عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2011, 10:20 AM   #[1]
منال
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية منال
 
افتراضي مفردات الخطاب السياسي الذي يحكم الآن الاستاذ سليمان حامد

بعد خروج الدكتور حسن الترابي من السجن بعد سيناريو اذهب أنت إلي القصر حاكماً وأنا إلي كوبر سجيناً. صار الترابي عراباً للنظام بكل ما تعني هذه الكلمة من مضامين . رغم أنه خرج بعد مخاطبات عديدة للمجلس العسكري وإلحاح للإسراع بإخراجه ليلعب دوره في تمكين النظام ويضع نظرية يستند عليها في مقبل أيامه.

وبالفعل قام بنشاط واسع ومكثف داخلياً وعالمياً . وأثار قضايا عدة مثل موقفهم من التعددية الحزبية كان يقول (إن الله واحد). وعندما يواجه بان لا بد للحرية من آليات والتعددية هي الآلية الانسب ، كان يحاجج بأن الدستورين الأمريكي والفرنسي لا ينصان علي كلمة أحزاب . والأفضل استبدال كلمة التعددية بكلمة الحرية لأنها الأصل.(راجع أخبار اليوم 16/7/1997م).

ومن ثم أخذ يدعو لنظام وحدوي سوداني حر . وطلب من أجهزة الإعلام في ذلك الوقت، بوصفه رئيساً للمجلس الوطني ، بلورة مثل هذا النظام ليكون نموذجاً سودانياً متفرداً يقدم للمجتمع البشري.

وكتب كثيرا عن الديمقراطية وفتح ما كتب جدلاً واسعاً بين المثقفين حتي داخل التيارات الإسلامية المختلفة . وأكد أن الديمقراطية هي سنة الأنبياء ونريدها عقيدة سياسية مطلقة، ولا بد من وجود آراء متباينة وإلا فما الشورى إذا كان هناك رأي واحد. والاجتهاد لا يكون بالسلطة ولكن بالفكر والثقافة, لا نريد أن نصل إلي درجة من الخلاف بحيث لا يصلي أحد وراء الآخر.

ويقول د/ الترابي أنه يتحدث عن اختلاف في الرؤي والخروج برأي موحد وواحد هو في النهاية تعبير عن وحدة الناس. والحرية في النظام الوحدوي تقوم علي الحوار باللسان وليس بإرادة السلطان.

إن الإسلام يتحدث عن (لا إكراه في الدين ) والدين هنا لا يعني العبادات فحسب ، بل مناحي الحياة التي يعيشها المسلم فمن أولي الا يكون هناك إكراه في الرأي أو الفكر أو السياسة.

أنا أري بضرورة إتاحة الحرية للجميع…دع المنافق يعمل ودع الشيوعي يتحدث عن أفكاره.. ودع المسلم – والذي يعيش العبادات فقط -علي طريقته. دع كل شخص (علي كيفه ) ولكن علينا أن نشتغل نحن وفي ظل هذه الحريات بالدعوة حتي (نجيب) كل هؤلاء إلي الرب الواحد.

وأثار جدلا واسعاً حول نظريته عن المعتقدات . وذكر أن الخلاف بينهم وبين الأحزاب ليس اختلافاً حول الكراسي، وإنما اختلاف حضاري. فهم يؤمنون بان الدين نظام حياة وان هذا النظام لا تديره الدولة، رغم أن الدولة تحمي وتراقب المبادئ ولكن الانسان هو الذي يدير هذا النظام بضميره وبمجتمعه والي حد ما بدولته.

كذلك نظر باستفاضة للعلاقات الخارجية ذاكراً أن ما يحدث في السودان تغيير حضاري يبدو غريباً علي النمط السائد في العالم الآن. وهو ليس جديداً علي العالم وحسب ، بل حتي علي أهل الكتب والتوراة والإنجيل والقرآن ,فالغرب وأمريكا لا يريدان لهذا النمط أن يحكم ولا أن يستمر. الغرب لا يهتم ولا يكون مشغولاً بك .. فأنت حر في أن تكون ملكاً أو حاكماً عسكرياً في السلطة. ولكن كل ما يهمهم هو مصالحهم.

هذه مجرد أمثلة لجدل نظري وسياسي وفكري طويل كان يثيره د/ الترابي وهو مدون في مجلدات وأضابير المجلس الوطني. ومدون في متابعتي الخاصة لمعظم ما أورده في الفترة قبل المفاصلة وبعدها.

وقد اختلفنا معه في معظم ما توصل إليه من تنظير واستنتاجات نشرت في الصحف – بعضها بأسماء مستعارة ، ومنها ما هو في الميدان السرية وفيما بعد في الميدان العلنية والصحف الأخري.

ما نريد أن نصل إليه أن الرجل كان يثير قضايا نظرية وسياسية وفكرية، يختلف أو يتفق معها، فانه كان يجتهد ليوطد نظام الرأسمالية الطفيلية بأسانيد وحجج نظرية وسياسية. ورغم التناقض في أحاديثه خاصةً عندما دخل الدستور المؤقت الذي أعدته لجنة مولانا خلف الله الرشيد القصر ، راشداً لحد كبير وخرج منه إلي المجلس الوطني فاقداً للرشد حتي مولانا خلف الله الرشيد قد أنكره. ويبرز التناقض أيضاً حتي قبل المفاصلة في استمرار بيوت الأشباح والاعتقال والتعذيب والفصل والتشريد.

بعد المفاصلة وإبعاد الترابي ، انقطع حبل الجدل والحوار الذي كان يقوده الترابي ، وانقطع الاجتهاد وأوصد باب الفكر والتنظير،فأجدب خطاب الإنقاذ وبرزت مفردات في خطاب قيادات المؤتمر الوطني لا يجمعها جامع في الفكر والمشورة كما كان يفعل الترابي علي ضيق المساحة التي كان يحاور فيها.

هذا يعني أن المؤتمر الوطني يعيش فترة توهان فكري وسياسي إلا ما يخدم رزق اليوم باليوم ، غير عابئ بتأسيس عمل تنظيري جاد أو مخادع يلملم ما تبقي من عضويته.

فهل تستطيع قيادة دولة ان تحكم بمثل هذه المفردات في خطابها السياسي. ونورد هنا علي سبيل المثال بعض أقوال رئيسها وقائد حزبها والمفترض فيه أن يكون المفكر والمنظر لدولة أياً كانت:-

* ( كل الطواغيت تحت البوت بتاعي ده ) (نوفمبر 2007 مدني حفل الدفاع الشعبي)
* (العائز حقو يجي يأخذه بحق السلاح. )
* ( البحدر لينا بندخل اصابعنا في عيونه).
* (ما يقلعنا الا الزرعنا).

وهناك الكثير، المثير من مثل هذه الأمثلة يصعب سردها في هذه المقالة. ولكنها موجودة للنشر في أعداد قادمة.

إما إذا قيل لنا بأن هذا التنظير ورسم السياسات من واجب مساعديه فإليكم ما يقوله مساعدوه :

مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع والمفترض فيه أن يلعب الدور الرئيسي بعد رئيس الحزب في تعبئة الحزب ووضع خطط التنمية والبناء ..الخ يبذل كل جهده وطاقته في أحاديث مثل:-

*( الدايرين يقلعوا النظام ليهم لحسة الكوع).

* ( الحكومة قادرة علي رد الصاع صاعين لحماية السودان بالدم والروح والكلاشنكوف)

*(أن سلام دارفور استوي ، وليس هناك تفاوض آخر إلا في إطار من أراد الدخول في وثيقة الدوحة وان الدوحة شمعت ،وأغلقت). نواصلِ



التوقيع: [mark=#050000]
يا خالدا تحت الثرى
[/mark]
منال غير متصل   رد مع اقتباس