عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-2006, 10:33 AM   #[38]
Ishrag Dirar
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Ishrag Dirar
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Garcia
سيدة الخواطر الرائعة ... تحية عطرة
ما اجمل غوصك هذه المرة فى موضوع... شائك وجميل فى ان واحد وهو عشق المدن ..
لقد كانت المدن دوما مادة خصبة ... للادباء والشعراء والفنانين ....
بعض المدن حين تودعها تصاب بالشوق وتسكنك العبرة ... كأن الانسان يودع محبوبته ..
هناك مدن على العكس لا تترك اى اثر لديك ... ولا تشعر انك تود رؤيتها مرة اخرى ..
كثيرون ذهبوا لزيارة مدن بعينها ... نتيجة لما اطلعوا عليه من كتابات ادبية وشعرية ...
كأرتباط لندن بشارلز ديكينز , وباريس بفيكتور هوغو , وموسكو بمكسيم غوركى ..
وسانتياغو ببابلو نيرودا , وباهيا بجورج امادو , والقاهرة بنجيب محفوظ ... الخ ..

ولى عودة

قاريسيا ....


حتى تعود هذه بعض الخواطر عن مدينة
أخرى ..


نيروبي
مدينة جميلة ..ساحرة غير أني رأيتها بقلب يحفه الحذر والترقب فكانت مدينة الخوف ...!
عروس الابنوس...!
تبدو من السماء
وقد تطوّق جيّدها بعقود من الخضرة
يحيط قدميها خلاخل من بحيرات زرقاء يتعالي نشيد موجها بموسيقي مائية الزرقة
تزّّين معصمها بشتي انواع الزهور والقرنفل
حتى اذا ما أقتربت منها تضوّع الزمان بروائح
البن
المطر
والعناق
ملامحها ناعمة سوداء
أبتسامتها في صفاء العاج

كانت الشمس تضحك دفئا ما عرفته منذ أمد
كانت الاشجار خضراء ضاحكة لم ادري اكان النسيم يدغدغها فتنفجر ضحكا هكذا ؟ ام كانت تراقص الطيور أنى أوبتها ...
كنت أنظر الي جبل كينيا وقد أرتقى الي السماء .. فلم أستطيع التمييز أيهما ينتمي لايهما ؟
أكان السماء قد تدلى من عليائه وألتحم بقمة الجبل ؟ ام ان الجبل قد أرتقى قبة السماء ؟

ثم رأيتها بقلبي فكانت طفلة خائفة ترتجف رعبا أذ اضاعت أمها في الزحام ..!!
نظرت الي عينيها ففأجاني ذلك الخوف المخبوء خلف العيون الضاحكة
خوف اسود تفوح منه رائحة الموت
كنت امعن النظر في السحنات الطيبة في الطرقات فأري أهلي .. أسمع هسيس ضحكاتهم يجلجل
في أركان السماء
غير أني كنت أفتقد ذلك الآحساس الذي يلف جنباتي بالطمأنينةوأنا أقود سيارتي في منتصف ليل الخرطوم ...
كيف أتلمص طعم هذا الجمال ، كيف أحسه في حلقي والحارس يتبعني اني ذهبت بعد مغيب الشمس....!!

أما هو فقد كان معي .. لم اكن انتظر هذه المرة لكنني كنت رغمي :

أقلب طرفي في السماء لعله .........يوافق طرفي طرفه حين ينظر ..!

كم أستقت أليه ...
ذلك الرجل الذي لم أعد أعلم أي الوشائج تربطني به
غير أنني أنتمي اليه

يا أله الكون ...
كيف تسنى له ان يعبر فيافي الغياب
ليسكن في دمي ...؟؟



التوقيع: [align=center]
"فبأي قلبٍ فيّك تصلُبني مسيحاً في صليب الأنتظار ...؟"
"عالم عباس"
[/align]
Ishrag Dirar غير متصل   رد مع اقتباس