رحيلك ألجم كلماتي..
أيّها الآتي.. من أعمق عُمق الأزمنة الجميلة..
أيّها الآتي.. من خضمّ زمانٍ ولّى..
أيّها الآتي.. من قلوبنا..
رحيلك ألجم كلماتي..
جفف مدادي..
شقّ فؤادي.. وأنا التي لم تكتحل برؤياك عيناي..
ولكنني رأيتك..
في حروف إخوتك من رحم سودانيات..
في نحيبهم.. الذي هزّ مشارق الأرض ومغاربها..
في دويّ نبضاتهم.. حين ألمك.. وإنفجارها عند الرّحيل المؤلم..
في عيني "أباذر الكامل" المكلومتين.. حبيبك وحبيبي.. الذي رحلت وتركته.. محسوراً.. مأسوراً..
عيناه التي بذلت أضنى الجهد.. في الهروب منهما.. حين حضوره لمواراتك.. ووداعك الأخير..
حيرى أنا.. بين أسفي لعدم لقاك.. وبين تساؤلي: هل في ذلك خير.. كي لا يتضاعف ألمي..
خالد الحاج..
لك الرّحمة..
بقدر ما جمعت القلوب وآلفت بينهم..
بقدر ما سكنتك هذه القلوب وسكنتها..
بقدر ما أنقذت المداد..
وسبيت الأفئدة..
وألجمت خيول الكلمات..
|