قصيدة : الى حين ميسرة - مصعب الرمادي
الى حين ميسرة !.
الى روح / بابكر محمود النور
(1)
في الصباحِ الباكرِ
كديناصورٍ صغير السن
؛ تحت النيمة الوارفة
- بامانة الثقافة العربية
:تحتسي ِّقهوتك المسكرة
وتسخر من مرارة الحياة
وسخونة الطقس
؛ومن ايام عمرك الذي
اكل عليها الدهر وشرب !.
(2)
القضارف تقول لك
صحبتك السلامة
,ربما قالتها لك "موسكو"
قبل ثلاثين عاماً
وقتها كنت تتقمص شخصية البطل
في مسرحية بستان الكرز لتشيخوف
؛وتقلب البوم الصور الملونة
لنساء روسيا الجميلات
، لقد كان الثلج خلف افريز نافذتك
يتساقط وقتها بغزارة
ولكم كنت في الصورة يااستاذي وسيماً
ومهذباٌ وحليق الرأس
لكنك كنت خارجها كثور اووعل هائج
في سهوب قارتك الافريقية المُلهِمة !.
(3)
على سبورة جامعة موسكو
كان استاذ النقد العربي المعاصر
يتلو معظالاته الاخيرة
ضد لغة الخطاب الغربي
وضد الكتابة الانثوية
وضد الحوار شبة اليأس لمابعد البنيوية
ويسأل :هل مازال في كنانتك من سهام ٍبعد
لرهان قصيدتنا العربية الحديثة ؟!.
(4)
الى حين ميسرةٍ
قد ينتهيَّ كل ذلك ؛
فيصيرُ الفقيرُ غنياً
والاّمة ربةً
وتتفتح الزهورُ الجميلةُ الحمراء ْ
في حديقة ذكرياتنا الخالدة !.
(5)
وسيتهي بعد موسم الدفن العذاء
ستنهي معانة الشاعر بالمستشفى
فينتهي وعيك الماضي في النهار
كسكينٍ نافذة في زبدة الليل
وستنفد انبوبة الضغط
وانبول المخدر
ولكن ستبقى في عنبر اصدقاء المرضى
مسودة قصيدتك الاولى
للحياة القادمة الجديدة !.
(6)
في باحة بيتك
استوت -على شجرتها
: ثمار القشطة ؛
وعلى عودها الاخضر
استوت الصبية الصغيرة
التي منحت العجوز الشباب الدائم والحب
وردت اليه اوراقه بيضاء
وجعلته يتجدد كما يتجدد الماء
فوق صفحة نهر النيل العظيم !.
(7)
كسلا الوريفة
تفتح الان للطارق الغريب أبوابها ؛
من هنا اشرقت على الشرق شمسها
فتدفقت بسواقيها الخضراء القواديس
وازدهرت خمائلها والجداول
؛ وزادت -بك وحدك ايها الماجد
- من علوها ويناعتها
:اشجار المانجو والقريب فروت !.
الاثنين 20ابريل 2009م
القضارف
|