عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2014, 07:58 AM   #[13]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

هاك الرافد دا ..

علمية الحلقة المفقودة ..
ممكن يربطك بالصرافة المطلقة ( إلا قليلا) ..

اقتباس:
أين توجد النار والجنة؟ في زمان غير زماننا، ومكان غير عالمنا؟ أهما البعد الرابع؟

القاعدة التوحيدية تقول أنه ما من شيء كان، أو يكون، إلا هو كائن اليوم، وعلى هذا فإن الجنة والنار موجودتان الآن، ولكن بصورة مختلطة بعضها مع بعض، وسيجيء يوم يكون وجود النار فيه صرفاً، ووجود الجنة صرفاً ــــــ ولا أعني الصرافة المطلقة، فإن هذه لا تكون إلا عند الذات المطلقة ـــ وهيهات!! ووجود الجنة، بجانب، وجود النار، يمثله، في حياتنا الحاضرة، لحظات النعيم، التي يلقاها أحدنا تارةً، ولحظات الشقاء، التي يلقاها، تارةً أخرى.

وسيجيء يوم يصير فيه النعيم بلا شقاء، إلا قليلاً، إلى جانب، فيسمى الجنة.. ويصير فيه الشقاء بلا نعيم، إلا قليلاً، إلى جانب، فيسمى النار.. وهذا في زمان غير زماننا الحاضر، وفي مكان غير مكاننا الحاضر.. أما الزمان فعندما تنتهي دورة الوجود الحاضرة، وتبدأ دورة للوجود جديدة ـــ فإن دورة الوجود الحاضرة بدأت يوم انفصلت كواكب النظام الشمسي من سحابة بخار الماء التي كانت تمثل الشمس الحاضرة، وبناتها، التي تسمى بالكواكب السيارة، والتي وردت عنها، في القرآن، الحكاية بقوله تعالى: "أولم ير الذين كفروا أن السموات، والأرض، كانتا رتقاً، ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي.. أفلا يؤمنون؟" وهي ستنتهي يوم يعود هذا الفتق إلى الرتق مرة ثانية، "كما بدأنا أول خلق نعيده"، فإذا عادت الأجرام إلى الرتق بعد الفتق فقد انتهت دورة من دورات الوجود، وبدأت دورة، ويومئذ يبدأ زمان الجنة المنمازة عن النار ـــ وتبدأ الأرض الجديدة، "وهي الشمس، وبناتها في كتلة واحدة" وتكون الشمس قد بردت، وأصبحت، في قشرتها، صالحة لنشأة الحياة الجديدة عليها، وفي داخلها، لا تزال تلتهب، فتكون، على ذلك مكان الجنة ظاهر الأرض الجديدة، ومكان النار باطنها.. قال تعالى عن يومئذ "يوم تبدل الأرض غير الأرض، والسموات، وبرزوا لله، الواحد، القهار"..

وتنبت الحياة من جديد، في دورتها الثانية، من باطن الأرض على ظاهرها، كما تنبت البذرة، فكأن الناس يخرجون بذلك من النار "باطن الأرض الجديدة" إلى الجنة "ظاهر الأرض الجديدة" وإلى ذلك الإشارة في قوله تعالى "وإن منكم إلا واردها، كان على ربك حتماً مقضيا"..

وانمياز الجنة عن النار يحدث نموذج منه على ظهر أرضنا الحاضرة، وكأنه صورة مصغرة لما يكون عليه الأمر في اليوم الآخر. فإنه من المقرر في الإسلام أن جنة الأرض تتحقق قريباً بمجيء المسيح، حيث يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً، كما هو موعود المعصوم، وبعدها يتحقق قوله تعالى "وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض، نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين" ويوم يتحقق تعمير أرضنا هذه بهذه الصورة، تختفي الحشرات، والهوام، والأفاعي، في باطنها، فتكون صورة لأهل النار، في النار، في اليوم الأكبر، في الأرض الكبرى، التي تحدثنا عنها..

والجنة والنار، ليستا البعد الرابع، لأنهما مكان، ولا يتسع المقام هنا للحديث عن البعد الرابع، ويكفي أن نقول أنه ليس الزمن، وإنما هو الله. وشرح ذلك يطول، ويكفي أيضاً أن نقول، في هذا المقام، أنه متضمن في هذه الآية الكريمة "إن المتقين في جناتٍ، ونهر، في مقعد صدقٍ، عند مليك مقتدر"..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس