حاولت أن آخذحاولت أن آخذ مختار علي في مشاوير قصيرة، مشينا بطريق بيت " أداليا دانيال "التي فاجأتنا من أعلي صريف بيتها ..
_ يا مختار علي .. أنت وصاحبك تعالوا جوا وصديقكم ذاتو قاعد هنا في بيتي ، تعالو أشربوا ليكم مريسة وونسوا .
وقبلنا الدعوة الكريمة شاكرين فالدنيا صباح والمريسة خير ما يُسْتفتح ويُسطبح به وونسة الصباح هي مصيدة لحكايات الليلة السابقة ،هنا نسميها جريدة الصباح، فالمريسة تطلق الخيال اللذي بدوره يطلق اللسان، ينفتح القلب للقلب مباشرة،تهبط ملائكة الحكايات الرائعة في المجلس فتحلو .
كان يجلس علي "بنبر " كبير كشيخ أسطوري أتي من عصر دولة الفونج ، يجلس علي بنبر آخر قربه العجوز وهو أشهر مغني يستخدم "الأم كيكي" في الحلة والحلال المجاورة أيضاً أو بالأحري لم ير الساكنون مغني يستخدم "الأم كيكي" غيره، لم يسمعوا به مجرد سماع ،يبدو أنهما أنهيا فاصلاً ممتعاً من الأغنيات حيث أنهما الآن يتحدثان عن مناسبة أغنية
سبعة يوم عوضية بعيد
أبواللقني روداي بقنيص.
التقطت بقية كلام نطق به العجوز،
_ ناس الوازا هم أصحابها الحقيقين .. أنا جبتها من قيسان .. وسمعتهم يغنوها في قنيص والكرمك و في حي الزهور وفي يابوسي ... وكل حفلات الروصيرص .. لكن أنا أول زول يغنيها "بأم كي كي " .. "التفتَ" إليَّ صديقي قائلاً في انشراح
_ وين إنت ياولد ؟!
ضحكت ،وضحكت أدانيا دانيال، ضحك مختار علي ، ضحك هو ..
هنالك حكايات وأسرار كثيرة في الليلة الماضية .. يجب أن تحكي ... قلت له،
_ ظاهر عليك بقيت اسطورة من أساطير الحلة،
قال وقد عرف الموضوع،
_ الناس هنا يزيدوا الحاجة شوية موية
تظاهرت أداليا دانيال بإعداد المريسة والأم فت فت ..
لكنها بلا شك كانت تسمع عبر كل مسام جسدها ، هذه خصلة يتمتع بها الجميع في الحلة، حيث أن كل الجسد آذان والنظر أيضاً .. طالما أستطعت أن تشاهد شخصاً ما .. فإنك تسمع ما يهمس به ولو لنفسه.
قلت له قريبا من أذنيه
_ قالوا الصافية نجّمتك !!
ضحك وهو يشير برأسه إيجاباً بصورة متكررة ومثيرة للضحك،
_ حأحكي ليك بالليل .. إنت مُش بايت مع مختار علي ..
رد مختار علي،
_ وإنت برضو حتبيت معاي .. ولا لقيت ليك وكر؟!
قال مبتسماً،
_ كويس .. حابيت معاكم .
جاءت أداليا دانيال بالعسلية، المريسة والأم فت فت بالشطة الخضراء والفول المسحون ، قالت إن لديها "موليتة " إذا كنا نحبها ..
قال العجوز ..
_ أيوا .. أنا أحب الموليتة.
قلت لها ..
_ عندك "أبنقازي"؟!
قالت وهي تشير إلي الأم فتفت،
_ فيها ..
قدمت لنا أداليا الكؤوس الأولي بيدها الناعمة السوداء، تبدو الحناء علي أظافرها رقيقة وساحرة،
كان بمنزلها قليلاً من الجنقو، حيث سافر الجميع لقطع السمسم .. قال مختار علي وبصوته لذة نصر عميقة،
_ سماعين ود الكلب ما لقي جنقاوي واحد يمشي معاو ..
ودون أن يرد أو يعلق أحد ،أخذ العجوز يغني،
قيسان البعيدة
عندي فوقو الحبيبة .
ولأن كل أغنياته جماعية ويستحيل أدائها بدون كورس أخذنا نردد خلفه المقاطع التي تحتاج لكورس ، وليست تلك مهمة صعبة، حيث أن كل الأغاني معروفة، أما أنا وهو كغريبين فإن ترديد جملتين لحنيتين بهما كلمتين من العربي وخمس كلمات من الأنقسنا ليس بالشئ الصعب ولو أننا قد نشتر أحياناً .. إلا أننا نغني خلفه طالما ألسنتنا العسلية بجمالها ومذاقها الحلو ، في الحقيقة لا يوجد غرباء هنا في" الحلة "فبمجرد أن تنزلك عربة ما بالسوق، تصبح أحد أفراد الحلة المؤسسين، تعرف كل شئ بحمد الله ، رقصت أداليا دانيال بصدرها المملوء باللبن بصورة رائعة خلدت في ذهني للأبد .. تبرع أحد الجنقو من أصل أنقسنا باداء الإيقاع السريع بواسطة وعاء بلاستيكي يستخدم لتقديم المريسة ، عندما أنتهت الأغنية صفقنا جميعاً لأنفسنا ، حيث كانت من أداء الجميع ، رقصت أداليا دانيال عننا كلنا بصدرها الناهد .
وضعنا سريرين قرب قرب ، كان الضوء الباهت يأتينا من داخل القطية ، حكي لي عن أسرة الصافية كما طلبت منه ، الجدة ووالدها عبد الرازق ..
قال ، جاء والدها إلي هذا المكان بعد هروبه العجيب من سجن الحمرة وعلي رأسه" الفرو " وهو أول شخص في تاريخ الحبشة يهرب بالفرو .....
شربنا قهوة أعدتها لنا إحدي الجارات وناولتها لنا من علي" الصريف "مذكرة إيانا بأن اليوم هو يوم القديس "يوهنس" ، باركنا لها العيد ، ألحقت القهوة بصحف من "الأمبابا" وحلاوة الكرميلا ، شكرناها ، باركنا لها اليوم ، يوم القديس يوهنس .. قالت لي
_ ألم قشي تسلم عليك ..
سألتها بسرعة،
_ وين ألم قشي ؟!
قالت وبصوتها احتفالية جذلة ...
_ هي قاعدة معانا هنا .. عايز تشوفها ؟!
أصبحت ألم قشي هي الاسم الذي يلاحقني ، نحن متهمان هنا بأننا نمارس علاقة سرية ، أو نظن أنها سرية لأن للآخرين رأيٌ مختلف ، يقولون إننا سوف نتزوج في عيد الأضحي القادم ، أقل الأقوال تفاؤلاً بعلاقتنا هو أنني أحبها حباً عظيماً .
هي أيضاً متأكدة من مسألة حبي لها ، مثلها مثل الجميع إلا أنا ،لا أعرف شيئاً عن هذا الحب،كلما أعرفه أن ألم قشي تعمل في "بيت أدي " كامرأة مبيت، وأعجبت بقيم وأخلاق تخصها .. أو هكذا بدأ لي ... ثم سألت عنها في بيت أدي مرة أو مرتين ، ثم ألتقيت بها في بيت أدي مرة ثانية وكنا نجلس للقهوة والأم بابا وتبادلنا تعلم العربية والتجرنة ، وتعلم أنني كدت أن أبيت معها لولا أن " أدي " نفسها حالت دون ذلك ، قالوا إنني نمت مع أدي ، في حضنها بالذات هذا ما يصدقه الجميع و يعجز عن تأكيده الجميع وأشك في حدوثه أنا نفسي .
أدي بكل وضوحها كانت غامضة ، هنالك أسئلة كثيرة تدور عن علاقتها بالآخرين ، خاصة "ود أمونة " في الآونة الأخيرة بي أنا وود أمونة .
ألم قشي سيدة طويلة لها بشرة ذهبية ناعمة ، عيناها كبيرتان بالطريقة الحبشية حيث يحيط بهما ظل ثقيل يضيف عليهما سحراً يخص ساكني المناطق العالية المطيرة، فوق ذلك لم تكن بالسيدة الفاتنة فتنة ظاهرية صارخة، إلا أصبحت عاملة بار ناجحة بالحمرة، غندر أو أديس أببا ذاتها ، لكن مايبدو من فتنتها أبعدها _ كما تقول دائماً _ عن منافسة البارستات هنالك وقادها إلي الأراضي السودانية الجديدة، حيث شيع وعلم عن السودانيين حبهم للنساء الحبشيات وتفضيلهن علي نسائهم الوطنيات وسبب ذلك ثلاثة ، كما صافتني فيما بعد ألم قشي
_ الطهور والكرعين الرقاق وعدم الحنية .
قلت للجارة الطيبة .
_ قولي لألم قشي مبروك عيد القديس يوهنس وأنا حاجيها بعد شوية عندكم .
أصدرت صوتاً من باطن لسانها يعني في هذه الأنحاء " حسناً" ويعني _ فيما يعني _ القبول الحسن للإقتراح .
ساعدت مختار علي، علي الاستحمام ، ذلك لأول مرة منذ أكثر من أسبوعين تقريباً ، أي منذ أن أصيب، لم يقترب من الحمام حيث نصح بعدم الاقتراب من الماء حتي في الوضوء ، عليه بالتيمم، نصحه أفراد كثيرون أصيبوا فيما قبل بضربة الدم .
عندما فرغنا من الاستحمام وجدناه في إنتظارنا خارج القطية في الراكوبة مضجعاً علي عنقريب عجوز دون لحاف .
سأعترف هنا أن ألم قشي أحبتني، لكن في ظاهر الأمر أنا الذي كنت أغير عليها، لأنني طلبت منها أن تترك العمل مع أدي كامرأة مبيت ، تعمل طباخة في ميس شركة الاتصالات الجديدة،
_ عمل شريف .
قالت بغنج،
_ عملي مع أدي برضو عمل شريف .
قلت لها،
_ علي الأقل أنا شايفو غير شريف .
قالت بإصرار،
_ أنا شايفاه عكس كدا .. دا .. شغل .. العايز يدفع، وأنا بصراحة ما قاعدة استمتع اطلاقاً .. شغل يعني شغل ..... ثم أضافت،
_ العيب فيهو شنو . !!
كنت أعلم أن العيب فيه تربيتي أنا، القيم الخاصة بي كآخر أعيش في ظرف مختلف ونوع مختلف، ولا أظن الأمر له علاقة بالدين أو السلوك الشخصي، المسألة مسألة معرفة فحسب طالما كنا _ أنا وهي _ ندرك ان الخير والشر وكل الديانات من الله ..
جلسنا أنا ومختار علي نستمع إليه يحكي لنا كيف أن الصافية أرته نجوم النهار،
أستيقظ علي إثر نداء الصافية له ، كان قد نام علي الكرسي الذي تركته فيه ، دخل القطية الكبيرة، كانت شبه خالية من الاثاثات عدا سريران من خشب السنط، مفترشان بألحفة لم يتبين تفاصيلهما، كانت الاضاءة غير جيدة ،طلبت مني أن أجلس في السرير الآخر ، جلست ُ ، قالت له ..
_ عايز تعرف حكايتي مع ود فور ؟!
قال بدبلوماسية ليست من طبعه،
_ لوما يزعجك الموضوع دا ..
قالت وهي تأخذ نفساً طويلاً من الشيشة فتصدر صوتاً بائساً ..
_ كويس ... الخريف الفات كنت شغالة في مشروع زبيدي .. تعرف مشروع زبيدي ..!!
قبل ان تسمع إجابته واصلت ، كانت المرأة الوحيدة بين عشرين رجلاً من الجنقو وتستطيع أن تتذكر اليوم والشهر والساعة أيضاً ، أنا ووليد فور كان ماسكين مقاولة سوا في مشروع الزبيدي ، كانا يعملان كفريق واحد ، لاحظت أن ولد فور في الآونة الاخيرة يتقرب منها كثيرا، دائماً ما يضع نفسه في مجموعة العمل التي تضمها ، لاحظت أنه يتعمد الالتصاق بها،أيضا مداعبتها، بغريزة المرأة ، تلك الغريزة التي لا تخيب ، عرفت أنه يرغبها كامرأة ، عرفت أنها تريد ذلك ولأي مدي .. إنها لاترفضه إذا طلبها للزواج فهي ترغب في أن يكون لها أطفالاً وبيتاً ورجلاً، فوق ذلك، لها رغباتها التي يجب أن تُشبع ، لذا لم تدفعه عنها ،لم تستميله إليها ، تتركه يقوم بالدور كاملاً ، هي طريقة تجيد النساء تمريرها للرجل الغبي المتعجل العاشق الأعمي، هي صفات يشترك فيها الرجال كلهم قلت لنفسي،
_ يابت خلي المسألة علي الله .
بلع المسكين الطعم ، أطلق المبادرة تلو المبادرة إلي أن نفدت حيله الصغيرة المسكينة، التي أجادت الصافية إدعاء تجاهلها،
قال لي ، الدنيا ليل، لكن القمر أبيض في السماء كل شئ واضح ،
قال لي : يالصافية أرحكي معاي للحفيرة ..
- أنا ما قادر أنوم .. شايفة القمرة بيضة كيف .. أرح !!
تثاءب، شرب كوباً من الماء كان علي التربيزة قربه ، قفز علي تفاصيل:
كثيرة كثيرة كثيرة،كثيرة ..
تحدث عما رآه مهماً فقط ،قال إنها أصرت علي أن تحكي:
تفاصيل تفاصيل تفاصيل تفاصيل تفاصيل، ما حدث بينها وولد فور ربما يكون الشخص الوحيد في الدنيا سوف يفهم أنها لم تحكها لأى كن من قبل ، لأنه مامن أحدٍ طلب منها ذلك ، اكتفي الجميع بالإشاعة،
_ أنا تعبت .. تعبت من الحكاية دى .. عليك الله أسمعها كلها ...
غرقت في: التفاصيل التفاصيل التفاصيل التفاصيل .
قلنا له ..
_ اختصر .
قال، قالت له، مشينا الحفيرة ، طلعنا فوق " الدولة "
كان ذلك المكان الوحيد الذي لم يكن به عشب الخريف ،هي تخاف من الثعابين حصراً ، ولا تخاف شيئاً آخر ، طمأنها بأنه يمتلك ضامن عشرة مُجَرب وأراها إياه مربوطاً بصورة محكمة علي ضراعه اليسار سوياً مع سكينته ، فرشا برشاً صغيراً أتيا به ، قالت لي فجأة ... وقد علا شهيقها وزفيرها،
_ قام جاري ..
_ منو ..
_ وليد فور ..
_ جري من شنو ..
جري مني ... مني أنا ... جري ولد فور !!!
ثم هدأت قليلاً وهي تقول،
_ أيوا ، كنت عايزاه وبدأنا كل شئ .. في الحقيقة كنت في حالة قريبة من الغيبوبة .. كنت في غيبوبة لكنه فجأة قام جاري .. جري زي المجنون .. جري مني ...
أحسست أنها لا تستطيع أن تشرح أكثر من ذلك، ومن الأحسن ألا أطالبها أو أجبرها علي الحكي، أحسست بالشفقة تجاهها ، قررت في الحال أن أضاجعها، ذلك لما توصلت إليه من تحليل سريع لحالتها وهو أنها تفتقد الرجل في حياتها ، الذين يحيطون بها لم يعرفوا المرأة فيها _ ما عدا ود فور _ لم ينتبهوا الي الانسانة البائسة ، ولا يفهموا شيئاً عن حاجاتها الحقيقية : باختصار كانوا يعاملونها كرجلٍ آخر في ثياب امرأة . لا أكثر .
صدمت بالحقيقة الأولي وهي أن رائحة جسدها لا تطاق ، قالت صراحة،
_ ما عندي وقت لنفسي ..
قامت _ لأجلي _ بمسح جسدها بالماء مستخدمة جزءً من ثوبها ، كانت لاترتدي شيئاً تحت فستانها ، هذه فضيلة لأنني لا أطيق رؤية ملابس المرأة الداخلية متسخة أو ممزقة ،لأنني حينها أصاب بالعجز الجنسي التام ، كانت تحتفظ بعطر نسائي بلدي الصنع " خمرة " في القوقو لم تستخدمه من قبل _ لأجلي _ أخذت تدلك أطرافها به ، كان عطراً قوياً جداً و تافهاً لم يرق لنفسي اطلاقاً .. الأمر لا يحتاج إلي كل هذا المجهود من جانبها هذه الاحتفالية، لأن الفكرة بسيطة: سوف أحاول الجسد إلي أن يستجيب ، وتصل ذروة نشوتها وينتهي كل شئ هذا في ظني ما تحتاج الصافية له ، وأحتاج إليه أنا لأقنع نفسي بأنني قدمت لها عملاً أنسانياً كبيراً بل ونادراً ، فعلاً حُرمت منه طوال حياتها ، وأتمني أن أكون مخطئاً في هذه الفذلكة ، اقترحتْ اقتراحاً آخر وهو أن يتركها تستحم حماما كاملاً ، وقوبل هذا الاقتراح بالرفض من جانبه ،
_ الموضوع ما يستحق ... قال لنفسه فقط ...
قامت أغلقت الباب بصورة جيدة ، ربما خافت أن أهرب ، ولو أنني رفضت الفكرة ، إلا أن ذلك حدث بعد فوات الأوان ...
اقترحت هي أيضاً اقتراحاً آخر ، وهي أن تبقي الاضاءة الضعيفة باقية .... وافقت ..
ثم طرحت عليَّ بسرعة مجموعة من الاجراءات التي لم يكن هنالك داعٍ لطرحها في هذا الوقت بالذات كلما أرجوه أن ينتهي هذا الأمر بأسرع ما يمكن ...
المفاجأة الأخيرة التي لولا قوة عودي وعزيمتي وصبري علي المكروه لكانت القاتلة ، ليس بالسهل أن أصف لكما ما شاهدت ، ولا يمكن لشخص أن يتخيل ذلك مجرد تخيل ، بل لايمكن أن يخطر ببال شيطان ... إذا كان للشيطان بال ، قالت بصوت حزين،
_ منذ أن ولدت الي اليوم ما قطعت شعرة واحدة .. ما كان عندي وقت لعمل شئ كنت دايماً مشغولة .. ولكن حافضي نفسي بعد دا .. حاخلي وقت لنفسي الدنيا ما بتنلحق ..
قلت لنفسي الموضوع ما بيستحق ....
كنت مصمماً أن أجعلها تدخل تجربة جديدة مثيرة في حياتها ، تجربة لا تنسي ، بما يساوى نقطة تحول ... قالت ..
_ قاعدة انظفو ا .. وأسرحو بالمشط مرتين في اليوم علي الأقل .
حكي لنلا بتفصيل ممل ، في الحقيقة ليس مملاً بل مؤذياً جداً وضاراً ، ثم أقسم وأقسم وقال ،
_ الصافية انقلبت مرفعين ..
قلنا معاً وبصوت واحد ..
_ كيف ..
اللحظة الختيت فيها يدي وبديت أداعبها في أضانها .. بدا الصوف يقوم في جلدها ... صوف عديل زي صوف الحمار .. صوف أسود وخشن ، كان ينمو بسرعة رهيبة وأخذت ملامح وجهها تتغير ، كانت تصدر صوتاً غليظاً ، ثم أنقضت علي كما لو كانت أسداً ضارياً وأنا فريسة بائسة جريحة ،
لا أدري كيف تمكنت من الهرب ، عبر الباب أم الشباك أم أنني أخترقت سياج القطية ... لا أدري .. وجدت نفسي خارج بيت أدي، خارج الحلة كلها : في لحظات قلائل .
***
|