عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2006, 08:12 AM   #[8]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

العزيز منعم
عساك بخير يا زول يا زين

كون أن الديمقراطية اللبرالية هي خاتمة المطاف ففي هذا شك أكيد..

ولنأخذ الشق الأول الجانب الإجتماعي
بحكم توطني في غرب أوربا سأحاول عكس صورة للواقع المعاش هنا وأغلب الدول الأوروبية تنتهج الديموقراطية اللبرالية منهجآ للحكم وأقول أغلب لأن هناك حقآ فوارق بين التشريعات والأنظمة السياسية الحكمية المتبعة.
كان لإنهيار المعسكر الشيوعي اليد الطولي في هيمنة النظام الرأسمالي في الغرب لا شك في ذلك ظاهريآ ولكن الناظر المتفحص يجد أن الإشتراكية لا تزال راسخة في الكثير من دول أوروبا الغربية وحتي أفصل سأقوم بعكس بعض معالمها وأقارن بين بعض النظم في أوروبا وفي أميركا الشمالية النموذج الأوضح للرأسمالية الغربية.
في كل من هولندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا تجد هناك خلط في نظام الحكم ونظم الإدارة فهي ليست رأسمالية صرفة هكذا مطلقآ فلا تزال بعض معالم النظام الإشتراكي ماثلة قوية.

تتبع هذه الدول نظام الإعانة الإجتماعية وهذه الوسيلة لا علاقة لها بإقتصاد إدارة المال الرأس مالي فإن من حق الفرد فيها السكن والإعاشة والعلاج والتعليم المجاني وهي وسيلة أتبعت للقضاء علي الفوارق الإجتماعية التي تخلق الصراع بين طبقات المجتمعات. لكل شخص راشد في هذه الدول الحق في مرتب شهري (حد أدني للإجور) وتصل مرحلة "الترف" في أنه يحق له وبحكم القانون مرتب شهر إضافي في العام كمصروف أجازة.

كذلك يعتبر السكن حق دستوري يدعم من قبل الدولة.

فيما يختص بالتعليم وخاصة التعليم الأساس فهو مجاني تمامآ وفي بعض الدول يمتد تعليم الأساس إلي المرحلة الثانوية .

ولكن هل يعني هذا أن هذه المجتمعات لا تعاني من صراعات؟ وأن الراسمالية الغربية كخيار صارت هي المفضلة والخيار الأوحد؟

دول كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لا تزال الأحزاب الإشتراكية فيها تشارك في الحكم إما منفردة أو مؤتلفة ولا تزال ترفع الشعارات الإشتراكية وبها تتحصل علي أصوات الناخبين.

هناك ثوارات شعبية لا تهدأ في الكثير من هذه الدول آخره ما حدث نهاية العام الماضي في فرنسا وإن حاول الإعلام الفرنسي ربط الأمر بالمهاجرين لكن الأمر لا يعدو أن يكون ذاك الصراع التأريخي حين يفرز المجتمع الرأسمالي فوارق ضخمة في المجتمع مما يؤدي لمثل هذه الثورات كمحصلة طبيعية للظلم والإحساس بالدونية بين طبقات المجتمع الأكثر فقرآ.

حاول الأميركان "كدأبهم" التدخل لدي حكومات غرب أوروبا لإيقاف ما يسمي ب "السوشال" الإعانة الإجتماعية الكاملة ولكن دون جدوة فلا خيار لهذه الدول إلا به ويكفي أن تقارن بأنشطة الجريمة المنظمة في هذه الدول من ناحية وأميركا من ناحية أخري إذ أن الجريمة في أميركا تفوق بكل المقاييس مجمل الجريمة في أوروبا الغربية مجتمعة !!! والذي يحد من تفشي الجريمة في أوروبا الغربية هي هذه الوسائل التخديرية من مجانية علاج وسكن وإعاشة .

كذلك هناك أنظمة في العالم يسجل إقتصادها المبني علي الإشتراكية كهادي أعلي درجات النمو "الصين" ودول أخري رغم الهيمنة الأمريكية تحاول أن ترسم طريقها وبنجاحات ملحوظة "فنزويلا" وبعض دول أميركا اللاتينية.

قد يكون الشق السياسي من الديمقراطية اللبرالية هو المهيمن بما له من وسائل جبارة للهيمنة (رأس المال والإعلام) وعن الأخير حدث ولا حرج فهم يطرقون علي أدمغة شعوبهم حتي صار بعضهم يتعامل مع إعلام الدولة كأن الشر لا يأتيه . وإنسان الغرب عبارة عن آلة أو قطعة غيار في مكينة ضخمة يسيرها سستم قاسي .

وعن الجانب السياسي أحكي لك تجربة معاشة هنا في هولندا ..

قبل عامين فاز حزب يميني متطرف بقيادة زعيم مفوه إسمه (بيم فيرتاون) ظل هذا الرجل يطرق آذان المواطنين بمكامن الخوف لديهم (الأجانب والهجرة) فتحصل حزبه علي أعلي الأصوات متفوقآ علي أحزاب عريقة كحزبي العمل والمسيحيين الديمقراطيين. فماذا حدث ؟

تم إغتيال بيم فيرتاون من قبل أحد البيض المواطنين وتم شراء زمة أهم كوادر الحزب بعد موته ليسقط الإتلاف الحاكم . وتم عمل إنتخابات برلمانية جديدة ليسقط الحزب الناشئ بقوة نتيجة للوسائل العديدة التي إتبعتها الأحزاب الأخري وتنفس المجتمع الصعداء ولو لحين.

حدث الأمر أيضآ في فرنسا والنمسا إذ فاز "حيدر" اليميني فيها في نفس العام بصورة هددت إستقرار ذلك السستم الذي يحرصون عليه ويحرسون بالأنياب ويسمونه تحببآ (ديمقراطية لبرالية) .

النظام الرأسمالي الغربي أبعد ما يكون عن الهيمنة وهو يحمل في منظوري بذرة فناءه في أهم مكوناته وجزئياته.وللتدليل علي بشاعة هذا النظام يكفي النظر لتجربة جنوب شرق آسيا أو ما أصطلح علي تسميته بظاهرة النمور الآسيوية فهذه الدول صارعت الغرب بأدواته وبرعت وسجلت درجات نمو عالية جدآ فما كان من الغرب الكلاسيكي إلا أن ركعها بأساليب "الخسة" الرأسمالية من إغراق للسوق والمضاربة بالأموال والتلاعب في الأسهم والهيمنة علي الأسواق والضغوط السياسيةفكان السقوط الداوي.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس