عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2006, 01:49 PM   #[11]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب جارسيا :

شهادات


الأستاذة سعاد ابراهيم أحمد:



مساء 19 يوليو وجدت عبدالخالق مهموما مغموما


س: استاذة سعاد .. حدثينا عن انقلاب 19 يوليو 1971 .



ج. قبلها كنت معتقلة وبقيت فيه تحت الاقامة الجبرية مع وجود حراسة خارج المنزل .



اليوم كان يوما عاديا منذ الصباح حتى الرابعة مساءا تقريبا . وحوالى الساعة أربعة بدأ مسلسل الأحداث . كنت جالسة فى الصالون أقرا وفجأة فتح الباب الخارجى ودخل هاشم العطا رأيته يقف أمامى بملابسه العسكرية . فاندهشت غاية الاندهاش ، وسألته بصورة تلقائية قبل أن أرد السلام: انت رجعوك الجيش ولا شنو . ؟ قال لى بهدوء "نحن استلمنا السلطة" . بدا لى كلامه غريبا اذ كيف يمكن أن يستلم شخص السلطة الساعة أربعة مساءا . فتحت التلفزيون بجانبى فرأيت صورة هاشم مثبتة على الشاشة . وسمعت مارشات (عسكرية) والمذيع يتحدث عن بيان هام يذاع بعد قليل . سألت هاشم عن ما حدث لنميرى ، فقال انه معتقل فى القصر الجمهورى . ثم قال "جئت لأسألك عن مكان عبدالخالق. فرفضت أن أفصح له بمكان عبدالخالق .



فغادر المنزل وبسرعة ناديت الحرس وأخبرتهم أن هاشم العطا استلم السلطة . وجعلتهم يشاهدون التلفزيون فاقتنعوا ! بعد ذلك خرجت من المنزل وذهبت الى منزل والدى للاطمئنان على والدتى ... ثم توجهت رأسا لمقابلة عبدالخالق فى مقره السرى . وجدت عبدالخالق مهموما مغموما والى جانبه محمد ابراهيم نقد . قلت له أن هاشم العطا جاءنى وطلب معرفة مكانك ولكنى لم أخبره فرد قائلا "هم بيفتكروا انهم عملوا العليهم وخلوا الباقى للحزب ." بعد ذلك جلس عبدالخالق ومعه نقد وصاغا بينا بأسم الحز . وكان عنوان البيان (ويذهب الزبد جفاء) .



كيف تطورت الأحداث بعد ذلك؟



بعد ذلك انتظمنا فى شكل اجتماع دائم . عبدالخالق كان عنده سؤال واحد يتكرر بمختلف الأشكال : هل الجيش مؤمن؟ والحقيقة كثيرين كان بيروا أن هاشم لم يراع بعض البديهيات فى التأمين العسكرى . وقد يدهش الكثيرون اذا علموا أن هاشم قضى يوما كاملا فى الطواف على أسر المعتقلين ليطمئنهم . العسكريون انتشوا بشيئين :



الأول عزوف الناس عن احتفالات مايو . والثانى مواقعهم داخل الجيش . ولكن الحقيقة تبقى أن توازن القوى اذا كان فى صالحك فى لحظة ما ، فهذا لا يعنى أن الجيش فى صالحك.



......................؟س :



ج . الحزب تعامل مع الحركة .كأمر واقع فنظمنا موكب 22 يوليو .



س . كيف كنتم تنوون تشكيل الحكومة فى حالة استمرار الانقلاب ونجاحه؟ هل صحيح كنتم تسعوون لتشكيل حكومة برئاسة الدكتور مصطفى خوجلى؟



ج. ليس صحيحا أن الوزارة كانت ستكون رئاسة الدكتور مصطفى خوجلى. هذه كانت اشاعة . الاتجاه كان تشكيل حكومة قومية والا تكون من الشيوعيين وحدهم . وكان هناك رأى بأن أى شخص فى موقع مسئولية حزبية لا يدخل الحكومة .



س. نواصل تسلسل الوقائع ..



ج. صباح 22 يوليو اتصل بى شخص كان يعمل فن السفارة البريطانية وأخبرنى أن طائرة بريطانية أجبرتها السلكطات الليبية على الهبوط فى مطار طرابلس ، كانت تحمل على متنها بابكر النور وفاروق عثمان حمدالله . وبعد قليل حضر محجوب طلقة وكان يجلس معى محمد ابراهيم نقد وأكد لنا خبر اختطاف الطائرة . أعلنت رأيى فورا وهو أن اعتقال راس دولة بواسطة دولة أخرى بمثابة اعلان حرب . ولذلك يجب اذاعة الخبر على الشعب للتحرك لحراسة المرافق العامة على أساس أننا فى حالة حرب ومن أراد بعد ذلك تغيير السلطة فى السودان يغيرها فوق جثثنا .



ولكن نقد لم يوافقنى .



كيف تم القبض على عبدالخالق ..بينما آخرين تمكنوا من الاختفاء:



عبدالخالق قرر أن يسلم نفسه... كان يعتقد بأنه مالم يتم القبض عليه واعدامه فان مسلسل الاعدامات لن يتوقف . وكانت أحكام الاعدام تنفذ يوميا بدون توقف تلك الأيام . استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأصواه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق .



(مقابلة صحفية مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993)







هذه تصبيرة حتى يحضر خالد الحاج



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس