الموضوع: خاطرة ...(37)....!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2006, 12:57 PM   #[11]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

سيدة الخواطر:
تفتحين نوافذ خواطرك، والتي يتشوق عشاق حروفك الكثر إليها، فلعلها تتقطر عليهم كالمن والسلوى.
أو بذاك أشبه!
هاهم هُرعوا إليك متأنقين بأزهى حروفهم، وقد سبقوني، وربما قد سبقتُ أنا آخرين في الطريق،
بضاعتي قليلة، لذا جئت بما جدت أنت به علينا،وهو على فقره يطمع في القبول فأهلنا قالوا: زاد الحبّان ليه مكان!
لم أجد ما أقدم بين يديك، كالذبيحة الضخمة التي جاد بها خالد الحاج، ولقد والله أحسن الاختيار، وأصاب وأبدع، ولولا فضل السبق منك، لخلتُ أن الكلمات واللحن أعدا خصيصاً لهذه الخاطرة المترعة!
ولم أجد قاموساً يتسع كما فعل السابقون جمالاً واحتفاءً، ولقلة زادي، فقد أتيت بقبس من نار حروفك، وما أحدثت في نفسي من جمال، فالأصل لك، من قبل و من بعد، [mark=#FF0000]ومن يهدي إلى الشمس شعاعها؟[/mark]
فلعل ما قلت، يضاف إلى عقد المحبين الذين طوقوا خاطرتك بقلائد حبهم وجمال حروفهم
ويبقى ودادك الذي تعلمين.

[frame="8 60"]قبس من إشراق

لكيما أطيرُ إلى غابِ عشقكِ،
لابُدَّ لي من جناحَيْ زبرْجد،
ومن ريش عَسْجَدْ،
لكيما أطير إلى غاب عشقك.
جناحان ملآنتان،
بزهْوِ اخضرارك،
مُدْهامّتان،
ترجّانِ موجَ السكينة، تهمي عليك،
غيوماً من الشوق، كالطلِّ
فوق الأزاهير،
تفيضان عشقاً، كما
فاض بالشوق،
عينان نضّاختان!
أفرُّ إلى نبع عينيك،
والظمأُ الحارقُ اللسْع، يشوي عروقي،
وتحرقني الأسئلة،
بأوراقها الذابلة،
وألغازها المُثْقَلة،
ومن بعدها،
أعود، كما كنت ظمْآنَ أكثر
تنْبُضُ عيناي،
بالشوق ، والتوق، والأسئلة!

لكيما أطير إلى غاب عشقك
أسكبُ هذا المِدادَ النُّضار
على ورق الريحِ،
يشتدُّ هذا الأوار،
ليوسِمَ روحي، ببرْدٍ ونارْ
ويَرْهَنُ عطرك، هذا الصباحْ،
فيعبقُ حرْفي،
ويمتد في غربةٍ
أوغلتْ في الجراحْ،
يصير كلاماً، يدَثِّرُه العشق
ثوباً من الأرجوان،
فيعبقُ أرجاءُ هذا المكانْ
ويصبح نسج القصيد،
حكاية عشقٍ من الشوقِ أخضَرْ
ويهمى الأريجُ المُعَطّرْ
يطوف الفيافي ندىً في الهواء!

ففي غاب عشقك،
للكلمات عبيرٌ، وللَّفظ لونٌ،
وللشوق أوركسْترا من رنين،
والسما والرِّمالْ،
والريحُ و الكائنات،
تُحيكُ القصيد،
وتقسِمُ ألاّ تبوح بسرِّ النشيدْ،
ولا تترك اللحنَ يُعْزَفُ
إلا لديك،
وبين يديك!

سأدخل في غاب عشقك
مُتَّشحاً بالفُجاءاتِ،
أحمل قلبي،
كعصفور عشقٍ رمته الرياح،
يزعزعه الضعفُ، يَنْفُضُ،
من زغب الريش ذوبَ النّدى،
ويموسِقُ حَرْفَ الهوى، زقزقاتٍ،
ويكْرَفُ عطرك، يُنعِشه الدفءُ،
يخْضَرُّ
ينهضُ،
يسري بجنبيه فَوْحُك،
يسمو،
يغني،
يطير.
يعانق أرجاءَ عرشك.
يشْهَق في غاب عشقك،
يُسْلِمُك الروحَ،
يغفو،
إلى أن تقومَ قيامةُ بعثك،
ومِنْ ثَمَّ تنثُرني
في الغيوم،
ذَرّاتِ عشقٍ مُعَصْفَرْ
![/size[/frame]]



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس