تابعت ردود أفعال حركتي المعارضة في دارفور أمس واليوم في وسائل الإعلام. وما سمعت ليس مشجعا علي الاطلاق ويؤكد أن لائحة الاتهام التي تقدم بها أوكامبو لن تكون الدافع لحل الاشكال في دارفور بل المسمار الأخير في نعش الحل.
فرح المتحدثون باسم الحركتين الكبيرتين المقاتلتين في دارفور وكأن الرئيس البشير تم تسليمه فعلآ للمحاكمة وجلس في الغرفة التي كان يجلس فيها ملوزفيتش ؟
هل يعلم هؤلاء أنها مجرد لائحة اتهام ؟ تحتاج إلي أدلة وبراهين وتفتقر إلي أسس كثيرة من النواحي القانونية لتصير نافذة ويتم القبض علي عمر البشير !!
يدفعنا الكره أحيانا لنهلل لأشياء ركيكة وندفع ثمنها كبيرا .. والثمن هنا للأسف دارفور ثم السودان.
الواضح حتى الآن أن حركات "التحرير" في دارفور ستزداد تعنتا بغير ما هو مطلوب وهو الجلوس للحوار وأخذ الحقوق "كاملة" بالتفاوض وليس حمل السلاح فقد اثبتت التجربة الطويلة في جنوب الوطن استحالة أن تخدم البندقية قضية وضحيتها دوما البسطاء.
من السهل جدا أن نتمترس خلف ادعاءات الوطنية والمعارضة خاصة عندما نكون في مأمن من البطش الذي يتعرض له أهلنا في دارفور والجوع والتشرد .
من السهل أن نبتهج ونشمت ونحن نري رئيس نظام نكرهه يطلب في محكمة جنائية .
والسؤال هل سيحمل فرحنا هذا الحل ؟
هل سيعالج القضايا والمظالم للبسطاء؟
هذه هي الأسئلة الصعبة والمحك الذي يفرق بين واهم وحادب علي مصلحة الوطن الممزق.
|