دكتور يس النعيم ودكتور الغالي وسودان الروعة
قبل عشرة سنوات تواصلت مع الصحفي تاج السر حسين. السبب كان تعدي البعض,بسبب مجادلات كروية . كنت اطالب الاخ التاج ان لايدخل في مها,ترات , لانها لا تنتهى. كما كنت
اذكره بروعه اهل السودان. واننا سنتلاقي في امدرمان .
قبل ايام تداخل الرائع د يس النعيم في الفيسبوك وتذكرت تفانيه في العمل, وحبه الصادق للسودان نزاهته وتالمه عندما سرق الجبهجيه الشركة .
قبل سنتين كنت في برلين وقابلت الدكتورالغالي وكان قد ترك السودان، والكيزان قد سرقوا جهده كما سرقوا كل السودان. د الغالي انتقل الى جوار ربه. لم يمد يده لما ليس له. وادين له بان علمني ان افكر في مصلحة السودان قبل مصلحتي الشخصية.
هذه مداخله لها عشرة سنوات
__________________________________________________ __
و د اخوي تاج السر
في امدرمان قالوا المطر الشديد ما بكسرالبيوت لكن الشكشاكه و النقناقه هي البتكسر لانو البيت بشرب و بيقع . المهاترات والمناكشات ما كويسه. قديما قلت لمن اراد ان يتعرض لي بالشتم و التجريح ، اتفضلوا. وممكن ادي اي زول شهاده بانو ابوي كان بقرطس و امي بتصفي و انا بقطع مفاحض فيالترماج و مدور نوامه في المولد .
و انا ملم باغلب عيوبي . و اذا كان هنالك منيريد ان يكرمني و يكشف لي عيوب جديده فله الشكر . و اغلب الذين دخلت معهم في معاركصاروا اصدقائي ، لان المعارك تنتهي اما المهاترات فلا تنتهي و نقاش الكوره اصلا مابوصل لقناعه .
قبل تمانيه او تسعه سنين و انا حايم في البلد و الجيب ما فيهوتعريفه . قابلت الاخت ناديه جفون و معها شقيقتها و سيده اخري زوجة صديق عزيز وناديه وقتها كانت القنصله في استوكهولم . و كانوا يودون الذهاب الي بلدة اسكانيرالساحليه الجميله و هي اخر نقطه في جنوب السويد . و فجاه اشاهد احمد التركي . و كنتقد صفعته قبلها بمده و عندما تدخل صديقنا المشترك اليوغسلافي نميت اعتذرت له و صرنااصدقاء . و طلبت من احمد ان يسلفني بعض المال فاعطاني كرته و الرقم السري و ذهببدون ان يقول كلمه واحده . و البارحه قابلت احمد و كلما اراه نسعد بمقابلة بعضنا .
فابعد يا ود اخوي من المهاترات و لا تستجيب للاستفزاز .
الرجوع للسودانلازم ، و السبب في اننا لا نزال نعيش و نتنفس هو اننا نفكر دواما في البشر الرائعينفي السودان . فبجانب الاحباطات هنالك بشر رائعون .
في سنة 1977 كنت امثل شركهدنماركيه اسمها كو في اندرسون و ذهبت للسودان لشراء البصل المجفف من المؤسسهالغذائيه و مكاتبهم جنوب حدائق الحيوان . و عندما عرفت ان المدير العام هو الغاليمحمد سليمان الغالي جارنا في امدرمان و صديق اهلي الكبار و يعرفوه تحببا بي ود امالغالي لان امه في الحي معروفه بي ام الغالي . و كانت اخر مره نتقابل فيها في يومالسبت 10/9/1970 في شارع تحت ظلال الزيزفون في برلين الشرقيه بصحبة ابراهيم مجذوبمالك و الدكتور سهل خالد موسي .
طلبت من الغالي ان يبيعنا كل محصول البصل منمصنع اروما ، فرفض قائلا انه لا يريد ان يربط نفسه بمشتري واحد او بلد واحد . و هذهمشكلة الصمغ العربي و الحبوب الزيتيه و القطن قديما . لان المشتري الوحيد يتحكمفيهم . و ان نائبه قد وقع عقدا مع الشركه الهولنديه فاندورن و هي جزء من مجموعةالبض و كان يبيعهم الستمائه طن و هي انتاج السودان الكامل. و لهذا منع الغالي دخولاي ورقه لنائبه لمدة سنه كامله . و ان الانتاج في تلك السنه كان اربعمائه طن فقط ويمكن ان يبيعني مائه طن اذا اعطيته سعرا جيدا حتي يضطر الهولنديين لرفع اسعارهم .
في العاده يدفعون للمشتري اثنين في المائه من قيمة العقد كتخفيض . فاقترحت عليهان يبيعني كل الكميه و انا متنازل عن الاثنين في المائه زائدا نصف مارك عن كل كيلو . و عندما رددت الامر عدة مرات سألني الغالي ( قصدك شنو ؟ ) . و عندما لمحت انهيمكن ان يتصرف فيها كما يشاء . انتصب واقفا بقامته الطويله قائلا ( انا مافي راجلابن راجل بقول لي الكلام ده ، انا بفكر في صالح البلد . انت ليه ما تفكر في صالحبلدك يا شوقي. الهولنديين ديل بسرقونا ، بشتروا الكيلو بي اتنين و نص مارك . خواجاتك ديل بكون مدينك حد اعلي . انت وريني عشان البلد تستفيد .)
و امام رجليرفض 200 الف مارك لم يكن امامي الا ان اشعر بالخجل و وضحت له ان السعر هو تلاتهمارك و خمسه و سبعين في المائه .
و بعد توقيع العقد قال لي الغالي بان المديرالهولندي لم يصدق الي ان اراه الغالي خطاب الاعتماد و صار يزرع المكتب جيئه و ذهاباو يتحث بالالمانيه مع الغالي التي كان يرفض التحدث بها في العاده لان الهولنديينيكرهون الالمان عادة .
لم اقابل الغالي منذ السبعينات و هنالك من يظن ان الغاليبليد لان تلك الفلوس كانت وقتها تكفي لشراء عدة منازل فاخره . و لكن الغالي عاشكرجل شريف و سيموت كرجل اشرف . و بعدها صرت انا افكر في البلد و مصلحة السودان .
في الثمانينات وقع السودان عقد مع شركة الفا لفال السويديه المتخصصه في الالبانو الجلكوز و النشاء و الماكولات وا قاموا مصنع الالبان في كوكو . و كان هناك مصنعالباقير الذي انشاه الدنماركيين و الذي كلف ستين مليون دولار و لم ينتج اي شئ . الاان مصنع كوكو كان يسير بطريقه جيده و مدير المصنع كان د. يس النعيم و معه زميلالدراسه في براغ الدكتور الزراعي الاخ حضري . و في احد اجتماعاتهم اتصل بي دكتورحضري و دكتور حسن البكري الكيلاني . و اثناء زيارتهم لمكتبي عرفت انهم يبتاعون كلشئ عن طريق شركة الفا لفال لانهم شركاء في المصنع بنسبة 25 % . الا ان اسعار الحليبالمجفف و المعدات و مرتبات السويديين عاليه جدا .
فوضحت لهم ان الفا لفال لمتدفع مليما للدخول كشريك فلقد اخذوا مبلغ 12.5 % من مؤسسة مساعدة التصدير السويديهو رفعوا السعر بعد تقديم رشوه لمؤسسة التنميه السودانيه للاخ (ع.ح) الذي يسكن فيفريق السوق في امدرمان ( من دقنو فتلو ) . و ان بيرسون السويدي الذي يتقاضي مبلغ 5الف دولار شهريا و4 الف جنيه سوداني تساوي وقتها 800 دولار ليس اكثر من عامل عادي . و يسكن خارج مالمو . و بعد سنتين من العمل اشتري منزل فاخر جدا في ضاحية ستافنستورب . و المدير كرونبرق اشتري منزلا في افخر منطقه في مالمو . بعد ان تقاسمالعموله مع الوكيل السوداني . و له عموله في كل ما يشتري للسودان . و كانوا علي وشكشراء شاحنات مارسيدس بفناطيس و عدادات لنقل الحليب .
فاقترحت عليهم شراء فناطيستثبت علي شاحنات عاديه ثم توضع علي الارض بعد حلبة الصباح و تستعمل الشاحنات بقيةاليوم في العمل العادي مما يوفر مبالغ طائله و تعهدت بان اعرفهم بشركات تنتج الحليبالمجفف. و اقترحت التخلص من بيرسون السويدي الذي لا يتكلم سوي كلمات بسيطهبالانجليزيه . و كانت تربطه صداقه بالسويديين الذين عملوا معي في السودان .
عندما رجع يس النعيم بعد سنه للاجتماع السنوي . كان قد وظف مهندسا سودانيا و هوشاب لطيف قابلته عدة مرات بمرتب 1300 جنيه سوداني و بدون اي مخصصات و يعني اقل من 300 دولار بالرغم من احتجاج الاخ (ع.ح) الذي كان يستخدم منزل السويدي لمغامراتهالعاطفيه و السويدي كان يقطر خمره في المصنع يحبها الاخ (ع.ح) .
الاخ يس كانيقول مندهشا ( اسعار الحليب دي رخيصه جدا و اسعار الفناطيس الدنماركيه كانت رخيصهلدرجه عدم التصديق ) فوضحت له بانني قد سالت عنه و انه رفض ان يشتري شقيقه الكراتينالفارغه من المصنع بدون عطاء . و لانني قد اخطات من قبل و لقد اقام عثرتي دكتورالغالي لذا فقد ضغطت علي الدينماركيين و اتيتهم باحسن الاسعار . و دبرت لهم الحليبالفرنسي بدون عمولات و بدون وسيط .
و انا في وسط المدينه احسست برجل ينظر الي وعندما نظرت اليه كان هو كرونبرق يهز راسه متألما . فغسلته بنظره بارده و ذهب كل منافي طريقه . هنالك كثير من السودانيين الرائعين و سارجع لاقابل صديقي المكنيكي عثمانود المكه قبل ان يفرقنا الموت .
عندما تأخرت في البناء في المنطقه الصناعيه بحريشرق مصنع النسيج الياباني كان السبب ان هناك بير ارتوازيه داخل قطعة الارض و اعمدةكهرباء و بعد ملاواه شديده مع ناس الكهرباء و المياه الجوفيه حلت المشكله بتلجينالبير ، و تحويل العواميد الا ان شقيقي الشنقيطي رحمة الله عليه و الذي يعمل فيالمؤسسه العامه في الاستثمار قام بتغريمي غرامه ضخمه بالرغم من احتجاج زملائه .
و عندما توفي العم خضر رحمة الله الياس( والد الموسيقارعبد اللطيف خضر الحاوي و حسين ) في سنة 1984 كان السكر معدوما . فطلبت من الشنقطي ان يوفر بعض السكر فوعد بتوفيرجوال . و ذهب مع السائق ، و رجع بدون سكر و عرفت من السائق انهم ذهبوا لصاحب مصنعطحنيه . الذي وضع جوالين من السكر في حقيبة السياره فقال الشنقيطي انه يريد جوالاواحدا فقط. و عندما رفض صاحب المصنع ان ياخذ ثمن السكر لان الشنقيطي قد وفر لهمعشرين الف جنيه و عمل لهم دراسة جدوي مجانيه . كان رد الشنقيطي ( يعني عاوز ترشيني ! نزل سكرك ده و ما تتكلم معاي تاني ) . و حتي عندما اقترح صاحب المصنع ان يدفعالشنقيطي ثمن السكر رفض الشنقيطي قائلا ( ما دام كلامك زي ده ، ما حاشيل سكرك ) .
في بداية الستينات كان عثمان يعمل في النقل المكنيكي في الورشه(ج) مع يوسفعبدالعاطي و قدوم زعلان و جردقه الذي كان حلاقا في بحري كذلك . عثمان كان في الدرجهالتانيه مرتبه 14 جنيه و 45 قرش . يعطي والدته 4 جنيه و بالعشره جنيه و لانه لايدخن و لا يشرب يبدو دائما انيقا مهندما و له حساب عند ترزي المورده عبدالمحمودابوصالح . و لان ابن عمي الرباطابي بدر الدين احمد الحاج و الذي كان يسكن معنا لانوالده يعمل كمساعد حكيم في بخت الرضا كان يريد ان يقتني بناطلين لاول مره في حياتهفقد اخذه عثمان لعبد المحمود و فصل بنطلونين بمبلغ 9 جنيه و تعهد بدر الدين بدفعجنيه كل شهر . الا انني لاحظت ان بدرالدين لم يظهر اي تقشف بعد شراء البناطلينفسالت صديقي عثمان اذا كان بدر الدين يدفع شهريا . فاكد لي عثمان انه يدفع بانتظام . و بعد زمن عرفت بالصدفه ان بدر الدين لم يكن يدفع . و عندما واجت عثمان كان رده (طيب مالو ياخ ما اخوي !).
و في اثناء كتابتنا لهذا الموضوع ياتي ابني عثمانليريني احد اسنانه التي سقطت .
عشان كده يا ود اخوي ما بننسي السودان . الست اناالقائل
في امدر ربينا و ما حملنا مهين
في بلد الترك فريقنا و مربط خيولناالحين
ما بننسي الاهل و لي جودنا مافي حدود
رسل عجم و يهود ما بتلقي بابمسدود
كل البدق الباب بنقابلو بي ترحاب
العندنا بندي حتي اللكان ويكاب
شوقي