عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2012, 07:22 PM   #[6]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

هذا كتاب عن الاستفزاز أسمته كاتبتاه ب(الأزرار الثمانية)...
لعله يكون مولجا الى عوالم الاستفزاز و...أزراره
اسم الكتاب: الأزرار الساخنة : Hot Buttons
اسم المؤلف :سيبل ايفانز و شيري سيوب كوهن : Sybil Evans & Sherry Suib Cohen
الناشر: هاربر تريد Harper Trade
الحياة مملوءة بالاستفزازات وبالمنغصات الطارئة التي ليست موضوعة في برنامج الشخص العادي اليومي ولا يتوقعها، وتحدث غالبا فجأة وبدون مقدمات، فهناك السائق الطائش الذي يقطع الطريق أمامك وتفلت منه بمعجزة، وهناك الإنسان الذي يرى نفسه أنه هو الأفضل يزاحم الناس ويدخل الصف الأمامي على الرغم من أنه هو الأخير، وهناك من يفتقد الذوق العام فيرمي قاذوراته أمام منزلك أو بجوار سيارتك، وهناك الموظف الذي يرفع الضغط عند مراجعته في عدم الالتفات إلى الطلب أو بالانصراف عنه، وهناك من لا يحلو له المكالمة بالهاتف الجوال إلا بصوت عال وفي وسط أماكن الهدوء كالمطاعم.
كل هذه التصرفات تثير الغضب على الرغم من أنها ليست نتيجة احتكاكات جسدية مادية إلا أنها كثيرا ما تثير الغضب، وتؤجج الدم عند المتلقي، وتدفع الشخص المتلقي لهذه الاستفزازات إلى الثورة والغضب، وبعض الأشخاص يشتد به الغضب إلى حد مد اليد أو الخناق مع الطرف الآخر المزعج.
وصدر هذا الكتاب لدراسة هذه الظاهرة ظاهرة هوجة العنف الذي لا داعي له. واختارت المؤلفتان عنوانا مثيرا وهو (الزر الساخن).
والكتاب يقول: إن هناك أزرارا ساخنة عند الإنسان، وعندما يضغط أحد عليها فان هذه الأزرار تتحول إلى أزرار الجنون.
وترى المؤلفتان أن هناك ثمانية أزرار ساخنة عند الإنسان عرضة لأن يتم الضغط عليها من أفعال غير مباشرة جسديا بل يحدث الضغط عليها في هذه الحالات:
في حالة السب أو تلقي الشتائم!
عندما يتجاهلك الآخرون، وخاصة عندما يكون التجاهل مقصودا أو احتقارا وعدم اهتمام مثل أن يتركك البائع وينصرف إلى زبون آخر.
عندما يأخذ الآخرون ما تعتقد أنه خاص بك.
عندما تفتقد الاحترام أو ينتقص الاحترام لشخصك.
عندما تقدم لك النصيحة غير المناسبة في زمانها أو مكانها (كأن يقول لك شخص اهدأ اهدأ وأنت في حالة الغضب).
عندما تكون كفاءتك علما أو عملا أو أمانة موضع شك.
عندما لا يقدر ما تقوم به، أو ينكر فضلك.
عندما تتنازل مرغما عن أي شيء من حقوقك مال أو كرامة.
هذه الأزرار الثمانية عرضة للضغط عليها فجأة وبدون تخطيط مسبق، تتولد عند أي لمسة لها أو عليها فورة عاطفية غاضبة، تؤدي أحيانا الى جريمة نكراء أو عنف غير مبرر.
وصدر هذا الكتاب منذ أقل من سنة، ولكنه لاقى نجاحا وقبولا كبيرا من القراء وعلماء النفس ورجال التربية، لأن هذا الكتاب يعالج قضية مستديمة مصاحبة للإنسان منذ بدء تجواله على الأرض، وهو الغضب والانفعال تجاه أعمال يقوم بها الآخرون، ليست موجهة له بالذات ولكنه يستنكرها أو يتضايق منها ذوقا أو إحساسا أو خجلا.
هذا الكتاب يدرس ظاهرة العنف الذي اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة، من أحداث لا يتوقعها الإنسان، مثل أحداث الطلبة الذين يطلقون النار على زملائهم أو حالات القتل لأسباب تافهة كقطع خط سير أحد السائقين من سائق آخر، أو من المنافسة على زبون. ولكن هذه الظاهرة للعنف ليست مقتصرة على المجتمع الأمريكي فقط فنحن نسمع أخبارا غريبة كل يوم من كل أنحاء الأرض، فهناك الهندي الذي قتل أولاده لأنه لم يتحمل صراخهم، وهناك المصرية التي قطعت زوجها بالساطور لخلاف على المصروف.
وبعض الناس يعالج هذه الاستفزازات بالاستنكار وبعضهم باللامبالاة، ولكن هناك من لا يستطيع أن يمسك نفسه ويستخدم العنف خطأ في بحثه عن السلام والهدوء.
وترى المؤلفتان أن هناك ظاهرة يجب دراستها ألا وهي ازدياد العنف، وهما تقولان: إن الحياة تغيرت كثيرا في وقتنا الحالي، هل هو عصر السرعة أو ضغوط العمل، أم أنه قلة الوقت الذي نملكه مما يجعلنا نصرخ في وجه كل من يعوقنا أو يعطلنا حتى ولو كان تعطيلا بسيطا، هل هو زمن الأجهزة الحديثة التي تجعلنا نتعامل مع الحديد والكهرباء أكثر مما نتعامل مع الناس ؟ تذكر المؤلفتان أن هذا الزمن وظروف العمل فيه تجعل هذه الأزرار ظاهرة للعيان ومن السهل الضغط عليها، فالإنسان عندما يتعرض للإثارة والغضب يفقد السيطرة على عقله وفكرة وتنطلق محركات الغضب فى تولي إدارة الموقف الصعب الذي يتطلب التفكير السليم والتروي قبل كل شيء، ولكن في حالة الغضب والإثارة يتراجع العقل عن القيادة وتتولى العاطفة الجامحة التصرف، وكثيرا ما تؤدي تصرفات العاطفة إلى الندم حيث لا ينفع.
وهل هناك من علاج ؟
إن العلاج قال به القران الكريم قبل هاتين السيدتين فالله تعالى يقول في صفات المؤمنين والذين إذا ما غضبوا هم يغفرون ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاك السائل الذي قال لرسول الله أوصني فقال عليه الصلاة والسلام لا تغضب وردد مرارا قال لا تغضب.
وهما تكرران هذا العلاج وتريان أن الإنسان المثار لو صبر دقائق فقط وهي فترة ثورة وفورة العواطف وهيجانها، ولو كتم الإنسان غيظه ولو لدقائق فقط لمنح العقل فرصة لامتلاك القيادة وإنقاذ الموقف بما يتمشى مع العقل لا مع العاطفة، فخلال فترة قصيرة سينجح العقل بإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وعودة الهدوء النفسي إليها.
يتميز الكتاب بأنه يضع تدريبات ونصائح مقبولة جدا وممكنة لأي إنسان أن يقوم بها، للتدريب على كبح جماح الغضب، وتعطي القارئ وصفة طب نفسي ليعيش بسلام مع ذويه وجيرانه وزملائه ومن حوله في حياته.
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=3861



التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 04-03-2012 الساعة 07:24 PM.
التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس