عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2012, 05:37 PM   #[7]
مواهب عبد العزيز نقد الله
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل عسوم مشاهدة المشاركة
التُفّاح...
هذه الفاكهة المشتهاة...
لعلها قد تنأى عن واقع العديد منّا في هذا السودان الذي يغلب (دومه ونبقه) على تفاحه وعنبه...
وان نسيت فلن انس طُرفة حكاها لي صديقي الزين أحمد خير الله يديهو العافية...
قال:
كانت الحصة قواعد وأستاذنا المعروف بسخريته منكبٌّ على كتاب النحو الواضح يقرأ...
وعندما مرّ على ذكر التفاح ومعه رصفائه من الكرزوالرمان والمشمش رفع رأسه وأشار الينا بيده بعد أن (سند) نضارته المتحكرة على ارنبة أنفه الضخم وقال:
-طبعا الحاجات دي ما أظنكم تشوفوها الاّ في الجنة...ثم انكبّ مرة أخرى على الكتاب يقرا معيدا (اجلاس) نظارته على ارنبة أنفه ذاك.
أما حالي فقد كان أفضل من حال صديقي الزين ...
اذ أعتاد الوالد رحمه الله بأن يأتِ لنا شيئا من ذلك التفاح الذي كان يجلبه بعض الأطباء الانجليز والمصريين العاملين في مستشفى كسلا العام...
فنشأت محبا للتفاح...
ولا أكتمكم بأني لم أزل أمووووت في عصير التفاح...
وبالمناسبة...
لقد أكتشفت عصيرا سودانيا (مية في المية) يشبه في قوامه وطعمه عصير التفاح...
جيبو أضانكم جاي:
انه عصير الكركدي الأبيض!
والكركدي يكون ابيضا قبيل مرحلة النضج واتشاحه باللون الأحمر القاني...
ويباع بسعر أعلى من سعر الكركديه الأحمر...
فقط عليكم أضافة قليل من عصير التمرهندي عليه ...وبالعدم بعضا من الحلو مر...
وذلك لاكساب العصير (دُكنة) ليتحول لونه من اللون الزيتي فيكون أقرب الى لون وطعم عصير التفاح الحقيقي
...
نعود للتفاح...
لقد كان لحبي للتفاح بصمة واضحة على ثقافتي السودانية!
فالمعلوم –بالضرورة-أننا جُلُّنا -ان لم نكن كلنا- مالكية المذهب و(نوكياب) الثقافة الهاتفية...
لكنني خالفت قومي في الشق الثاني...
وذلك عندما تسلمت من الشركة التي أعمل بها جهاز موبايل (آي فون) من صنع شركة أبل ماكنتوش...
والسبب في ذلك أن شركة (دريقر) الألمانية التي تمثلها الشركة التي أعمل بها في السوق السعودي قد ضمنت ذاك الآي فون برنامجا لتشغيل أجهزة خاصة ب ال(gas detection systems)
موبايل أنيق يعمل باللمس تعلوه (تفاحة مقرومة)...
لا أدري...
أكان اعجابي بتقنية الموبايل أكثر أم اعجابي بالتفاحة...
لكن ما أدريه هو أنني لم أعد (نوكيابي) كبقية قومي...
فتوطدت علاقتي بمنتجات (أبل)...
وشرعت أتابع أصدارات هواتفهم النقالة الى أن وصلت الى الأصدار الأخير الذي أضافت اليه الشركة حرف (أس) تخليدا لصاحبها الذي رحل عن الدنيا قبل عام وبضعة اشهر بعد صراع مرير مع السرطان...
انه الملياردير استيف جوبز
وهو أمريكي من اب سوري اسمه عبدالفتاح جون جندلي وأم أوربية التقيا في ولاية كاليفورنيا فأنجباه هو وشقيقته الروائية الأمريكية الشهيرة منى سيمسون...
ومن المحزن حقا أن استيف وشقيقته لم يتعرفا الى بعضيهما ويلتقيا الاّ بعد سنوات عديدة من طفولتيهما...
والسبب في ذلك هو الفقر!
فقد اضطر الوالدان الى دفع الطفلين الى اسرتين مختلفتين ليُتبنيان وينشآ بعيدين عن بعضيهما...
أمر آخر يشدُّ المرء الى قراءة سيرة استيف جوبز هذا...
اذ هذا الرجل برغم نبوغه التقني المذهل الاّ أنه يعدُّ أحد (مرافيد) جامعة ريد في بورتلاند بولاية أوريجون ...(ومن السنة الأولى)!
أما قصة تفاحته ال(مقرومة) فيفيد موقع شركة ابل بأن التفاحة ترمز الى السوق العالمي لمنتجات الشركة...
وال(قرمة) ماهي الاّ حصة المتنافسين مع الشركة في هذا السوق...
الاّ أن شقيقة استيف أسرت الى مجلة النيوزويك بعيد رحيل شقيقها بأن الحقيقة تختلف عن ذلك!
قالت سيمسون بأن شقيقها قد قال لها يوما بأنه خلال سني دراسته الأولى سقطت من حقيبته المدرسية المهترئة تفاحة كان قد قضم جزء منها وابقى البقية لتكون افطاره فضحك عليه زملاؤه وأصبحوا يتندرون بها عليه زمانا...
هذه التفاحة وملابساتها بقيت في ذاكرته الى أن أستلهم منها شعارا و(لوقو) لشركته...
تفاحة استيف هذه استدعت في خاطري تفاحا آخر لغيرنا (أولئك)...
فهناك تفاحة نيوتن الشهيرة (كما يقال)...
وهناك تفاحات طاقة قماش ال(تيترون) اليابانية الثلاثة...
تفاحهم هذا جعلني (أنقّب) في اضابير ثقافتنا بحثا هل لنا تفاح كما لهم؟
فسعدت جدا عندما وجدت ذكرا للتفاح لدينا...
لكن سعادتي لم تدم طويلا...
فالتفاح (هناك) يحيلك الى الفيزياء وبرمجيات الاتصالات والنسيج...
أما تفاحنا...
فيتموضع –لدى شعرائنا ومغنيينا-في أجسادنا!
-تفاحتان في الخدود...
وتفاحتان في الصدر...
وحتى تفاحة آدم المعروفة مالبثنا أن درعناها في حلقوم أخونا آدم...
وياعالم عن تفاحات أخر مدروعة في دروب ومحمد أحمد...
ذاك تفاحهم ...
وهذا تفاحنا...
...
..
.
استاذى الجليل
فى البدء احييك على هذا السرد الماتع الذى اتى عفو الخاطر بانسيابية تجعلك تسلم دفة مزاجك لها ويتناوبان فى ايراد الصور الى مخيلتك بكل مافى كلمة سلاسة من معنى ..
وفور انتهائى وجدتنى اشتهى التفاح بلهفة وسرعان ما كان منى ان التهمت تلك الغانية اللون المكتنزة من غير ان افكر فى شئ آخر غير نعومة ملمسها وطيب طعمها ولونها !!!!!!!
واستوقفتنى تساؤلاتك الحيرى وجعلتنى فى ادور فى ذات الفلك , أترى ما نلقيه من لوم دائما على ولاة امرنا وسياساتهم العقيمة فى محله ام انه اتهام جانب الصواب فلقد ذكرت لنا فى مقالك حقيقة ان اولئك القوم عانوا الأمريبن فى حياتهم ولم تكن ذات ترف ونعيم يجعلهم يتفرغون للعلوم ..
اذا هل يحق لنا التفاؤل انه سيأتى اليوم الذى تثمر فيه مراراتنا وتجرع الخيبات المتوالى فينا ما يفيد ..
ثم اننا دائما" مانصب جام غضبنا على مناهجنا الدراسية التى اخرتنا سنين عددا ولكنك استشهدت بانه لم يكن ذلك النابغه وقوائم المفصولين من الجامعة تشهد عل ذلك !!!!
ولقد قرأت غير ذات مرة تكرر تلك الصورة لعلماء الغرب من فشل دراسى صارخ يتبعه تفوق علمى !!
اذا هل ...؟

ثم اننا لا ننسى ان الامة العربية كانت فى يوم الرائدة والسباقةووصلت الى قمم المجد وارتبط ذلك بظهور الاسلام وقد ذكرت المستشرقة الألكانية زيغرد هونكه( ان العربى قبل الاسلام كان يساوى قيمة الرمل الذى يسير عليه , فانظر كيف صاروا بعد الدين الجديد) ولكننا اضعنا كل ذلك واصبحنا نقتات من ما تجود به علوم الغرب علينا .
فهل فكرنا المتوعك ما اردانا الى هذى المرحلة ام قرأتنا الغير واعية ام انجرافنا وانسياقنا وراء ان الغرب هم الرواد وما نحن الا تبع ام ماذا
لست أدرى , لست أدرى ...



مواهب عبد العزيز نقد الله غير متصل   رد مع اقتباس