[haneena]

العزيز المسافة
شكرآ لك لإشراكنا في قراءة هذه القصة التي تبدو أقرب للخيال منها للواقع.
وكنت أمني نفسي بنهاية سعيدة تختلط دموع الأحباء بعد طول فراق..

هبطت طائرة مستر "طيب" في مطار الخرطوم عند تباشير الصباح الباكر من يوم 2 يوليو 1976 حيث وجد سبيله ممهداً للوصول الى منزل صديقي الذي لم يكن ساعتها موجوداً بالمنزل..

لكن لا أكذبك بمجرد قراءة التاريخ..2 يوليو 1976م ..إنقبضت نفسي قبل أن أصل إلي نهاية القصة و قد صدق حدسي..

وراح في غفوة لم يستيقظ أبداً من سباتها، غفوة طاح خلالها إلى غياهب الموت والردى إذ داهمت منزل صديقي في تلك الهنيهات جماعة معارضة مسلحة ذبحته ذبح الشاة وتركته جثة هامدة بلا حراك ولم ينقضي على وصوله للبلاد سوى سويعات قليلة بعد رحلة غربة امتدت ويلاتها أجيالاً

نعم يا أخي...ذُبِحَ كما ذبح الكثيرون الذين ساقتهم أقدارهم للتواجد في طريق هؤلاء الرعاع..
نعم هذا ما سُمي وقتها بمحاولة إنقلاب ( المرتزقة) و قد قرأت الكثير عنها.
من لم يجدوه في بيته وقتها قاموا بقتل من وجدوا من أهله
قتلوا السابلة
سائقي العربات الخاصة
قتلوا أحد أقربائي الضباط المقيمين في حي المطار
دخلوا بيت خالي الأستاذ بجامعة الخرطوم وقتها( و لا زال خالي يحكي التفاصيل لليوم) و روعوا أهله
و كنا نظن ما حكوه لنا مجرد أحاجي
هذه صفحة هامة طويت دون تمحيص و دون معاقبة لمن إرتكبها
قد حان الأوان للنبش فيها و إخراج ما أسرع البعض لطيه و رميه في غياهب النسيان..


و ما الفرق بين هؤلاء و بين جماعة أبي مصعب الزرقاوي؟؟
علي الاقل جماعة أبي مصعب..و إن إختلفنا معها..أخذت تدخل الاجانب و الحرب العراقية كسبب
فماذا كان ذنب مستر الطيب إذن؟؟

و هكذا البعض منا يعود من المنفي ليُقتل بغير ذنب..و إن تعددت الطرق

رحم الله مستر الطيب و طيب ثراه و ليقرأ من كانوا متورطين في هذه الفضيحة هذا البوست

عذرآ المسافة إن خرجت بالبوست أو أخذته إلي منحي آخر..و لكن هذا ما قفز إلي ذهني و أنا أقرأ النهاية الدموية لبطلنا..

لك مودتي