عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2010, 06:14 AM   #[3]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي


للشاعر نجلاء عثمان محمد التوم[align=center]قرنــــــــــــــق



منذ هدأة الطين ؛
قبل فوران البذرة في عروق السداة ؛
قبل المحارب؛
قبل التماسيح في نذر أمي ؛
قبل أن ينمحي اللهب ُ إلى ضياء والضياءُ إلى نيـل ؛
بماء الزَرَاف
عمّدنا قلبك .
حفرنا على جبينك
من العين والحسد
رقية ً اسمها جونقلي
وانتظرنا شموسك .


تنتبهُ الحصاة ُ .
تلك خطواتك للبيت ؟
ينهض ُ التيتل ؛
وثبة ً ويهز الدمازين من غيمها ؛
انهضي
قومي إلى السد
استطلعي ناره ؛
مرقد َ الوحشِ في فاشر النور ،
عقود اللبلاب على قمر هـَيـَا.
بشرّي بشرّي بشرّي
يا سهوب البطاحين
إن علاك الغبار؛
تلك سيماؤه في الرجال
قاس ٍ
مستبد َّ الحنان
زنده عار ٍ وأشجاره حافية .


تلك خطواتك ،
و تلك ساحاتنا
يا قرنق ؛
وهل تنقصنا الأغاني
يوم تشرقُ أغانيك ؟
قلوبنا حية
بأحلامها
ولدينا الكثير من الخوف أيها المطمئن.
لدينا القروح
كما تشتهيها الخناجر
سمراءَ ،
غضة ،
كليمة ً للأبد .


قبل مجيئك
اخبرونا عن قامةٍ تشبهك ؛
قالوا
لا تبحثوا في النقوش
هو ليس هناك .
بين أيدي الطيور
خلف الغابة المطيرة
يأتنا جبلٌ
يحبنا ؛
يرطن بفصاحة نبع ويبسم بخجل رضيع .
لا تبحثوا
ليس في النور ليس في الظلام ؛
انتم علامته
هو من يجدكم
ومن سيفرح بكم .


ولما أُخذتْ بك الطرق
هرول السجعُ من أغانينا لشفتيك ؛
انشقت غيمة الفضة عن قروحنا كلها
وإذ رأيتَ كم نحن فقراء للعدل
كم ناحلين
بكيت ؛
لمحنا عيونك بين ألفي يمامة بين مئات الجسور.
أيها الطفل الذي ننتظر؛
صباح النور علينا وعليك
أنت بيننا يا أخي
مستدركاً صوتنا في اللغات القديمة
بضحكة .
كنت أجمل مما ظننا
وأقوى .
أسودَ من خطاياك
أنقى من غفرانك .
ولما عبرت
تملينا قليلاً بوجهك
ورمانا الحنانُ على البهجة الغامضة.
كنت تغرس شمساً
في جسد الليل
وتشرق في الموت .


"أيها الرب الواحد
امنحنا الفخر ؛
اغسلنا من الغضب .
افتح لنا كهف الفجيعة
ليرانا ويحزن .
نوّر الطعنة بالطعنة
وجملنا بالندوب
لنعرف أجسادنا في الخناجر
ونغفر لنا ".


الآن
من سيدعوك
مرة أخرى
لتحط قليلاً هنا
قائلاً : اشرب القهوة يا صاحبي
أينما طاب لك ؟



- تعرف انك تغالي.
- اعرف أنكم متعبون .
- لماذا ذهبت ؟
- ومتى كف الجبل عن كونه أبي ؟
- نعم ...
رأيناكما
في الأعالي .
جاء يُـسـلّـمُ عليك
وبـادرته ُ بالقبل
من هنا ومن هنا ؛
ظل - لساعة- يشم ثيابك عند الكتف
مطرقا ً نحو قلبك
لئلا ترى دمعة ً تسقط كالجمر
في بحيراته
وهى لك .


الآن ،
يا مليك السلام
متوجاً بالحقول ؛
هل جلست إلى حزننا ..
تحللت فيه من الأمنيات ،
من تشكي الحبابيب والمتعبين؟
هل علوت على نارنا وهى تعلو ؟
هل عبرت إلينا
حارقاً مثل حلم خافقاً مثل نسر
جائلاً للأبد
أعالي الاماتونج
هذا المهيب ُ العابث ُ السعيد
المتحدث منذها بسم جسدك إلينا :
- ( يا جماعة ..
عاد الرجالُ من الحرب ؛
تلزمكم الحاصدات .
عاد الرجال من الحرب؛
نحتاجُ للتبغ
- قطعاً-
نعم ...
"للحنة" والقابلات ....)
وتضحك ُ ملياً.[/align]



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس