الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > بركة ساكن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-02-2010, 06:31 AM   #[1]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي السقوطُ البهي..


بقدر الصمت الذي تعرفينه، لبست البنت ضفيرة شعر مشاكسة على عجل. النساء فاكهة الليل يحتمين باللغة والاستعارات من شبح الموت. يقشرن لي البرتقال ويطعمنه للسلاحف الكسولة وهن يقرأن الكمسترا في المقاهي على جادة الطريق للمارة ولي. أنا لا أفهم في رؤية يوحنا أكثر مما وعيته من رسالة الغفران ومنامات الوهراني والكوميديا الإلهية كل ما يحاول أن يشوه علاقتي بالله، يتعذر عليّ فهمه. حتى النساء. فاكهة الليل. حينما يتوقفن عن الكلام. فإنهن يقلن كل ما هو أكثر روعة. لم أره. لم يكلمني. لم يرسل إلى رسلاً. ولا ملائكة ولا كتاباً. لا شجراً ولم يهدني نجداً وأحداً.. ولكنني لسوء تقدير مني. لم اقرأ. لقد ظل كل شئ على ما هو عليه. هذا سر الحب الذي يربطني به. ليس الخوف. ليست التقوى. ولست طمعان في الجنة. وهواؤها أنقى مما احتمل. ولست راغباً في النار. أحرقت بها مراراً. لا يعيبها شئ سوى الدفء..
كل شئ ظلّ كما هو.
لست تقياً. لست نقياً. طمعاً ولا أعرف شيئاً من العلم يقوى حجتي ويمهجني. مثلي ذرة من الغبار عالقة بما لا مكان. بغير أحداثيات ولا تاريخ ولا زمن ولا مستقبل..
بهذا القدر من الإيمان. ظل كل شئ كما هو. وحدها عدم الطمأنينة سيدة الموقف. هي الأجمل وهي التي أعطت معنى لهذا القلق النبيل الذي يهدم فيّ البيوت المتصدعة بفعل الطوفان وحركة ما يبدو ثابتاً للسائحين. وحده الحب ينجيك من المهزلة وادعاء أن الأشياء هي الأشياء..
سوف لن تنجو..
لا الحب ولا الجهل والسهر. لا الشعر كلا. سوف تسقط في الفخ بألف اسم وعنوان..
سوف يسقطون
سيسقطون
صغير هو الكون. إني اختنق الآن. أريد أن أطل برأسي إلى الخارج. أبحث عن كوة ولو بحجم أنف وأحدة. بحجم مليار أنف. إني اختنق الآن. تحاصرني النجوم والشموس والأقمار والمذنبات تخر . ما أضيق الكون يا حبيبتي..
سوف يسقط بعد قليل. دعي الأطفال يذهبون في النوم. تهدأ الفئران قليلاً. ويسكت النعاس عازف الطبل والمغني وتيار الكهرباء. دعي الريح تسأل النوس الخجول...
من أجملهن حُباً
من أجملهن حُباً..
التقينا أول مرة. هي ذاتها التي عرفتنا فيها الحية بالسبيل إلى الأرض: اللذة التي هي أعظم من الُخلد
وقلت لي حينها
ـ قد نمل الخلود..
ودفعتِ في فمي قبلة كبيرة من ثمر الزقوم
فشاهدتُ
شاهدتِ..
ضحكت الحية الجميلة. تُشيعُنَا نحو الأرض. لقد استجاب الرب لدعاء الجسد..
نحمدك سبحانك على هذه اللعنة اللذيذة. على هذا السقوط البهي..
التقينا أول ما التقينا على طريق وعرة وكنت نور عيني..
)لقد فقأ عينيّ أوديب ظاناً أنهما عينيه..(
وكنت ـ وما زلت ـ نبض قلبي..
)كنت ومحمود محمد طه على مشنقة وأحدة(..
حبيبتي.
لا يلام الجسد عندما يفعل عمل الجسد.. ولا تلام الروح إذ تعشق..
من يستغرب الريح إذا هبت؟!



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:52 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.