عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2006, 11:56 AM   #[4]
wadosman
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=right]عثمان حسين : فنان الشجــن [/align]
[align=right]جاء إبداع هذا الفنان العملاق في دورة زمانية هامة في حياة المجتمع السوداني وهي الدورة التي تشكلت فيها الرومانسية بكل أبعادها ومفرداتها الابداعية في الأدب والفنون بقيادة كوكبة من الشعراء والفنانين والأدباء الكبار المشهود لهم والذين كان لهم الفضل في تأسيس المنتديات الفنية والصوالين الثقافية العالية المستوى مستفيدين من حيوية الاقة الابداعية النقية والثرة التي سادت كل المنطقة العربية في ذلك الزمان وقد انعكس أثر تلك المنتديات والصواين على الملتقى السوداني والذي تميز في تلك الفترة بشفافية عالية مساهماً حقيقياً في مجمل العملية الثقافية بديناميكية متحركة في كل الاتجاهات الابداعية بمختلف مدارسها الفنية.
جاء عثمان حسين في ذلك الزمان الجميل مع تلك الكوكبة الرائعة من القامات السامقة ليصبح رقماً مهماً في خارطة الابداع الموسيقي بالسودان.
لقد انتج هذا المبدع اعمالاً متميزة -كلمة- ولحناً واداءً. استطاعت تلك الأعمال أن تؤثر تأثيراً مباشراً في وجدان المتلقي السوداني حتى صارت مفردات أغنياته متداولة بين الناس.
لقد جاء أسلوبه الفني ميلاداً لهجين ثقافي وفني جمع بين رهافة حس مجتمع الشايقية ذي الطاقة المتقدة وبالحس الصوفي الذي تأثر به معظم الفنانين في تلك الفترة اضافة الى تراث شمال السودان الموغل في القدم والذي غذته روافد وتيارات ثقافية متنوعة -لذلك التميز ليقود به حركة تجديدية في موسيقاه وأسس بذلك مدرسة متفردة في التأليف الغنائي والموسيقي.
خصائص اسلوبه وموسيقاه
- تميز اسلوبه بتأليف العبارات الشعرية كاملة بخلاف ما كان سائداً في ذلك الوقت حيث كان التلحين للكلمة والحرف ومن أمثلة ذلك «عاهدتني انك تكون مخلص في حبي» «لمتين يلازمك في هواه مر الشجن».
- من أهم الملاحظات في اسلوبه التأليفي يعتبر عثمان حسين من كبار رواد الموسيقى العربية. فقد عرفنا محمد عبدالوهاب كملحن للأغاني وللمقطوعات الموسيقية مثل النيل الخالد وغيرها الا ان الفنان عثمان حسين اكتفى بإدخال افكاره الموسيقية في مقدمات أغنياته.
- ايضاً نلاحظ اهتمامه بالتوزيع الموسيقي في كل قطع من مقاطع أغنياته.
- تميز اسلوبه ايضاً بالأزمات الموسيقية غير التقليدية مع تعدد الايقاعات في العمل الواحد كما اهتم بنظام الحركات «الكوبليهات».
- من أكثر الفنانين الذين اهتموا بالأداء التعبيري الدرامي الذي يعطي العمل الفني حيوية مستمرة ومتصلة دون انقطاع أو توقف.
- مزج في أعماله بين الأسلوبين التقليدي والتجديدي في موازنة لحنية وادائية دقيقة في وقت كان ينظر فيه للتحديث بمثابة الخروج عن المنهج وبذلك كان شجاعاً في ريادته لهذا الأسلوب ليشكل بذلك حلقة تواصل بينه وبين الاجيال الجديدة.
- وتميز بالمقدمات الموسيقية الطويلة والتي كانت نادرة في التأليف الغنائي في فترة الستينات وكانت مقدماته تتميز بالحوار بين مختلف الآلات الموسيقية ولها مقدمة وبداية ووسط وختام في تسلسل لحني منسق ومتوازن.
- تميز بتحرك الصوت في مختلف الطبقات والأوضاع اللحنية وبصورة سليمة ومعبرة.
شكل الفنان عثمان حسين ثنائية ناجحة مع بعض الشعراء كان نتاجها ذلك الابداع الرائع في نصوص شعرية حملت فلسفة وروح العصر وطاقته الابداعية وعبرت عن هموم طموحات المواطن وقضاياه الاجتماعية والعاطفية الملتهبة بالحنين والحب والمشاعر النبيلة وبرزت من ضمن تلك الأعمال قضية «الحبيبة والوطن» مع الشاعر حسين بازرعة «كل طاير مرتحل عبر البحر - قاصد الأهل حلمتو أشواقي الدفيقة».
نماذج من أعماله:
قدم درة شاعرنا التجاني يوسف بشير في محرب النيل وتعتبر من ابرز الأغنيات الوطنية من حيث الكلمة واللحن والأداء والتنفيذ الموسيقي الدرامي التصويري وهي نفس الخواص التي عالج بها أغنيته الفراش الحائر للشاعر قرشي محمد حسن وتعتبر هاتان الأغنيتان عندما الفتا في فترة الستينات من القرن الماضي نقطة تحول هامة في أسلوب التأليف الموسيقي القائم على منهجية معرفية بتأسيس التأليف ثم جاءت أغنيات شجن وقصتنا وأنا والنجم والمسا والوكر المهجور والتي أكدت عبقريته الموسيقية وفلسفته الخاصة في ابراز قدراته اللحنية وخياله الموسيقي الواسع. كما أبرزت تلك الأعمال تذوقه العالي لقصائده الشعرية من خلال احتكاكه بصفوة المثقفين والشعراء والادباء من أساطين الثقافة السودانية في عصرها الذهبي.

منقوووووووووول

[/align]



wadosman غير متصل   رد مع اقتباس