آلة تمكنني من مخاطبة الميكروبات فتحدثت مع ميكروب صغير واقف على رأس شعرة من شعرات رأس إنسان ، وسألته : أين تجد نفسك ؟ لقال لي : إني أرى نفسي على رأس شجرة شاهقة أصلها ثابت وفرعها في السماء . عندئذ أقول له : إن هذه الشعرة التي أن على رأسها إنما هي شعرة من شعرات إنسان ، وأن الرأس عضو من أعضائه . ماذا تنظرون ؟ هل لهذا الميكروب البكتيري أو الفيروسي المتناهي في الصغر (حجمه جزء واحد من مليار جزء من السنتيمتر المكعب ووزنه جزء واحد من تريليون جزء من الجرام) أن يتصور جسامة حجم الإنسان ووزنه ؟ كلا , إني بالنسبة إلى الله لأقل من ذلك الميكروب وأحط بمقدار لا يتناهى فأنى لي أن أحيط بالله الذي أحاط بكل شيء !

وإن أعظم وأجمل شعور يصدر عن النفس البشرية ، هو ما كان نتيجة التطلع والتفكر والتأمل في الكون ومكنوناته .إن الذي لا يتحرك شعوره وتموج عاطفته نتيجة هذا التأمل لهو حي كميت . إن خفاء الكون وبعد أغواره وحالك ظلامه إنما يخفي وراءه أشياء كثيرة منها الحكمة وفيها الجمال ، ولا تستطيع عقولنا القاصرة إدراكها إلا في صورة بدائية بسيطة . وهذا الإدراك للحكمة والإحساس بالجمال ما هو إلا جوهر العبادة عند بني البشر . إن ديني هو إعجابي بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة مهيمنة تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام "

مع أكيد إحترامي ،،،