عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-2006, 08:14 PM   #[11]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]دنيا العقل الباطن ( 4 )[/align]
للأحباء تحية :

عزيزنا الأستاذ /محمد صالح خضر
تحية لك وأنت تبدأ النظرة من المدخل التشريحي للنشاط العقلي ، وأنت قد أخذتنا من طيف الطقس الحالم إلى الرؤى العلمية التي تُرفد الموضوع بالتفصيل و تعُم الفائدة و نحمد لك أن فعلت .
نتفق معك فيما تفضلت به من غموض العقل البشري ، وثقل ما به من كنوز . ونحمد أن أثريت الموضوع بكثير من التفصيل وبديع الرؤى .
نبدأ معك ببعض المقاطع المنقولة والتي تفتح نافذة تضيء لنا هذا الغموض :
(1)
يقول ( غاي ليون بلفير ) في سِفره ( السحر والمعجزة ) والذي ترجمه عيسى سمعان ما يلي :
{ نحن مسوقون بدماغين ، لكل منهما خصائصه وطرق معالجته للمعلومات . كل من هذين الدماغين له أسلوب عمله العقلي ؛ وقد أطلقت عليهما تسمية الأيسر والأيمن للتسهيل أكثر منه للدقة الجغرافية . العقل الأيسر ، كما وصفه (ليبو ) ، هو ( العقلاني المُدقق ) بينهما الأيمن هو ( العاطفي والغريزي ) . ليس المهم في هذا المقام مدى مطابقة هذه الصفات للمادة المكونة لنصفي الكرة الدماغية .
المُفترض أن يعمل عقلانا كفريق ، كجوادين متناسبين يجُران عربة ثقيلة . في الغالب ليس الأمر كذلك . نحن نجنح إلى التطرف إلى كل من الأيسر والأيمن ؛ أولئك الذين يميلون إلى العقل الأيسر هم الأكثر نُضجاً والأقل تحملاً . يميل الأيسر إلى إقصاء وكبت قُدرات الأيمن كلية . هذا ضروري في بعض الأحيان ، كما الحال عند مواجهة الإفراط في التصديق . يقصي بعض يساريي العقول ، كل دافع ( يمين ـ عقلي )على المبدأ ، دون محاولة فهم ما يكتبونه أو ملاحظة ما فيه من فائدة عملية لهم }
انتهى النص المنقول .
الرأي :
نعم نحن نتفق معك على غموض الذهن البشري كما أشرنا من قبل، فهنالك الكثير من المجاهل غير المعروفة كما تفضلت . ذهب الانسان للقمر عام 1969 م ، وأرسل مركبات صغيرة الحجم للمريخ وللزُهرة ، ولم يستطع فك طلاسم الذهن البشري بعد ، ولن يفك طلاسمها بوست يقف على ضفاف تنقل القارئ بين العلوم الممزوجة ببعض بُهار الترغيب وفتح نافذة في السماء يُحسب الزمن فيها بالكُلفة المادية .
نحن لا نستخِف بالقراء هنا بقدر ما نتدرج في العُمق . رصيدنا من المعارف ما أستطيع الزعم بأنني لم أكتب إلا من بعد خلفية علمية المرجع وقد تخيرت الكلمات وزخرفها بحيث لا أخرج عن الاطار العلمي وفق معرفتي الراهنة . فالذهن البشري من خلال المسلك والمشاعر يحتار المرء فيه كثيراً ، إذ لا يجد منطقاً في كيفية انفلات السلوك عند المفاجأة المُحزنة أو السارة أو المُخيفة . بل الطفل الصغير على سبيل المثال عند الولادة يعرف كيف يمتص الحليب ، وقد كُنا من قبل نحسبه ورقة بيضاء !
هنالك الكثير :
التخاطر أو التليباثي ، وهي على درجة من الغموض ، ويمكنك أن تلحظه في حياتك العادية من مشاعر لأحداث كأن هنالك من أخبركَ بها ! .لكن سيجموند فرويد كتب عنها في ( مقالات في السيكولوجي ) وأورد قصصاً موثقة عن الإرسال الذهني ، وكيف أن الإنسان في مقدرته بث الفكرة من ذهن لآخر . كتب عن ذلك في أربعينات القرن الماضي . وكتب عن الأحلام وعلاقاتها بالذهن البشري وقام بتحليلها ، كما أسهم في تطوير العلاج بالتحليل النفسي الذي كان طفرة من بعد تقنية ( التنويم الإيحائي ) والذي لم يزل يُستخدم في العلاج النفسي ، وفي البحث عن غموض الذهن البشري .
والتنويم الإيحائي خرج ايضاً من أضابير الديانات القديمة وصار علماً له نُظمه . يقوم فيه الوسيط عن طريق الإيحاء بالدخول للعقل الباطن والبحث في ملفاته وحيواته الماضية ، يتعرف على الداء الدفين الذي يؤثر على السلوك غير المتوازن للأشخاص ، ويكون الوسيط وهو الذي يدخل عوالم الذهن الخفي ، دون أن يحس المريض أو الشخص تحت التنويم بشيء عن باطن ذهنه . وقد تجاوزت اليوغا في الشرق إمكانية دخول الشخص لعقله الباطن عن طريق الإيحاء الذاتي بنفسه ودون وسيط ، وبتمارين مكثفة تُمكنه من الدخول لهذا العالم الغريب ، بل ولتعديل كثير من مسلكه .
هذا ما تفضلنا فيه في عُجالة
ثم نواصل
14/3/2005 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس