عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2010, 08:46 PM   #[55]
وهاد ابراهيم محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية وهاد ابراهيم محمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرشيد اسماعيل محمود
نعم نخطيءُ الزمان أحيانا..لينجرح القلب ويغدو متعباً لا يحتمل الأسئلة..
نخطيء المكان لتتشظَي الروحُ وينشأ ثمَة عتاب.. لماذا لا نحترس
يوماً ما كان بعيداً يا بلد..

كنت أخطئ الزمان على جهل... فأعود بجرح القلب.
كنت أخطئ المكان على جهل... فتتشظى الروح.
وما كنت أحترس..
واليوم..
ما تعلمت الإحتراس..
انما باتت روحي أكثر حرية في رحلة التجوال والبحث عن الفجوة بين
الصخور التي يمكن ان يكون لها فيها عُش.
فهل تنتبه معي الى صغر الكلمة... وكِبر المعنى...
عُش..!
واليوم..
أخطئ الزمان عمداً... فأرسل لنفسي رسالة تدعوني لأمسية راقصة...
أختار ثوبي بعناية وأتعهدني بلمسات خفيفات وأنيقات فأخطر الى موعدي..
أميــــرة.
كما ميقات هذه الدقائق والثواني كان ماضياً... لكنه الآن مبعوثاً دافئاً
وفيه نَفَس وحياة...
النسيم يرق ويخفف برودته..لأنه يومها كان كذلك..
القمر يصغر يصغر يصغر فيأتيني هلالاً وليداً... فهكذا رأيته آخر مرة
لمحته من فوق كتف حبيبي...
تمتد لي الأمسية بقدر ما تكفي لتعيد لي الذكرى..
وتعيدني والقلب يقطر سعادة وفرح..
والقلب رويان..
منتشي.
فقد كنت في رحاب مرتضاي وخمر القهوة نهرٌ بيننا.
أخطئ المكان عمداً...
فتستحيل الشوارع كلها لتلك التي سرت فيها معه...
والمساحات أمامي تمتد وتمتد حتى تمنحنى البراحات التي كانت تفرد وتطوى تحت أقدامنا..
أضع خطوتي فيرد الأسفلت نقرة الكعب بصوت خافت يحاكي صوت الحذاء
المستوي الذي إنتعله... فأجدني أرقص سامبا لا يعرف عنها اليونانيون
الا هيجانها... أما بوحها فلا يدري عنه الا جسدٌ واحد كان يلتقط الإنحناءة
ويدور بي يرفعني ويحطني ونظراته في عينيَّ تلقيان قصيدة غزل يونانية.
وجسده يبثنى حمى الغرام..
فأعود والروح مفتوحة على الجهات الست...
تنشر في الناس سر الحياة.

الذكرى كانت تؤلمني يا رشيد..

تصدقني ان قلت لك انها الآن جنيتي الطيبة؟






وهاد ابراهيم محمد غير متصل   رد مع اقتباس