مرافعة الأمير نقدالله أمام محكمة الإنقاذ , فلتحفظ هذه الشهادة والوثيقة الهامة للتاريخ وللأجيال القادمة .. ونتمنى له الشفاء العاجل بأذن المولى ..
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور * اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز)
صدق الله العظيم
مقدمه :
مولاي: بالرغم من ان النظام الحالي في السودان نظام غير شرعي وقد وصل الي دفة الحكم بانقلاب عسكري اطاح بسلطة دستورية اختارها اهل السودان باراده حره وبطوع اختيارهم.
وبالرغم من ان النظام العسكري الحالي قد حل جميع الاحزاب السياسية الا انه احتضن حزب الجبهة الاسلامية القومية فتبنى برنامجها واعتمد على رجالها. وبالرغم من انه استعان بشخصيات عامه شبه عديمة الوزن من بعض الاتجاهات السياسية الاخرى ليضفي على نفسه صيغة القومية زورا بالرغم من كل ذلك فانه لم يحقق شعارا واحدا من الشعارات التي طرحها.
فشعار تحكيم شرع الله الذي اعتبره هذا النظام المبرر الاول لاستيلائهم على السلطة بقوة السلاح لم يحدث فيه شيئ رغم ان السلطات كلها بايديهم يفعلون ما يشاءون دون واعز او رقيب وكل الذي تم في مدة تجاوزت العامين واقتربت من الثالث استبدال قانون الجنايات لعام 1983 والذي اعتبرته الجبهة القومية آنذاك شرع الله الذي لا تبديل له وخاضت الانتخابات الاخيرة بهذا الاعتقاد ودافعت عنه دفاع المستميت! استبدلت ذلك باخر من موديل 1991 ولم تجرؤ على تطبيق الحدودفظلت بحمده كما كان الحال قبل انقلابهم في الثلاثين من يونيو وحينها كان التجميد منطقيا ومشروعا استهدفت منه السلطه القائمة اتاحة الفرصة لانعقاد المؤتمر الدستوري الذي كان قاب قوسين او ادنى لولا الانقلاب الذي افسد امال الامة في السلام. بينما لم يقدم الحكم الحالي تبريرا واحد لتجميد الحدود , اذا لم يحدث اي تقدم في تطبيق شرع الله.
اما شعار السلام العادل الشامل فقد اصبح ابعد ما يكون بسبب تعنت النظام لاية رؤية لكيفية الوصول الي السلام ناهيك عن برنامج محدد يصلح اساسا للتفاوض مع الطرف الاخر مما جعل النظام موضع سخريه وجعل السلام ابعد شيئ يمكن تحقيقه في ظل هذا النظام المتشنج.
اما استقرار الاوضاع الاقتصادية ونموها فقد اصبح طابعه الانهيار التام للاقتصاد واصبح التدهور السريع والمريع والتدني اليومي سمة اقتصاد البلاد بسبب عدم التخطيط وعدم الخبرة وسوء الادارة والاعتماد على رجال لا علاقة لهم بالاقتصاد العلمي البته , اللهم الا معرفة قليلة وخبرة قصيرة وسيئة في الاتجار بالدولار والسوق الاسود. فانهار الاقتصاد وهو في طريقه الي الافلاس التام.
اما شعار رفع المعاناة عن كاهل الجماهير فقد تحول الي عذاب للجماهير مما جعل المواطن يختفي تماما من الساحة فهو اما هالك او محتضر ينتظر الهلاك.
اما شعار الاهتمام بالجيش تأهيلا وتدريبا وتسليحا فقد حل محله التشريد والتدمير والتهميش تمهيدا لتصفية المؤسسة العسكرية تصفية كاملة ليحل مكانها الدفاع الشعبي الذي يفتقر لابجديات التظيمات العقائدية المسلحة , فتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وهم كالخشب المسنده لا حول لهم ولا قدرة على القتال والمواجهة وقد خسروا كل المعارك التي خاضوها مما جعلنا بلد فقد جيشه ولم يستطيع ايجاد البديل!!!
اما عن شعار اصلاح مسار السياسة الخارجية وتوظيفها الي خدمة مصالح البلاد العليا فحدث ولا حرج , فبفضل قدرات رجال النظام الافذاذ وتوجيهات قادة الجبهة الفذه خسرنا جميع الاصدقاء ولم يبقى لنا صليح من الاشقاء الا من هو منبوز لايذيدنا التقرب منه الا بعدا من جميع دول العالم والتي ما من شك في اننا محتاجون للتعامل والتنسيق معها وتحول الشعار الي نقيضه تماما مما جعل اهل السودان مقلوبون على امرهم يدفعون الثمن غاليا نتيجة التخبط وسوء القصد وقصر النظر.
واضافة لكل ما تقدم فان النظام قد قام باكبر عملية تشريد تحدث في القرن العشرين شملت كل المرافق العامة والمؤسسات وطالت عشرات الالاف من الابرياء الاكفاء كما نفذ اكبر عملية احلال وابدال لعناصر الجبهة وسيطر بهم علي كل المواقع القيادية والحساسه في مرافق الدولة ومؤسسات القطاع العام , كل ذلك كان سببا في مضاعفة المعاناة القاتلة التي يعيشها ميسوري الحال من اهل السودان ناهيك عن المستضعفين من النساء والولدان حتي اصبح الموت جوعا امرا عاديا في كثير من مناطق السودان الغني المنكوب!!! واصبحت الحياة فيه مستحيلة الا بفضل الله وكرمه.
هذا ما كان علي الصعيد العام
أما علي الصعيد الخاص:
فان النظام العسكري الجبهجي الحالي قد قام باعتقالي لمد عامان إلا شهران من دون وجه حق او ابداء اي سبب او حتي مجرد تحقيق وهي اطول مدة قضاها مسؤول سياسي في الاعتقال وقد ظل وما زال يحجر علي حسابي المتواضع جدا في احد البنوك كما رفض السماح لي بالخروج من العاصمة للاشراف على مشروعنا الزراعي بمنطقة الكاملين كما حظر سفري الي الخارج للبحث عن وسيلة عيش كريم .
وبالرغم من اني على يقين تام من ان الجبهة الاسلامية القومية تحكم سيطرتها التامة على جهاز الامن وان قياداتها لن تتركني اتجول في شوارع الخرطوم مما اضطرها لتلفيق التهم وتدبير المكائد ونصب شراك المكر , وقد ثبت لمحكمتكم الموقرة بعض من مكايدهم ومصائدهم بشهادة شاهد من اهلهم وهو ما ورد علي لسان العميد حسن ضحوي نائب مدير جهاز امن السودان في يومية التحري بانهم كانو يمدوننا بارقام واعداد لصف الضباط ومواقع وهمية لا اساس لها في الواقع. اذا ماذا يبرر هذا المكر وهذه الدسيسه غير الايقاع بالابرياء في المصيدة حتي يتم التخلص منهم وكانهم قد نسو ان الله خير الماكرين!!
|