عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2006, 02:06 AM   #[11]
ندي عبدالمنعم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
يبدو انه في الوقت الراهن ان كل الشعوب تتحول الي الديمقراطية الليبرالية
ولكن هل الليبرالية قادرة علي تحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية لكل الشعوب
او قل لكل طبقات الشعب الواحد في الامة الواحدة ؟؟
هل الراسمالية لازمة ضرورية للديمقراطية الليبرالية ؟
آلايمكن ايجاد نظام بديل يجمع بين الديمقراطية الليبرالية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية -الاشتراكية الديمقراطية مثلا ؟
ام ان الليبرالية لا تتجزا ؟
الاخ عجب الفيا ,, تحياتى لك لك و للاولاد. أ ما أسرتى و أولادى فهم بحمدالله بخير و عافية .. بس مقتطعين 90% من وقتى و طاقتى .. لكن برضهم ضوء الحياة بالنسبة لى..
كتبت رد طويل و لكنه ضاع للاسف لحظة الارسال و سأحاول باختصار هنا ان أجيب عن التساؤلات المشروعة التى تطرحها فى هذا البوست.
أعتقد انه يجب ان نفرق اولا بين الديمقراطية و الديمقراطية الليبرالية ,, فكما تعلم ,, المصطلحين غير متطابقين فى المعنى و المحتوى.

و لنبدأ بالحديث عن تحول كل الشعوب الى النموذج الديمقراطى اليبرالى أعتقد ان دعاة هذا القول (من أمثال فوكاياما) يستعملونه كبروبقاندا للحد من طموح العالم و حلمه فى توزيع عادل لموارد الارض و العدل الاجتماعى. و أعتقد ما أكسب كتابه رواجا هو توقيته عام 1992 الذى جاء فى قمة تداعى الكتلة الشرقية و نهاية الحرب الباردة .

و كما قال تشومسكى من قبل ,, "إذا أردت ان تتحكم بإنسان ما ,, يجب عليك ان تجعله يخفض من سقف توقعاته"

“If you want to control someone, you have to bring down his/her expectations” .

و عندما جاءت الانتخابات الديمقراطية ب "حماس" فى فلسطين و "هوغو تشافيز" بفنزويلا و غيرهم من المغضوب عليهم من الغرب ,, تخلى أصحاب المشروع الديمقراطى الليبرالى عن مشروعهم بل و حاربوا نتائج الديمقراطية . و تجربة حماس و تشافيز ليست بجديدة ,, فالتاريخ حكى لنا كثيرا عن المواقف الرديئة للانظمة "الديمقراطية الليبرالية" تجاه حرية الشعوب فى الدول التى يوصفونها ب" الاقل تقدما".

الديمقراطية الليبرالية كفكرة ,, ربما تجد التأييد من حيث المبادئ الخاصة
بالحرية الفردية كحل أفضل من النظم التى سبقتها من أقطاعية و عبودية ,, ولكنها حينما تراها فى الواقع ,, تكتشف مدى تناقض هذه المبادئ.. فالديمقراطية الليبرالية التى تتغنى بالحرية الفردية لم يرمش لها جفن حينما سيرت الجيوش الى عالمنا الاقل حداثة ,,إستعمرت و نهبت و أستغلت الشعوب فى آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية . و حينما يتباهى الغرب بالبراليته الديمقراطية ,, ينسى بأن رفاهه و غناه لم يجئ نتيجة لعمل الديمقراطية الليبرالية السحرى,, بل هو نتاج إستغلال و قمع داما قرونا. وفى عالمنا الحديث ما زال مسلسل الاستغلال و النهب المسلح جاريا.
آسفة ,, لا أستطيع ان أثق فى نظام لا يتورع فى أنتهاك حقوق البشر فقط لارضاء جشع سادته.

هل الراسمالية لازمة ضرورية للنظام الديمقراطى الليبرالى ؟

... نعم ,, رأس المال هو فى قمة الهرم القيمى للنظام الديمقراطى الليبرالى ,, وهنا تكمن المأساة.
رأس المال لا يستطيع العيش بدون عدوان ,, ,, حينما قامت النهضة الصناعية بأوربا ,, أحتاج رأس المال الى التوسع لا كتشاف أسواق جديدة و لمواد خام رخيصة ,, فلم تتورع أنجلترا وفرنسا و غيرهما ,, وهم فى كامل أبهتهم الليبرالية من قتل الملايين و سرقة موادهم الخام و إستغلالهم أبشع إستغلال. يعنى الديمقراطية الليبرالية لم تجد أى حرج فى القتل و التنكيل ,, كيف يحمل هذا النظام بداخله اى بذرة للعدل او المساواة ؟؟

و نسبة لارتباط الديمقراطية الليبرالية الازلى برأس المال الذى ليس له مبادئ سوى الربح المادى يصبح من غير المعقول التعويل على نظام يحمل بين طياته اسباب تناقضه و ضعفه ,, فهو يقوض مبادئه بنفسه.

أعتقد انه من غير الممكن أن نطرح أسئلة عن الديمقراطية الليبرالية دون الخوض فى ممارستها عبر التاريخ .

فى رأى الخاص ,,النظام الاجتماعى -الاقتصادى- السياسى القابل للديمومة هو النظام الذى بإمكانه ان يعالج أمراض أساسية مثل الفقر و الفاقة و يصنع واقعا تكون فيه المساواة الحقيقية للبشر.



هل بالامكان أيجاد نظام جديد يجمع بين الديمقراطية و الاشتراكية ؟


قد حاولت اوربا الالتفاف على الحركات المنادية بالعدالة الاجتماعية فى الخمسينات و الستينات بأختراع ما يسمى بدولة الرفاهية او ال Welfare State.
و لكنى اعتقد ان مثل الاصلاحات الاجتماعية و التنازلات التى قدمتها الرأسمالية من قبل لا يمكنها ان تستمر ,, فقد زالت الضغوط التى أدت اليها بزوال الاتحاد السوفيتى و نجاح رأس المال فى كسر شوكة-بالعنف المنظم حينا و بالدعاية الاعلامية الضخمة أحيانا أخرى- الحركات المنادية بالاصلاح الاجتماعى (ولو إلى حين).

أعتقد ان تسارع حدة الفقر فى العالم (بما فيه العالم ألاول) ,, و عمق الهوة بين من يملك و من لايملك ,, بل و تضاعف نسبة من لا يملك لمن يملك ,, كلها أسباب من شأنها ان تأتى بنظام يحمل مقومات تتيح له تصحيح مثل هذا الوضع.
يجب ان لا ننسى ان هبة الجياع فى فرنسا كانت هى التى أذكت شرارة الثورة الفرنسية ,, وهى التى حولت النظام الاوروبى من الارستقراطية الى الجمهورية و من ثم الديمقراطية.

حديثى هنا غير مبنى على تعميم مخل او مصطلحات للاستهلاك السياسى,, ولكنى كأم هنا أعايش مدى التآكل الاجتماعى و الاقتصادى الذى يعانى منه المجتمع الامريكى خاصة ,, هناك تدهور مضطرد فى مستوى المعيشة لكل طبقات الشعب هنا - عدا بوش و الطبقة المهيمنة بالطبع- توقعات العاملين من حيث الضمان الاجتماعى و الصحة و التعليم تدنت الى أدنى مستوياتها ,, و الفقر فى إزدياد مضطرد ,, وكذلك مديونية الفرد . عملت الحكومات الامريكية المتعاقبة على تهميش و تحجيم النقابات العمالية ,, ليس للعامل (و أقصد المهنى ايضا) اى حق ,, فيمكن لصاحب العمل الاستغناء عنك اليوم دون سبب و دون اى تعويض مقابل الضرر. و بين ساعات العمل الطويلة و مطالب الحياة المتزايدة ,,تداعت مقومات الحياة الاسرية و تقوضت البنية الاجتماعية بشكل يدعو الكثير هنا للقلق على مستقبل الاجيال المقبلة.


لك المودة مجددا و أأسف إذا أطلت هنا ,,

{أتمنى ان يكتمل مقالك عن "دريدا" قريبا و يرى النور.....



ندي عبدالمنعم غير متصل   رد مع اقتباس