الإهداء أيضاً لصديقي اللاعب خالد الحاج
عين وفي اللتنين، تلاتة والفي الستة
الطاب السوداني يُصنع من جريد النخل، السَّلَم، السدر، السُّنط، في الغالب الأعم.
يتكوَّن من أربع طابات، وتكون عِجّته، أي أرضيته التي مثل أرضية الشطرنج، ثابتة العرض وهي أربع خانات، وعادة يكون طولها 12 خانة، بما يوافق بروج العام. لتكون الرقعة الإجمالية للخانات التي تتحرَّك فيها الكلاب، هي 48 خانة. العرض يكون دائماً ثابتاً، ولكن قد يُزاد الطول إلى 14 أو 16 خانة، أو أكثر من ذلك، لو كَثُر عددُ اللاعبين. بينما الطاب النوبي في جنوب مصر يتكوَّن من ثلاث خانات في العرض، لا أربعاً.
الأسود، والأبيض في الطاب دالّة أساسية، الطابَة التي تقع منكفئة على وجهها، كالنعال المقلوبة، بحيث يظهر منها ظهرها الأسود، تسمى السوداء. وإن وقعت مقلوبة على ظهرها، كالنعال في وضعها الصحيح، بحيث يظهر منها باطنها الأبيض، تُسَمَّى البيضاء.
1- حينما تقع ثلاث طابات منكفئة على وجهها، بحيث يظهر شقها الأسود (كما في الرسم أعلاه)، وتقع طابة واحدة مقلوبة على ظهرها بحيث يظهر باطن عودها الأبيض، هذه تُسَمَّى (الطابة)، وهي التي يبدأ بها اللعب والاستعباد ولا يكون من حق اللاعب أو خصمه تحريك كلابه إن لم يأتِ بها.
2- حينما تقع طابتان على وجههما، بحيث يظهر شقهما الأسود، وتقع طابتان مقلوبتين على ظهرهما بحيث يظهر باطنهما الأبيض، هذه تُسمّى (اليوم). أي ما يتعادل فيه عددُ الطابات البيضاء مع السوداء.
3- حينما تقع ثلاث طابات مقلوبة على ظهرها بحيث يظهر باطن عودها الأبيض، وتقع طابة واحدة فقط منكفئة على وجهها، بحيث يظهر شقها الأسود، هذه تُسمّى (التَّلَّي). وهو معكوس الطابة تماماً، أي معكوس الرسم أعلاه، بحيث تكون ثلاث طابات بيضاوات وواحدة فقط السوداء.
4- حينما تكون الطابات الأربع جميعها بيضاء، هذه تُسَمَّى (العين)، وكذلك تُسمّى بأسماء يبدو أنَّها تتحدَّر من جذر حضاري قديم، كوشي، مثل (أربشي)، (أربش)، (أربجي) وأحياناً تعرف بـ(عربجية) و(عربية). وهي من الحظوظ الكبرى والجيِّدة، لأنها تسمح بنقل الحجر أو الكلب في العِجَّة أربع خانات.
5- حينما تكون الطابات الأربع جميعها سوداء، وكلها منكفئة على وجهها، ويبدو منها ظَهْرُهَا الأسود، هذه تُسَمَّى (السَّتَـ) بمد فتح التاء بأكثر من حركتي مد، كأنها (سَتَاهْ). وتُسمَّى أيضاً بـ(الأسود) و(الأزرق) و(الأخضر)، وهي قمة الحظ بالنسبة للّاعب، لأنَّها تسمح بتحريك الحَجَر أو الكلب ست خانات. ولكن هي لن تحتسب ولا غيرها، من العين واليوم والتلي، إن لم يكن اللاعب قد أحرز (طابةً)، فلا بُدَّ من إحراز "طابة"، لاستهلال اللعب، وإلا فإنّ كل ما تحرزه يضيع هباءً. ولذلك سُمّيت اللعبة كلّها بـ(الطاب)، أو سُمّي الإحراز الأساسي فيها بـ(الطابة).
مصطلحات مرافقة للّعبة:
الملاحظة هي أنَّ "بعض" هذه المصطلحات، أو الأساسي منها، يتوفَّر في لعبة السيجة أيضاً، مما يدلُّ على قِدَم ورسوخ هذه المصطلحات.
(1) مصطلح (الغَيَرَان)، تحريك الكلاب في العِجّة يسمى بالغيران، من الغارة. وتسمية الحجار المستخدمة في اللعب بالكلاب، يشير إلى الصيد.
(2) مصطلح (أكرت)، يقال إنَّ المهزوم أخذ أكرت، أو اللعبة كانت نتيجتها أكرت، بمعنى أنَّ الخصم قد عجز تماماً عن أكل كلبٍ واحدٍ فقط من كلاب خصمه. تشبيه بالبهيمة (الكرتاء)، وهي المُبَتَّكَة الأذن كما ترد في القرآن، أي مجزوزة الأُذن. الجز بالزاي، تعني قطع أبعاضٍ من الشيء وترك أبعاضٍ منه، أمَّا الجذ بالذال، فتعني الاستئصال، والقطع من الجذور.
(3) مصطلح (أعور)، يقال إنَّ المهزوم أخذ (أعور)، أو اللعبة كانت نتيجتها أعور، بمعنى أنَّ الخصم لم يزد على أن أكل كلباً واحداً فقط من كلاب خصمه. تشبيه بشخص أعور، له عين واحدة بدلاً عن اثنتين.
(4) مصطلح (العاول)، وهو يُطلق على اللاعب الذي يستعبده خصمه، حينما يحرز طابة قبله، ويعجز هو حتى نهاية اللعبة عن إحراز طابة يتحَرَّر بها. والعاول في اللغة هو من مضى عليه عامٌ كاملٌ.
(5) مصطلح (صَبَرَه) يقال للهزيمة العادية غير الاستثنائية. حينما يُهزم الشخص ويكون قد كافح كي لا يُهْزَمَ. باعتبار أنّ المهزوم بـ(أكرت) أو (أعور) هزيمته تصبح بذلك استثنائية. فصاحب الأكرت لم يأكل شيئاً من كلاب الخصم إطلاقاً، وصاحب الأعور أكل كلباً واحداً فقط كما تقدّم.
(6) مصطلح (سعيرون) أو (السعران)، وهذا يُقال للحجر ذاته، أو الكلب، حينما يتبقى للخصم كلبٌ واحدٌ فقط، ثم لا يصبح بوسعه أن يتحكّم في (غيرانه)، وإنَّما يتولّى ذلك خصومه، بحيث يغيرون له كلبه بالطريقة التي تخدم مصلحتهم هم، لا مصلحته هو.
(7) هنالك مُحْرزَات تسمح بتواصل اللعب للّاعب الواحد، وبعضها لا يسمح، إذا أحرز اللاعب طابةً يصبح من حقه رمي الطاب واللعب مرة ثانية، وكذلك إذا أحرز عيناً أو سَتَا، فيصبح من حقه اللعب بشكلٍ متواصل، ولكن إحراز اليوم والتَّلَّي يُنهي اللعب للاعب الواحد، ويصبح من الواجب عليه تمرير الطاب لزميله.
(8) يُقال في (غيران) العين، أي حين تحريك الكلب لمن أحرز عيناً (عين وفي اللتنين) بمعنى أنَّ الكلب سيتحرّك حفرتين، ثم حفرتين إصافيتين، ليصبح المجموع أربعاً. ويقال في (غيران) السَّتَا (تلاتة والفي الستّة) بمعنى أنَّ الكلب سيتحرّك ثلاث حفرات، ثم ثلاث حفرات أخرى، ليصبح المجموع سِتَّاً.