[frame="7 60"]
....
عكود العزيز...
ماذا..اقول لك..فالنطق يتعذر.والكلمات فى تجمد التوهان...تتكسر..
هل يكفى ان اسبل النظرات وقطرات الدمع.تسيل وتتحدر..ام اخفى زواحف.
جيشان نزف جراح الحزن وهى نئن.وتتبعثر..كم وددت ان ادفن راسى فى حضنك.وانا ازرف دموع الفراق الاليم وهى تتحدر وتسقط..كلانا يدرك جموح اعصار تلك الرياح الالتياع...كنت اري ان اشارك فى التشيع لكن ظروف صحيه منعتنى من الحضور..فعشت عمق الماساه وحدى...وعرفت مرارة العلقم وانا اجتر كل شريط ذكريات معرفتى ولقائى مع الراحل خالد الحاج طيلة هذه السنوات الطوال
العزيز عكود...
وهل تكفى عبارات العزاء..فى ان تشفى غليل الروح وتخفف من لهيب كل ذلك الالتياع الحريق...ماذا اقول لك؟وباى عبارات اواسيك واحمل معك ثقل عبء كل ذلك الحزن..وزلزلة ذلك الوقع المريع...
خلاص خالد رحل..اسرج خيول الرحيل مثل تلك الغمامات وهى تسبح فى فضاءات السماء فى تلاحق بعيد بعيد الى بعد سحيق..!!
وانا اتحدث معك هاتفيا فى نيروبى وانت تقول لى ان الموقف معقدا للغايه والحاله حرجه جدا..!!! استطعت ان اتلقف الاشاره..كان صوتك يحمل فى اضطراب تذبذبه الهام التوقع...وتابعت هنا فى روتردام وكانت الحقيقه التى عرفتها انت وقتها..وادركت كل شىء..كل شىء...!!
عكود .العزيز...
ايماننا مطلق بارادة الخالق العظيم ومشيئته الغالبه..وحكمه النافذ...وقداختار الى خالد الرحيل فى ميقات يعلمه وهو فوق كل ذى علم عليم.سبحانه وتعالى...طهر بدن خالد بتواتر كل تلك المعانه التى صبر عليها خالد فى فترة مرضه.وطهر روحه كما يقول الواقع وان المرض كفارة للجسد والروح..فذهب الى خالقه بصفاء مبرأ ورضاء ورضا..يحمل معه بياض نيته وبساطة مسلكه وسمو روحه واحساسه الانسانى النبيل
وحبه للناس.
عكود الحبيب..
وانت اقرب الناس اليه فى ترابط رحم العلاقه..وتعلم عنه ويعلم عنك..وجمعتنى ظروف مختلفه مع الراحل خالد ..تعاملنا معا واشتركنا فى العمل الصحفى وفى العلاقات الاجتماعيه والسياسيه.وفى سودانيات وفى توافق جمع بينى وبينه خلق حميمة الرباط بيننا لفترة طويله استطعت ان اعرف فيها الراحل العظيم معرفة واسعه وان ادرك مرامى مداه وان اسبر غوره.وهبشت دواخله التى كانت هشة بريئة وطفولية الاحساس وعفوية التركيب..وشديدة الشفافيه.وبيضاء النقاء والسريره..برغم ما يظهر من احتداد فى خلاف الراى وتشدد فى بعض الامور التى تنتهى الى رضاء وتسامح..انسان بمعنى الكلمه..ورجل صنديد وفى شديد الاخلاص والتفانى
لقد طعنا فى عمق الذات بهذا الفقد الجلل والمصاب الكبير...ولن يفك طوق حزننا عليه ولن ينفلت ولن ينقطع حبل الوجع الموصول على رحيل خالد الحاج...
عكود..
فقد..اباجعفر.
اكبر من ان تستوعبه اللحظات..
فهو يتجسد.وينمو..ويكبر..
ويستكبر..
وسيظل اسى وجراح..وطنين بكاء...
يتمثل....ويتذكر...
ويئن فى ضلوعنا..ويتحسر...........
................................
البركه فيكم فى هذا المصاب الجلل والفقد العظيم..والرحمه والمغفره وحسن القبول للراحل المقيم الاخ والصديق خالد الحاج الحسن.نسال ان يكون فى رحاب الخالق العظيم مع الرسل والانبياء والشهداء والصديقين..وان يعوضه الله خيرا كثيرا..
عكود..
انت تدرك كل شىء وتعلم اضطراب امواح الحزن حين تصطفق وتتفق.وتنفلت فى تدفق سيل عارم يغرق كل شىء فى دوامة وجع الالتياع المر...
الراحل العظيم خالد الحاج قد خلف فينا اثرا وترك لنا تركة علينا ان نقف لها وندرجها ايفاءا واحياءا لذكراه فهو عايش قائم مقيم فى ذواتنا وسيظل رمزا ومناره...
نسال له الرحمه والى اسرته وابنه جعفروابنته حباب وساره ونهله وزوجته الصبروالسلوان على حكم القدر.
ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم
[/frame]
|