عكس ما توقعت، الخوف كان يتبدد كلما اقتربنا من القصر، ربما لاني - حتي تلك اللحظة - لم أسمع باستخدامه "كبيت أشباح" !
أدخلوني مكتب بدا و كأنة غرفة إستقبال، فتشوني بدقة و أمروني بالانتظار ..
مرت دقائق كانها ساعات، سمعت طرقا خفيفا علي الباب بعدها دخل رجل فارع الطول، بدا علي العكس مما تخيلته عن رجال الأمن إذ لم تبد عليه أي من أعراض الكوزستانية المعروفة، مد يده مصافحا :
- سلام عليكم يا أستاذ حمد، معاك المقدم عثمان الزين من المراسم ...
- ..........
- طبعا إنت ما بتكون عارف نحن طالبنك ليه ؟
و بدون أن أنطق بكلمة هززت راسي نافيا
- السيد الرئيس طلب يقابلك !!
و ببلاهة غير مصطنعة سألته :
- السيد الرئيس منو الطلب يقابلني ؟
- سودانستان دي فيها كم رئيس ؟
- فيها رئيس واحد، لكن قصة إنو عايز يقابلني دي ما واقعة لي !!
- نحن ذاتنا ما واقعة لينا، لكن الرئيس هو الأدانا اسمك و مكان سكنك و عملك و تلفونك، إنت قريبو ؟
و بنفس البلاهة غير المصطنعة هززت راسي نافيا : ابدا !!
رن جرس هاتف المقدم ، نظر إلي الرقم ثم أجاب مسرعا :
- سلام عليكم يا سعادتك ..
كان ينصت باهتمام و يهز راسة موافقا بين الحين و الاخر ... ثم ختمها بتمام سعادتك ....
أنهي المقدم المكالمة و إنتصب واقفا :
- ده مدير مكتب السيد الرئيس، الرئيس عايزك تخش ليه هسي !!
|