جضماً معوّد على الكفيت

[معتصم الطاهر]

جضماً معوّد على الكفيت

-ثلاثية- ( نص – قصيدة – أغنية)

1. اولا :- النص ..
تنبيه :-
رُج القلب جيداً قبل الدخول ..
يحفظ الدمع بعيدا عن متناول الأبطال
ولا تأخذ الحزن ترياقاً قبل إستشارة الحبيب
**
فلاش باك ..
عندما ضاق وطن بمساحة مليون ميل مربع ...
و اتسع الوطن فصار زنزانة ..
فتح لنا وطنا لنمارس فيه سودانيتنا .. و أطلقنا أحرارا فى عالم أرحب ..
و حضرنا مكرمين بدعوة كريم .. فتعارفنا..
رأفت وحافظ وكيشو ..
جانيت ومنوت .. ومي و قوت و بدور ..
وجدناك ..
شجاعا و صريحا يمسك العقرب من ذيلها ..
"ماك الدرجوه للكتال .."

كما عادتنا جلسنا فى حوشك ..دون لماضة خفير أو دبلوماسية سفير ..
جوك اخوان والحضن هموم .. ما نقيت ولا اتشكيت ..
وجن البنات هاتفات ..
"يوم تمرق الخرطوم .. نتلقاك بالغنوات .. و نتلقاك بالقدوم .."
وجدناها سودانيات .. كبياض العِمّة ..و سعة قلبك الكبير ..
فيها .. اتفقنا .. واختلفنا بود .. تخاشنا فى لعبة حلوة ..و أحيانا .. تزاعلنا وزعلناك ..و حردنا .. و تراجعنا فى مسمانا أعضاء سودانيات ..
وقفنا أهل مروة مع بعضنا و غيرنا ..و سندنا المائل و سترنا المكشوف و دوزنا الأشتر. تجادعنا بالدراب و الدوبيت ..
فكانت له ولنا وطناً شاسع الوجدان
و منبرٌ سكنى ...
وكنت تلاحظها إذا نمنا ..و تمازحنا إذا قمنا ..
وإذا جُعنا لغناء .. ألقمتنا طمبوراً .. وعوداً .. ولحنا ..
حتى إذا ظننت أن قد تم فِصالنا .. رحلت عنا ..
هو محض ظن يا خال .. ما زلنا تحت سن الفطام عنك..


كدى النونسك حبة يا ابن عمي ..و اصبر على شوية ..قبال تقول لى " الشكية لله " أو " بعد احفظ الداتا "
فى مرضك الأخير هذا
قلنا نخفف عن بعضنا .. كما وصيتنا .. باحساس أولاد اختك يا خال..
وسمينا الونسة " مرض خالد " ..
ويا ريت ما قلناها ..تعال شوف ليك دِّمّيع .. و نخجى و بكا ..
.. بعضنا الذي قلنا أنه رسوبى بطيئ الانفعال عاطل التأثر .. انتفض كما لو أن به مس من حبك ..و هو لو تعلم حب عظيم ..
والذى قلنا أنه ثعلب وجدنا أنه - مكار - يفعلهما الاثنتين .. البكاء والدعاء ...
"مرض خالد" ..أخذها مبر محمودا ليفش توتره ليحل مشكلة "مرض حامد" المتفشي فى المنبر .. فتعلق بأطرافها حافظ " البكاي" والرشيد "الحنين " و تناساها غير عامد طارق الحسن والذي رغم معافرتو ..كان يبكي بين كأس مر وإحساس مرير و دعاء مستمر..
كأنهم كانو في حوجة لرحيل خالهم .. حتى يدركوا قيمة بعضهم عند الإحَن ..وهم الأحَنُ كما عهدتهم وشهدت لهم الأسافير حتى قيل أنه منبر اجتماعي أكثر منه آخر.
في مرضك يا خال .. انقطعوا عن الكتابة للدعاء ..
و تطمين بعضهم ....
وترابطنا أكثر .. خَتّينا راسنا جنب بعض و قلوبنا ربطناها صُرة فى خيط ووجهنا للذى لا نام و لا اكل الطعام ..
و هدهدنا بعض ..
"تعال يا خال
سكت الجهال "
و كنا قايلنك نايم و بتصحا .. و هتفنا .. "صحت الخرطوم ..اصح يا خال"
و هرشونا بلطف .. .."اهمسوا براحة الخال عاوز ينوم" .. و رفعت لنا نائبة المشرف بحنان و أسى بندا فى لائحة الريدة ما قريناهو قبال دا ..
وهدهدناك ..
" النوم النوم
بكريك بالدوم ..
بلحات البركل ..قهوة كسلا و بنات الخرطوم .."
يا زول ما تقوم ..
واتكينا على بعض وميّلنا .. يا الكنت سندنا ..
كنت قشاش دموعنا و كانت ضلوعك مرقدنا ..
بالله سيب الهزار .. وتعال طالع مد راسك ..قول " يااااك .. غشيتكم "
وانت عارف !!
سارة دى ما عندها أعصاب للخمج ..
مش إتواعدنا نمش ماركاتو .. يا شهقتا .. ..أو قهوتا ..
ما اتقهويت
و قمت مشيت .. و خليتنا خرمانين ليك ..

فبالله سيب هزارك البايخ دا ..أنا بحبك و بفخر بك ..ولّ ماك عارف
عارف جضيماتك ورمانات من كترة البوس من الأحباب و حباب ..
بس ياخ سيب الهزار جضيماتنا نحن وِرمن من شِلّيخ الدموع السخنات الوشلن عليهن ..
خجيت القلوب و هزيت غربال النفوس واتساقط الدمع ..تارى الدمع وشّال ..
شوف حسن خصالك و شمايلك شملتنا بعد رحيلك فأسمونا .. المنبر المحترم .. ليتك سمعتها قبل أن ترحل ..
تعال يا خال ..
يادوب فرهدتّ فى الخريف الفات ..بنين صبفت ..
يا خال
الجرح الجديد فوق القديم إتفشّ

to be continued



.
.