و بما أن طريق حلفا السكوت المحس دنقلا بالبر الشرقي ، ليس به مطبات من النوع المألوف ،
و لكنها من النوع الذي يجعل الراكب و كأنه رائد فضاء في مركبة فضائية و هو يسبح في الهواء في حالة إنعدام وزن ، ثم يعود الراكب مرة أخرى و لكن ليس في محله المعهود ، بل إما في حضن واحدة أو واحد ، ثم يتزحزح حبوا إلى مكانه قبل أن يفاجؤه مطب آخر و يفقد توازنه مرة أخرى
المسكينة فريدة ، لو كانت شاربة حليب لتحول في بطنها إلى سمن بلدي معتبر فظلت صامتة ،
و الصمت أحيانا أبلغ من الحديث الطويل ، و كأنها قالت في نفسها : لما أشوف آخرتها
و إلى هناك ،، وصلوا ليلا ،، و المكان صامت ، لا تسمع غير نقيق الضفادع ،، و حشرات ليلية تمارس لحنا نشازا ، و أصوات نباح كلاب بعيدة تبتعد و تقترب
و ظلام دامس تكاد لا ترى أصابع يديك ،، و سكون مطبق
قالت له ،، هو مافيش كهربا ولا إيه ،، الحتة مافيهاش صريخ إبن يومين
قال و هو يزدرد ريقه بصعوبة : لا مافيش
|