وصلت قبلك ببضع دقائق ,, جاءني النادل فهاجمتني رغبة قوية في ان ادعوه للجلوس
واحكي له عنك طويلا ثم ابكي حد الارتواء .. لكنني اكتفيت بأن اصرفه بحجة انتظاري إياك ,, وأكابد حبس دموعي حتى أتيت..
خانتني قواي فلم أتمكن من الوقوف لمصافحتك ,, تكالب الأرق والحزن والقلق على خلاياي ,,
تخثر في أوردتي وافسد عمل أعضائي وتماسك أنسجتي ,,
وبحجم الفجيعة كانت فرحتي برؤياك ,, بدوت لي مختلفا .ورغم آثار الإرهاق الظاهرة على
وجهك .. كنت مشرقا كملاك ,,
وابتسمت برغم معاناتي ,, بفرح حقيقي قادم من عمق سحيق ,, وأدركت أنني أمر بذات
الحالة الحرجة من الفرح كلما التقيتك
لكن ضجيج العالم من حولي كان يمنعني من ادراك غايه فرحي المتألق فيك,,
كفك كانت باردة على عكس ما اعتدتها وروحي كانت ككتلة من الجليد ,, اذا هكذا تكون
الصباحات الشتوية من بعدك ,, وهكذا ستبقى الى حين القاك ,,
بكيت بين يديك انا التي احافظ على أدمعي كحفاظ الاخرين على الدماء ,, واخجل من ضعفي
اذا ما غافلتني وانفرطت من بين سياج تماسكي على حين غرة ,, ابكي الان كطفلة موجوعة
بين يديك ,,شعرت بأنك تقاوم رغبة عنيفة في ان تمد اصابعك لتجفف دمعي وتحتضن
رأسي بين كفيك ,,لكن عينيك كانتا ملجئي وكساني دفئهما كما لو كنت ابكي بين ذراعيك.
احترت بعد ان أودعتك رعاية الله وانسلت اصابعي من كفك في المكان الذي سيحتملني من بعدك
فلكم ضاقت بي الأرض وما عليها ولكم تضاءلت الموجودات في عيني فما عدت ارى في الكون
غيرك ,,تمضي وتتركني في ذالك العمق السحيق ...
عجزت عن العودة الى البيت وخفت ان اختلي بعنف حزني وجنون افكاري في هذه المرحلة
الخطرة من الاسى ,, فتوجهت الى المكتبة حيث يمكنني ان اخالط الناس دون ان احتاج
الى الحديث الى احد أو ابرر حالتي المأسوف عليها ودون ان تلاحقني الاسئلة الفضولية
او التعليقات الخاوية من المعنى
فتحت كتبي فاذا بوجهك يطل كما رأيتك مشرقا مع بعض خطوط التعب ,,
ثبت سماعتي بجهاز الحاسوب فاذا بصوتك ينبعث منها يبثني شهد الكلام ,,
وتهت في عوالم اخرى تتطاول تحت ظلك
وانت فيها الماء والهواء والارض والسماء ,,,وما عدت اعلم ان كنت اهرب منك أو اليك ,,
|