الموضوع: خاطرة ....(41)....!
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-2007, 12:27 PM   #[32]
أبوذر بابكر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوذر بابكر
 
افتراضي

غمست القلب فى رحيق التمنى
حين وردت بحر عينيها، هدر صمت الروح فىّ معى
وطفقت أنادى
من سيعصمنى اليوم من الغرق
قالت
لا وقت للحلم،
لا متسع إلا للمستحيل
ولا قشة أمنيات تجوس فى دم الغريق
قد رفعت أقلام العشق، وجفت صحف الأمنيات
قلبك موبوء بالعشق
قلت أجل
ومن روحى ينهمر العناء
يجرى بلا قدمين

ومن عينيكِ تبدأ الحياة
تمنح الوقت معانيه العصية

قلت أنا العشق
قالت
أنا المستحيل
أدركت عشقئذٍ،
من قبل أدركت أنى أحيا فيها
وتيقنت الآن إنها الحياة

كانت عيناها
مثل بحيرتين
تستلف السماء منهما زرقة الخلود
وسرمدية العلو
كانت عالية مثل أمنيات العاشقين
مددت قلبى عبر نافذة اللحظة
كانت أمامى
من لدن لونها ينبع قبس فرعونى البهاء
قلت لى
ضع إسمك فوق وحل الرحيل
كيلا تدنس أوراق الألهة البيضاء
ضع لسانك فى جيب السكوت
كيلا تخض أغنية الأرض
لا تشاغب رقصة الوقت المقدسة
فها هى الآن أمامك
بكامل بهائها الخصيب
بكل حقول ضوئها الرحيب
ها هى الآن أمامك
تستعمر أغنيات القلب
وتمسك برمش إبتسامها نبض الروح
تضخ فيه ريق الحياة

توكلت على حلمى ونقرت على بوابة النهار
فتحت الشمس أفق ضحكتها
فامتلآت بالضوء الملون حتى أخمص عشقى

وما بين بسملة الوقت ولقائها
قرأت فاتحة الفرح وانحازت لى ملائكة الزهو

شيدت مملكتى على تخوم ضحكتها
وجلست أكتب قصيدتى

استحال المداد كوثرا
ورقصت الحروف تعلن إفتتاح كرنفال الغبطة فى دمى

يا لهذا الوقت الضنين
يا لهذا القلب المترع بالأنين

شهدت
ألا رحيق بعدها
ألا حديقة تلوح للمتعبين بإخضرار ظلها
إلا هى

كانت تتحدث
فتنتشى الأبجدية العذراء
تحل ضفائر حرفها للعاشقين

وغير بعيد منى/منها
كانت العصافير تهمس فى أذن البحر
أن جاءك اليوم لؤلؤ الغناء السماوى البديع
فهيئ له مقاعد الحبور وهبها للغائبين

ارتدى الصباح بردة الفرح وناداها

من أين لك هذا الثوب الموشى بحناء الفرح؟
قالت من دمى
مما ادخرته عميقا فى مخيلة المساء

وكان الضوء قنينة عطر إلهى عجيب
العطر وجهها
ووجهها الحياة



التوقيع:
يا سرَها يا لونَها
كيف إحتمالُك للعبيرْ
جلستُ على رخامِ أغنيةٍ
تنسابُ ناصعةً من هديلِ لونِها
من مسامِ سرِها
فزملنى الحرير
أبوذر بابكر غير متصل   رد مع اقتباس