عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2015, 06:18 AM   #[4]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة السودان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم عادل عسوم:
من فتره قرأت في موقع صيد الفوائد نفس الموضوع.. بس حقيقي المقطع وتناول الشيخ له بهذا الجمال لم أجد له مثيل.. أحيانا يكون تأثير الاستماع والمؤثرات المصاحبة من صوت وموسيقي أكثر من القرايه..إن تفعل خير في العلن يعطي للعطاء لذة فنحن بشر جبلنا علي المدح والثناء.. لكن أن يكون عطائك متخفيا في ( أسوار الكتمان ) فأنه حتما الذ واعذب واصدق..هنالك أناس ﻻ يعرفهم أهل اﻻرض لكنهم معروفون عند أهل السماء.. ( وان تخغوها وتؤتوهاالفقراء فهو خير لكم)سورة البقره271.. كلمة السريرة مغيب.. منا من جهلهم منا من غفل عنها ومنا من اعتادها فتلذذ بها..العمل الصالح الخفي أو السريرة او الخبيئه سمها ماشئت ولكن امتلك قدر ولو ضئيل منها...( أن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )رواه مسلم...كان السلف الصالح يستحبون أن يكون للرجل خبيئة ﻻتعلمها حتى زوجته..يقول محمد بن واسع( لقد أدركت رجاﻻ يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه علي خده وﻻ يشعر به الذي جنبه )فما هو السر؟ هو التوحيد القلبي أن تكون الافعال واﻻقوال وحركات القلب وسكناته خالصه لله...
وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته يا عزة السودان
مرحبا بك يااخية في رحاب التسامي بالروح والسمو بالإيمان والتدرج بالقربات الى الله من خلال مثل الأعمال الخفية التي تزيل ران النفوس كما تجلي النار خبث الحديد...
مثل هذه (الثقافة) ياعزة السودان حري بها أن تسود في مجتمعاتنا لأنها تؤسس -حقا- لتوحيد وضيء وصعود بالناس في مدارج السالكين...
وبالطبع فان العبادات ال(شخصية) من صلاة وصوم لها قدرها ومضاؤها في هذا الدرب والجانب لكنني أرى بان العبادات التي تتعدى المرء إلى غيره أمضى وقعا وادعى لأن تسرع بإيصال المرء إلى مبتغاه من محبة ورضوان من الله ثم تصالح مع النفس وراحة للبال. ..
ولعل (الصدقة) وقضاء حوائج الناس -بالكتمان- لأفضل واذخر فائدة واوفق سبيلا وموئلا ومرادا...
ولإن نسيت فلا أخالني أنس قريب لي كان يعمل في هيئة توفير المياه الريفية وبعيد وفاته رحمه الله اذا بالعديد من أهل القرية تقطع المياه عن بيوتهم وعندما يأتون إلى مكاتب الهيئة ويعلمون الموظفين بأن قريبي ذاك كان ياتيهم ب(الفواتير) مختومة وعندما سألوه ابتدارا -وهو المعتاد بالطرفة والتبسط في الحديث-اعتاد ان يقول لهم:
هسع أن جيناكم بي عربيتنا واشتغلنا في مويتكم دي قطيع تقعدوا تجوطوا ياخوانا امسكوا فواتيركم دي واتكلوا علي الله...
وعندما تمت مراجعة الفواتير لسنين خلين تبين الناس بأن قريبي اعتاد دفعها بالاقتطاع من راتبه الخاص به!...
قريب آخر اعتاد المرور على دكاكين الحلة والقرى المجاورة ومراجعة دفاتر (الجرورة) للفقراء والمساكين ودفع الديون المسجلة عليهم بعد أن ينال موثقا ووعدا من أصحاب تلك الدكاكين بأن يظل الأمر طي الكتمان للناس واعلام أصحاب الديون بأنها قد دفعت من فاعل خير...
فكم هناك يااخية من أبواب للخير يمكن للمرء منا الخلوص منها إلى رضوان الله والارتقاء بالنفس والسمو بالروح في تلك المدارج الباذخة والعوالم المضمخة بعطور الجنة واقعا ومآلا...
مرحبا بحرفك الراقي ومراداتك الوضيئة يااختاه...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس