عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2008, 04:36 PM   #[12]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
عوض كيتة بقى متصوف و خليفة .. و ما زال جميلاً و ديامياً حتى الشهيق و الزفير .
اقتباس:
و سوق الديم ما يزال مندساً زي الشفع بين البيوت في ذات براءته القديمة .. و ما تزال بت الجبل تبيع أحسنها فسيخ ..
اقتباس:
و المساجد عامراتٍ بأناسٍ عرفوها منذ كانت زوايا .. و ما يزالون , تُرفع فيها الصلوات الخمس في كتابها الموقوت و فيها يعقد الناس زيجاتهم و يوزع البلح .. في ذات الساعة التي يُصلى فيها على جثمان عزيزٍ قضى , و تُقضى فيها حاجة ذي عسرة و عزيزٍ أذله الدهر و الجور .
اقتباس:
ما يزال إدريس يمطر الصعوط التمام .. و الجزارات و التعاونيات تطلق البخور التيماني درءاً للعين و الضبان , و المطاعم جاورت الصيدليات حتى تتعالج يا مواطن من سؤ الهضم أو تلبك المعدة من أثر الأطعمة المكشوفة .. أولها الأقاشيه , و أسوأها ( مديدة العريس ) و التي تخلفك مُعَسّماً و كأنك مُبتلعٌ لتوك عتلةً أو مَرَزبّة . أما الخيران فقد حاذت المدارس فأكلت من جدرانها البائسة .. و على ذلك فهي مكشوفة الحال و مردومة كيفما اتفق ..
اقتباس:
رواد القهوة في السوق / الدنيا ما يزالون منحنيين فوق أوراقهم البيش .. و كعكعات الضُمَنه .. و رشفات الشاي الأحمر بشفاهٍ غليظة من طول العض عليها كظما و اللهج بالشكر لله على المكاره مثلما الآلاء .. هذا , الناس بالناس و الكل برب العالمين .
اقتباس:
يأكل الديامة الفول أكلاً لمّا فذاك شائع غذاءنا .. و يحبون الصُحبة حباً جمّا .. و يقدمون المأثرة تلو أخيتها للأمة المحزونة بالهم و الغم و المشأمة – فالرحم ولاّد - و يضنون بالمحزنة و لا يسألون الناس إلحافا .
اقتباس:
أبناء خؤولتنا الأحباش يحلقون شعورنا - فبين كل جخنون و أخيه السياج .. حلاقٌ فنانٌ و أمهري - و يبرونا بالزغني و المطيبات الحارة و الباردة .. فصاروا منّا و فينا , يتحدثون الرندوك زي الليل و يقابضون أكل العيش معنا هاشين باشين ، و تدرع نساؤهم تيباننا و يستنجز رجالهم و يتجلبون زينا واحد , و قد نافسهم في اقتعاد النواصي و السكك و الدروب أهلك الحلبة من المصريون .. و ما يزالون تحبباً و فهلوة يسمون الناس : يا بيه .. و يا ابن النيل .. و هم طيبون و ذوو عشرة و نجيضين في كتل القلب و أكل الراس , بعض البنقالة أيضاً هنا جنباً لجنبٍ مع ناس سغار سغار ببشرة خدرا و شعر سبيبي ما تعرف ليهم ملة . كلنا خلقٌ مطحونٌ يعارك أم قدود دي .. تامين لامين .
اقتباس:
المهم في الأمر أن صار لنا ( سياجاً ) .. و تتمشدق بالكلمة نسوة الديم بمزااااج , فهي ضربٌ من ثقافة محدثة من أثر العولمة القسرية العرجاء التي دفرت بكلكلها على البلد , فأنجزت مفردات عجب .. و كذلك فأسيجتنا - كأي ضارةٍ نافعة - سترة للحال و مداً للكرعين فرحاً باستطالة لحفاتنا من بعد زنقة السنين داخل أبو ميتين .
اقتباس:
فسيجنا - من فرحنا - تلك السياجات بقنا و حصير و زنك أمريكي .. و تخلصنا – ثقافةً - من اللون العجيب ( أخضر ستة و ستين ) و قد قيل ان من افترعه أول الأمر هو الفريق إبراهيم عبود كلون مميز للمصالح الحكومية المدنية .. أما العسكر فلهم الكاكي . المهم .. دلعنا سياجاتنا بألوان سمحات تتمايع مع خلفيتنا المخضرة .. فتَبُق , و بلطناها بكُسّار الرخام و حمدنا الله .
اقتباس:
عليم الله صرنا صيرورة كبرى في اتجاه الفنكهة .. فتدلى عندنا من المتسلقات و الحمضيات و المزهرات الكثير ..اللبلاب و دقن الباشا و السيسبانات و أضان الفيل و السكسونيا ..و زهور غريبة الخلقة مريبة الألوان .. لكنها زهور على كلٍ .
اقتباس:
فشجرتنا و شجرة ناس معني المقابلة تشابكتا – كأنما تعرفان أواصر الأسرتين من جيرة تمتد إلى الديوم القديمة حينما كانت تتسيد كامل المنطقة من عند محطة الدومات و إنت طالع .. و هي ما أسمّاها الخواجات السودانيين لاحقاً بالخرطوم إتنين – هاتان الشجرتان أمات دماً واحد مشترك بينهم و بين الناس .. أظلتا الدرب من تحتهما في تشابكهما – فاستحال الشارع جنينة و ضُل و أريج برااااحه - شفت رحمة ربك ؟ -
اقتباس:
وعندنا - الله يكرمك - كما الخواجات عنبة رامية فوق بيتنا .. أي نعم أنها لا تطرح عنباً , لكنها عنبة على كل حال .. و تتسلق كما العنب فنربط لها دوبارة حتى ترمي بمياسة قدها فوق راس التعريشة .. و تتدلى .
اقتباس:
فمددنا أرجلنا من تحتها - كأحسن ما يكون البروليتاريا المغندلين - و زرعنا و شتلنا و فرشناها بروشاً و حصائر ( و تسلحنا بأكتوبر لن نرجع .. شبرا ) .
اقتباس:
في النهار نتلم فيها و هي خضراء فواحة بدل زنقة الأوض الواطية و ضلمة و حميمة , و ينضفن فيها النسوة الخدار و ينقنقن بإن و الإضافة و فلانة التي فعلت و تلك التي تركت , و يحددن فيها ( صرفة الصندوق الجاية لمنو ؟ ) .. و القهوة ما القهوة و الشاي الصاح , و يطوف علينا ولدانٌ بائعون يجرون عربات الخشب المكعكعة و فيها من طيبات قصب السكر المقشّر و عيش الريف الحار من منقده و القنقر العسلي و الفول السوداني المسلوق .. كما و تغشانا ستات التسالي و الفول و الدكوة و قراصة النبق و القونقليز و نحن في مسمانا السياجي .. و صواني الفطور المشتركة بقضها و قضيضها ( إشمعني القوات براها المشتركة ؟؟ .. و إتفاقات القمح المشتركة ؟؟ كلو مشترك بإذن الله ) ..
اقتباس:
و في الأمسيات الحنينات للديم لا نهش الباعوض صديقنا الأزلي .. لكننا نزرع له الريحان .. فهو يكجن رائحة الرياحين و يتجنب قرباً منها .. و نتلمّ بي ربطة المعلم و ننق و نغني .. و يا دنيا مافيك إلا نحنا .
و
اقتباس:
تحلو الونسة كلما عمر المجلس برواده من الصابئة و المارقين و الطيبين الطيبين .. متدينين و كفرة و أصحاب المزاج الأصنج و البرّاحة ، و أولياء المعروف و صغار الموظفين و كبار الحانقين و العاشق أب شاكوش .. و المغني البكّاء و .. و ..
اقتباس:
جلوسنا بنابر مما يليك من الحاجات بما يرفع مؤخرتك عن الأرض , فالأرض عالمٌ آخر ليس لك .. لكنه للضفادع و النمل و خدامة العقرب و بعض الفصائل غير المطروقة في ذواكرنا . و لحكمةٍ يعلمها العلاّم فإن تلك الكائنات لا تضايقنا كثيرا .. و هي تخضع لميزان الطبيعة العادل فتكون لبعضها البعض غذاءً دون ان تكلفنا مؤونة القضاء عليها .. و فتح نفاج ميزانية لذلك , فالزواحف من الحشرات عندنا سلط الله عليها الضفادع .. و سلط على الحشرات الطائرة الضب خصيم الرب .. و على الضب و الضفدعة سلط الله الكدايس .. و الكدايس مننا و فينا و لله الحمد .
اقتباس:
صندوق بيبسي قديم .. علبة بوهية منتهية .. بقية طاولة .. كرسي بشلل رباعي .. بقيةٌ من صبة خرسانة ..
عماد عبدالله
أنت تستحق ميداليتين ياحبيب:
ميدالية (ديامي) مدفون صُرّة
وميدالية (الحكي الذي لا يُمَل)
...
عايشت -في ديم أبريش- فترة (المجابدة) مابين أهلنا الديامة والشيخ (سيف الدين)!...
يومها كانت الأرض (الفضاء) يمين مركز صحي المايقوما جزء منها ملاعب لكرة الشراب والجزء الأكبر مَكبّا للقُمامة وساحة للكلاب الضالة...
وضع شيخ سيف الدين عليها يده وبدأ في استمالة العديد من أهل الديم ...
فاستجاب له (الكُبار سنا) حبا في مدائح وتهويمات الطريقة العزمية التي افترعها لهم!
وقبل ذلك لم يكن لأهل (ديم أبريش) كغيرهم من أهل الديم (شَغَلَة) مع صلوات في زوايا أو مساجد...فقد كانت المصلاية تأتي الرجل منهم مع الأبريق وهو على كرسيه أمام مدخل الباب ال(مفتوح) في منتصف غرفة من غرف البيت (أبو ميتين الذي ذكرت)...
ويومها لم يكن للثلاثة أمتار وجود...
أما الشباب فقد وقفوا (ألِفاً أحمراً) دون قيام الجامع ومدرسة تحفيظ القرآن وحلقات المديح التي أعلمهم الشيخ بنيته لانشائها في ذات المكان...
شيخ سيف الدين كما يصفه من يجالسه رجل (حلو الحديث) الى درجة أنه يسحرك ثم يقنعك بوجهة نظره منذ أول وهلة ...
لذلك فقد حرص الشباب على النأي بأنفسهم وآبائهم عن أيما مواجهة مباشرة مع سيف الدين
المهم في الأمر هو الحدث الغريب الذي قام به الديامة في ختام المجابهة !
لقد صَعّدَ الشباب الأمر الى درجة المحاكم وساعدهم (آخرون) بمعينات عديدة قانونية وبيئية وديمغرافية فكسبوا القضية ضد الشيخ سيف الدين...
ولكن عندما شرع الشيخ في الأنتقال الى خارج الديم تجمع أهل ديم أبريش وجاؤوه ...
-ياشيخنا خلاص والله العظيم ماترحل من هنا
-الحاصل شنو ياجماعة انتو مش كنتو رافضين واشتكيتوني وكسبتو القضية؟
-أيوة نحنا كسبناها وهسّع لو عاوز نمشي معاك ونتنازل ليك عن الأرض
وقد كان...
انهم أهل الديم ياصاحب


اكتب ياصديقي فكلنا لك قرّاء ...
مودتي



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس